عمانيون يتفاعلون مع سياسة التوطين لتشغيل العاطلين

تثير دعوات على تويتر من العاطلين عن العمل لتنظيم احتجاجات سلمية في سلطنة عمان جدلا واسعا في وقت أعلنت فيه مسقط عن استثناء المقيمين الأجانب من العديد من القطاعات والمهن لتصبح حكرا على العمانيين.
مسقط – تفاعل عمانيون على موقع تويتر مع القرار الحكومي بحظر بعض المهن والأعمال على الوافدين واقتصارها على العمانيين ضمن هاشتاغ #تجمع_سلمي_للباحثين 2021.
ويتصدر الهاشتاغ، الذي تحول إلى مساحة للحوار بين العمانيين في الدولة الساعية إلى الخروج من أزمة اقتصادية، الترند العماني على تويتر منذ أسبوع. ويحاول مستخدموه إيصال رسالة العاطلين عن العمل في السلطنة، الذين يدعون من خلاله العمانيين إلى التفاعل مع قضيتهم والاستعداد للنزول إلى الشوارع من أجل الاحتجاج. وأظهرت التغريدات تباينا كبيرا في مواقف العمانيين حول الخروج للتظاهر والاحتجاج.
يذكر أن هاشتاغ #باحثون_عن_عمل_يستغيثون، تصدر المرتبة الأولى في قائمة الهاشتاغات الأكثر تداولا في السلطنة لأكثر من 200 يوم قبل أن يتحول الناشطون فيه إلى المطالبة بالخروج في مسيرات احتجاجية سلمية.
وأعلنت سلطنة عمان الأحد استثناء المقيمين الأجانب من عدة قطاعات ومهن لتصبح حكرا على المواطنين ومن بينها المهن الادارية والمالية في شركات التأمين والبيع والمحاسبة والصرافة وترتيب البضائع في المحلات في المجمعات التجارية الاستهلاكية، ومهن تدقيق الحسابات في وكالات السيارات.
وسبق أن وصف الإعلام الرسمي “مشكلة الباحثين عن عمل” بأنها قضية “مبالغ فيها”.
وحذر صحافيون وإعلاميون على حساباتهم الرسمية في تويتر من تنظيم احتجاجات. وقالت حسابات إن الدعوات “مشبوهة” واتهمت “جهات” بالوقوف وراءها وأطلقت على المطالبين بالاحتجاج وصف “ذباب إلكتروني”، في وقت تغفل وسائل الإعلام العمانية الحديث عن الدعوة إلى الاحتجاجات من قبل العاطلين عن العمل جملة وتفصيلا.
ونشر إعلامي فصلا من قانون الجزاء العماني جاء فيه:
ولم يعد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديدا تويتر، خافيًا لتشكيل الرأي العام والتأثير فيه.
ويلعب الهاشتاغ دورا مهما في قيادة الرأي العام عبر تويتر في دول الخليج العربي عامة، وسلطنة عمان خاصة، حيث يجتمع حوله مغردون ويقدمون آراءهم بشأن موضوع معين.
وسمح تويتر لمستخدميه بالتفاعل بأشكال كانت مستحيلة من قبل في بلدان جرى العرف أن يتم فيها ضبط النقاش من خلال مراسيم رسمية ومن خلال الموروث الثقافي.
وأظهرت نتائج استطلاع رأي العمانيين حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أجراه المركز الوطني للإحصاء والمعلومات في شهر مارس 2019، أن 94 في المئة من العمانيين يمتلكون أو يستخدمون حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يحدد المركز عدد المستطلعة آراؤهم أو الفئات التي ينتمون إليها وأسس اختيارهم.
وحذر الكاتب العماني علي بن مسعود المعشني من استغلال من وصفهم بـ”خلايا فساد” لدعوات “تجمع الباحثين عن عمل” في إثارة البلبلة. وكتب:
وانتقد مغردون سلوك التهويل الذي ينتهجه البعض لتخويف العمانيين من الاحتجاج. ولم تفلح لغة التخوين والتهديد في ثني العمانيين عن عزمهم، بل أكدوا أن هذه اللغة تزيد الانقسام والفرقة.
وقال أحد المغردين، ويدعى “علوي المشهور”، إنه لا يحق لأحد أن يتهم الباحثين عن عمل بالعمالة للخارج، لأن القضية -حسب رأيه- أكبر من أن تنكر. وغرد:
وأضاف “إذا لم تقفوا معهم فعلى الأقل لا تخونوهم وتقللوا من معاناتهم. أتفهم أن الخيارات أمام الحكومة قليلة ولكن لا بد من اتخاذ خطوات جريئة لحل الأزمة”.
وقال معلق:
وفي مقابل نشر فصول من قانون الجزاء تهدد المحتجين بالسجن والغرامة، نشر آخرون فصولا من النظام الأساسي للدولة أكد أحدها أن “العمل حق”. وغرد معلق في هذا السياق:
rashed_saidi7@
1- النظام الأساسي للدولة | المادة 15 : العمل حق وشرف. 2 – إلى “الوطنجية”: ليس كل من يطالب بحقه يُطلق عليه اسم “ذباب إلكتروني”. علمًا أن أغلبكم يملك وظيفة دون عرق جبين لذلك تعتبرون القضية هامشية. 3- عدد الوافدين في القطاع الحكومي 34 ألفا وفي القطاع الخاص 1.3 مليون، #تجمع_سلمي_للباحثين 2021.
وأضاف:
وأكد آخرون أنه لم يعد بالإمكان منع العاطلين عن العمل من المطالبة بحقهم في الشغل بحجة الحفاظ على الأمن والأمان. وقال معلق:
Waleedalmuqbali@
لا تمنع باحثاً عن عمل من المطالبة بحقه في الشغل بحجة الحفاظ على الأمن والأمان، فقد هرمنا تطبيلاً ونفاقا! ولا تنْسَقْ وراء مروجي الفتنة والفوضى بحجة المطالبة بحقك في الوظيفة. ابتغِ بين ذلك سبيلا دور الحكومة بظهور مسؤول يمثلها في مؤتمر شفاف لتوضيح كل شيء للباحثين عن عمل، #تجمع_سلمي_للباحثين 2021.
وتساءل مغرد:
Alwadahi0@
لماذا تتناولون موضوع التجمع بالتهويل والترهيب وكأن الباحثين عن عمل سيخربون ويدمرون؟ هم الأصدق والأكثر حبا لوطنهم والأوفى ولاء لسلطانهم، والتجمع ما هو إلا وسيلة لإيصال صوتهم إليه، ورجال الأمن إخوانهم وسيكونون معهم يدا بيد للتنظيم من أجل منع أي فوضى قد تحصل، #تجمع_سلمي_للباحثين 2021.