عودة زقورة أور إلى ظلامها تثير سخرية العراقيين

غزوة عراقية لحساب البابا على تويتر لإخباره بما حدث بعد مغادرته.
الأربعاء 2021/03/10
سيلفي من المكان

تحت شعار “اِلحق زقورة أور لقد فصلوا عنها الكهرباء” نظّم العراقيون احتجاجات واسعة على حساب بابا الفاتيكان فرنسيس في تويتر يخبرونه بعودة الزقورة إلى ظلامها الدامس.

ذي قار (العراق) - كشف مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في العراق عن إزالة المولّد الكهربائي في زقورة أور بمحافظة ذي قار بعد انتهاء زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس إلى العراق بساعات، كما تداولوا صورا لشاحنة مقطورة تحمل المولّد “إلى مسقط رأسه”، مما أثار سخرية وجدلا واسعين في أوساط العراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكانت السلطات العراقية أنارت زقورة أور للمرة الأولى منذ 4 آلاف عام. وتهكم العراقيون إن “الزقورة عادت إلى ظلامها الذي يرمز إلى ظلامهم”!.

وأشار معلقون أيضا إلى تعبيد طريق مؤدٍ إلى الزقورة لا يكفي سوى إما للذهاب أو الإياب لشدة ضيقه، متهكمين “لو كان كالسجادة لنفضته السلطات وسحبوه هو الآخر”.

وكتب حساب على فيسبوك:

الأعظمية نيوز

هذا الشارع لم يتم تبليطه منذ 1962، وهو يمتد إلى زقورة أُور، ‏والآن بلطوه 1.2م، بسبب زيارة بابا الفاتيكان.. ‏ليش هالبخل متر وعشرين بس!

وتشكل الزقورة، وهي كلمة أكدية معناها المكان المرتفع، الهوية التاريخية والحضارية لمحافظة ذي قار، ويرتبط الناس بذاكرة هذه المدينة التي كانت في يوم ما واحدة من أعظم الممالك على وجه الأرض، وأكثرها دقة وتنظيما لحياة سكان بلاد الرافدين القدماء، بحسب ما تذكره التنقيبات الأثرية.

ونشر العراقيون على حساب البابا فرنسيس على تويتر، تغريدات  تخبره بما حصل بعد مغادرته للعراق.

وأعلن البابا، الذي أدى زيارة تاريخية إلى العراق بين 5 و8 مارس الجاري، السبت، براءة الأديان السماوية من ممارسات الإرهاب والتـطرف والعنف في صلاة موحدة بين الأديان في مدينة أور التاريخية بمحافظة ذي قار جنوبي العراق.

وسلّطت وسائل الإعلام العالمية الأضواء على المعلم التاريخي ونقلت  وكالات الأنباء صوره،  وانتظر العراقيون أن تستثمر السلطات في بلادهم شهرة الزقورة لأجل تنشيط السياحة وتنمية المنطقة.

وكتب الناشط العراقي فراس السراي

firasalsarrai@

يا جماعة الخير اللي عنده رقم البابا خلي يخابره ويگله الحكومة شالت المولّد وطفت الزقورة.

وكتب حساب:

Iraqiainlondon@

تم أخذ المولد الذي أنار الزقورة ورجعت الزقورة ظلماء عتماء بدلا من أن يعتنوا بها أكثر ويعملوا لها إعلانات من أجل تنشيط السياحة..

ويتساءل معلقون عن سبب عدم إضاءة الزقورة بشكل دائم خاصة أنها تبعد 19 كيلومترا فقط عن مدينة الناصرية التي تضم واحدة من أكبر محطات توليد الكهرباء في العراق.

وكتب حساب على فيسبوك:

TVET Iraq

زقورة أور تصبح محط أنظار العالم وتنال الاهتمام الإعلامي العالمي الذي تستحقه من خلال الزيارة المباركة للبابا فرنسيس.

وأكد الحساب أن تسليط الضوء عليها يجب أن يستثمر على أرض الواقع بخطوات عملية لتتحول أور إلى أهم الوجهات السياحية في المنطقة.

واقترح الحساب:

TVET Iraq

العمل على تأمين الموقع وإنارته بشكل كامل وتنفيذ مطار حقيقي، وإنشاء طرق ومرافق سياحية لاستراحة ومبيت السياح بالإضافة إلى توفير الأكشاك لبيع الهدايا التذكارية وتقديم الأكلات المحلية الشهيرة. وذلك لتتاح الفرصة للعالم بأسره من أجل رؤية أقدم بناء مدرج على وجه الأرض بعمره الذي يتجاوز الـ4000 عام ويعي أهمية وقداسة الموقع الذي ولد فيه النبي إبراهيم .

