عقوبات أميركية وشيكة على تركيا بسبب أس – 400

أنقرة – مع إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اختبار بلاده للصواريخ الروسية أس-400 باتت أنقرة قريبة من أي وقت مضى من تسليط عقوبات أميركية عليها، بعد أن عطلها في وقت سابق الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي اقترح إبقاءها في المخازن كشرط لعدم اتخاذ إجراءات عقابية ضد أنقرة.
ويؤشر تحدي تركيا للخطوط الحمراء الأميركية رغم ليونتها على المزيد من تأزم العلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي (الناتو) خاصة إذا تغيّرت الإدارة الأميركية بعد انتخابات الرئاسة في 3 نوفمبر المقبل مع وصول المرشح الديمقراطي جو بايدن إلى البيت الأبيض.
وينتهج بايدن سياسة أكثر تشددا تجاه تركيا من خصمه الجمهوري ترامب، حيث انتقد مرارا السياسات التركية وقال صراحة إنه سيدعم قوى المعارضة للإطاحة بأردوغان في الانتخابات القادمة.
وأعلن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية الأربعاء أنّ خطر تعرّض تركيا لعقوبات أميركية بعد اختبارها لمنظومة أس-400 الصاروخية الروسية للدفاع الجوي بات “حقيقيا جدا”.
وقال كلارك كوبر، المسؤول عن مبيعات الأسلحة في الوزارة، للصحافيين إنّ الأتراك “يواصلون السعي خلف منظومة أس-400”.
وأضاف أنّ “العقوبات فكرة باتت مطروحة إلى حدّ بعيد” بعد أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي أن بلاده اختبرت في 16 أكتوبر منظومة الدفاع الجوي الروسية التي تقول واشنطن إنّها تتعارض وعضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي.
ويمكن للإدارة الأميركية أن تفرض على أنقرة عقوبات اقتصادية بموجب قانون أقرّه الكونغرس بشبه إجماع في 2017 “لمواجهة خصوم أميركا من خلال العقوبات”.
وينصّ القانون بشكل خاص على فرض عقوبات بصورة تلقائية عندما تبرم دولة ما “صفقة مهمّة” مع قطاع التسليح الروسي.
وتتراوح هذه العقوبات، حسب مشرعين، بين حظر إصدار تأشيرات الدخول والحرمان من التعامل مع بنك الصادرات والواردات الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرّا له وتتمثّل الاختيارات الأشد قسوة في وقف التعامل من خلال النظام المالي الأميركي والحرمان من رخص التصدير .
ولفت كوبر إلى أنّ واشنطن أبلغت منذ العام الماضي حليفتها الاستراتيجية أنقرة أنّ الخط الأحمر بالنسبة إلى الولايات المتّحدة سيكون تشغيل منظومة أس-400 التي اشترتها أنقرة من موسكو في 2017 في إطار تقاربها مع موسكو.
وقال “لقد أوضحنا لأنقرة أنّ اختبار صواريخ أس-400 غير مقبول على الإطلاق”، مشيرا إلى أنّ الإدارة الأميركية ما زالت تبذل جهودا “لإقناع تركيا بعدم تشغيل منظومة صواريخ أس-400”. وشدّد الدبلوماسي الأميركي على أنّ بلاده تسعى مع ذلك إلى تجنّب القطيعة مع تركيا.
وقال “نحن بالتأكيد نبذل قصارى جهدنا من أجل بقاء تركيا في المعسكر الغربي”، معتبرا أنّ “استبعاد تركيا لن يصبّ في مصلحة أحد باستثناء روسيا”.
وكان أردوغان قد ردّ بشدّة الأحد على التهديدات الأميركية بفرض عقوبات على بلاده إذا شغّلت المنظومة الصاروخية الروسيّة.
وردّا على تسلّم أنقرة أوّل بطّارية روسيّة العام الماضي، علّقت الولايات المتحدة مشاركة تركيا في برنامج تصنيع طائرات حربيّة أميركيّة حديثة من طراز أف-35، معتبرة أنّ منظومة أس-400 يمكن أن تتسبّب في كشف أسرار تكنولوجيّة لهذه المقاتلة المتطوّرة.
وأكد أردوغان الأسبوع الماضي أن تركيا ستواصل اختبار معدات عسكرية تشمل أسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة تم شراء العديد منها من الولايات المتحدة.
وتسبب شراء تركيا لمنظومة الدفاع الروسية أس-400 في سياق تقاربها مع موسكو، في خلافات مع عدة دول غربية تقول إن نظام الدفاع الروسي لا يتماشى ومعدات حلف شمال الأطلسي.