عقيلة صالح يقفز على أزمة الثقة مع الجزائر وينشد دورا لها في حل الأزمة

الجزائر - قفز عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي على أزمة الثقة مع الجزائر عبر البحث عن دور لها في حل الأزمة التي تمر بها بلاده، وسط جدل متصاعد بشأن التعويل على الجزائر في ظل التوتر المستمر معها.
وأكد صالح السبت أن ليبيا “تعول على الرئيس عبدالمجيد تبون والشعب الجزائري للخروج من أزمتها التي اقتربت من نهايتها”، مشيرا إلى أن “ليبيا تحتاج للجزائر في كل الظروف”.
وجاء ذلك في تصريح أدلى به صالح عقب وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي في الجزائر، حيث كان في استقباله رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري إبراهيم بوغالي.
وعبّر صالح عن “اعتزازه بالدعوة الكريمة التي وصلته من الجزائر التي تربطها بليبيا علاقات تاريخية قديمة، تمتد إلى النضال ضد المستعمر الفرنسي”، مذكرا في هذا الإطار باحتفال البلدين منذ أيام بذكرى معركة “إيسين” ضد الاستعمار الفرنسي، والتي اختلط فيها الدم الجزائري بالدم الليبي.
وأضاف “نحن نحتاج إلى الجزائر الجارة في كل الظروف، ونحن في تواصل مع الجزائر ولم ولن ننسى مواقفها معنا في الظروف التي مرت بها ليبيا”.
وشرع رئيس مجلس النواب الليبي السبت في زيارة رسمية للجزائر تدوم ثلاثة أيام، بدعوة من رئيس المجلس الشعبي الوطني بوغالي.

عقيلة صالح: نحن نحتاج إلى الجزائر الجارة في كل الظروف ولن ننسى مواقفها معنا
ويتساءل مراقبون عن كيفية بحث صالح عن دور للجزائر، وفيما كانت الزيارة ستقنع الجزائريين بتغيير موقفهم، خصوصا في ظل التوتر المستمر بين الطرفين، حيث يواصل القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر غلق الحدود مع الجزائر منذ أشهر.
وفي يونيو الماضي أرسل الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير حفتر قوات إلى مدينة سبها الجنوبية ثم دفع بقوات أخرى إلى معبر على الحدود الجنوبية مع الجزائر.
وقالت إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني “القوات المسلحة تُغلق الحدود الليبية – الجزائرية وتعلنها منطقة عسكرية يُمنع التحرك فيها”.
وتمتد الحدود بين الجزائر وليبيا لمسافة ألف كيلومتر تقريبا عبر صحراء غير مأهولة في أغلبها وبها عدد قليل من نقاط العبور.
ولا تخفي الجزائر انحيازها خلال السنوات الماضية لتيار الإسلام السياسي في ليبيا.
وسبق أن كشفت تصريحات الرئيس الجزائري تبون عمق التنسيق مع تركيا وقطر في معركة السيطرة على طرابلس والدور الذي لعبته الجزائر في تلك المعركة، وهو ما يخرجها من دائرة الحياد الذي ادعته طيلة سنوات الأزمة ويؤكد انحيازها إلى محور الإسلام السياسي.
واستبق “الخط الأحمر” الجزائري الخط الأحمر الذي رسمته مصر عندما منعت تركيا من الوصول إلى سرت، والتي لا تخفي وقوفها إلى جانب الجيش بقيادة المشير حفتر.
وقال تبون في تصريح لقناة الجزيرة القطرية إن رسالة بلاده بأن طرابلس “خط أحمر” وصلت إلى من يهمه الأمر، مؤكدا أن الجزائر كانت “مستعدة للتدخل” لمنع سقوط العاصمة الليبية.
وكرّست تلك التصريحات التناغم القائم مع قطر وتركيا؛ ففي أقل من أسبوع رجح تبون كفة المعسكر التركي – القطري، بعدما أعلن عن استعداد بلاده لتعزيز التعاون الشامل مع أنقرة.
ليبيا تعول على الرئيس عبدالمجيد تبون والشعب الجزائري للخروج من أزمتها التي اقتربت من نهايتها
وقال لمجلة “لوبوان” الفرنسية إن “تركيا تستثمر خمسة مليارات دولار في بلاده دون مقابل سياسي”، في تلميح إلى الاستثمارات الفرنسية المرتبطة في الغالب بملفات سياسية ودبلوماسية.
وطورت الجزائر مستويات التقارب السياسي والتجاري مع تركيا التي ترفض سحب قواتها والمرتزقة من الأراضي الليبية. وتسعى تركيا لبقاء المرتزقة في العاصمة طرابلس من أجل إدامة الصراع هناك، فضلا عن تعطيل مسار الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في الرابع والعشرين من ديسمبر القادم.
وفي يناير 2020 قال الرئيس الجزائري، خلال استقباله فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية السابق، إن “طرابلس في نظر الجزائر تعتبر خطا أحمر ترجو عدم تجاوزه”.
وظلت الجزائر منذ بدء الأزمة الليبية في 2014 تعتبر نفسها بلدا محايدا وأنها تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، رغم وجود اتهامات بانحيازها إلى معسكر الإسلام السياسي خاصة بعد أن استقبلت الأمير السابق للجماعة الليبية المقاتلة عبدالحكيم بلحاج.
كما تمسكت منذ عهد الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة برفضها “أي تدخل عسكري في ليبيا والدفع بالحلول السياسية”، لكن تأهبها للتدخل في طرابلس فاجأ إلى حد ما المتابعين للموقف الجزائري “المحايد”.