ويؤكد مغردون أن “الخطوات من شأنها أن تنعش اقتصاد محافظة ذي قار وتنمّي الناتج المحلي لها وتوفر الآلاف أو حتى عشرات الآلاف من فرص العمل”.

ويقول مختصون إن “الأمر يمكن أن ينفذ عن طريق الاستثمار بإشراك القطاع الخاص الرصين دون أن تتكلّف الدولة دينارا واحدا”.

وتعليقا على تغريدة وردت على حساب البابا جاء فيها:

Pontifex_ar@

أودّ أن أشكر من أعماق قلبي كل النساء، وخاصة نساء العراق، النساء الشجاعات اللواتي يواصلن إعطاء الحياة بالرغم من الانتهاكات والجراحات. فلتُحترم النساء وليُمنحن الحماية! ليحظين بالاهتمام ويمنحن الفرص!

وكتب مغرد:

cryg_utgg@

الحك (الحق) يا بابا فرنسيس المولد الكهربائي الحكومة وضعتها لإنارة الزقورة أول ما خلصت زيارتها أزالتها الحكومة ورجعت الزقورة ظلام دامس.

ونشر مغردون صورا لشاحنة مقطورة تحمل المولد الكهربائي، متسائلين عن الجهة التي استأجرت منها السلطات المولد.

العراقيون انتظروا أن تستثمر السلطات في بلادهم شهرة الزقورة عالميا لأجل تنشيط السياحة

 تعليقا على صور الشاحنة التي تحمل المولد الكهربائي قال مغرد:

u5DGtT39rWkghQC@

وها هو المولّد يعود سالما إلى مسقط رأسه بعدما عمل على إنارة الزقورة في أور مكللا بالنصر والفرحة التي أدخلها في قلب البابا من صفاء كهربائه والنور الذي بعثه فيها بعدما فقدته للآلاف من السنين لتعود إلى ظلمتها وعتمتها.

من جانب آخر، سلّط مغردون الضوء على اقتلاع المشاتل التي زرعت على جوانب الطرقات التي مر منها البابا ونشروا صورا. وكتب مغرد:

U_99UX@

شرّ البليّة ما يضحك في ذي قار بعد اختتام زيارة البابا أور الأثرية قاموا بفصل الكهرباء عن الزقورة وإطفاء الأضواء وبعدها تم أخذ المولّد ومن ثم سرقة كرسي القداس لكن الموصل تكررت فيها الحالة لكن باختلاف بسيط وهو إزالة جميع الزهور في الطرق المزيّنة.

وانتقد العراقيون نفاق السياسيين العراقيين.

وقال معلق:

Hassan Al-Rawdan@

بلد عايش على المخادعة، هناك من يخدع الشعب باسم الدين وهناك من يخدع العالم إن العراق بخير.

وكان العراقيون تحدّثوا عبر موقعي تويتر وفيسبوك عن معاناتهم اليومية من تدهور الخدمات الصحية وتراجع الخدمات العامة والطرقات السيئة، رغم ترحيبهم بتنظيف وترميم بعض الطرقات والمواقع للمرة الأولى منذ عقود استعدادا لاستقبال البابا.

ويطالب العراقيون بسحب نفوذ رجال الدين والميليشيات وإيقاف الفساد المستشري، ويعبّرون صراحة عن مللهم من رجال الدين ويحمّلونهم مسؤولية التدهور الأمني والسياسي في العراق، كما يحمّلونهم مسؤولية نشر الطائفية، فيما انشغلوا بالسرقة. ويحتل العراق المرتبة الـ12 على لائحة الدول الأكثر فسادا في العالم.

وخسر العراق جراء الفساد، منذ سقوط النظام الأسبق في 9 أبريل 2003 حتى عام 2019، أكثر من 500 مليار دولار وفقا لإحصائيات وخبراء في الاقتصاد وبيانات رسمية، ويعادل حجم الأموال ما تنفقه دول الخليج مجتمعة في عام واحد، ويشيّد 600 ناطحة سحاب بحجم وكلفة برج التجارة العالمي في مدينة نيويورك.

 

19