عقبات تعترض انتشار الجيل الخامس للاتصالات

لندن - ذكرت تقارير عالمية أن الجيل الخامس للاتصالات (جي 5) الذي يؤكد الخبراء أنه سيحدث ثورة شاملة في الاقتصاد العالمي، ما زال يزجه الكثير من العقبات التي تعرقل انتشاره في العام الحالي.
ورغم أن شبكات ذلك الجيل بدأت بالظهور في مدينة كثيرة حول العالم بعد سنوات من الإعداد، إلا أن خرائط التغطية تُظهر أنها ما زالت في بداياتها، وأنها ستستغرق الكثير من الوقت لتنتشر على نطاق أوسع.
ويتساءل الخبراء عمّا إذا كان الانتقال إلى شبكات جي 5 مجديا حاليا في ظل كون تلك التقنية ما زالت في بداياتها، رغم وجود بعض الفوائد التي يمكن الحصول عليها من ذلك الانتقال.
وتشير البيانات إلى أن معظم مدن العالم وحتى في البلدان المتقدمة لا تزال تفتقر إلى شبكات الجيل الخامس، لكنها من المتوقع أن تصل إليها في النهاية مثلما حدث مع شبكات الجيل الرابع.
وتؤكد أن شركات الاتصالات تركّز حاليا على نصب معداتها، التي تتطلب استثمارات كبيرة، وأن معظمها لم تحدد جدولا زمنيا واضحا لتوفير الخدمة في رقع جغرافية واسعة.
وتتميز تكنولوجيا شبكات الجيل الخامس باعتمادها على موجات الراديو الملليمترية عالية التردد تُسمى “أم.أم ويف” وتسمح بإنتاج سرعات هائلة في تقل البيانات تزيد عشرات المرات على ما يقدمه الجيل الرابع للاتصالات.
لكن الخبراء يقولون إن الترددات الأعلى تواجه صعوبة أكبر في اختراق الأجسام الصلبة والنفاذ عبر جدران المباني. وتتطلب أن يكون المستخدم قريبا جدا من برج الشبكة، أو أن يكون الفضاء بينه وبين البرج دون عوائق. ويقترح البعض أن ينتظر المستخدمون لحين معالجة تلك المشكلة.
كما أن الأجهزة والهواتف التي دعمت شبكات الجيل الخامس، تتطلب رقائق متوافقة للاتصال بتلك الشبكات، في وقت تؤكد في التقارير أن تلك الرقائق لم يتم تطويرها بدرجة ملائمة حتى الآن.
الوصول إلى خدمات جي 5 يتطلب الاشتراك في باقات اتصالات غير محددة حتى الآن، الأمر الذي يفرض على الراغبين في الخدمة الاشتراك في باقات أكثر تكلفة في شبكة غير مكتملة
ولا تزال جميع الأجهزة التي تدعم جي 5 في الولايات المتحدة حتى الآن تستخدم رقائق كوالكوم سنابدراغن اكس 50 القديمة، في وقت تؤكد فيه كوالكوم أنها انتهت توا من تصميم شريحة سنابدراغن اكس 55 الأصغر والأكثر كفاءة في استهلاك الطاقة، والتي تقدم قدرات إشارة أفضل وسرعة أعلى.
ورغم أن سنابدراغن اكس 50 سريعة بالفعل، إلا أن هناك شرائح أخرى قيد الإنتاج من قبل كوالكوم، ستكون أسرع وذات كفاءة أكثر في استهلاك البطارية. ولا يوجد حتى الآن معلومات كافية عن الرقائق التي ستقدمها الشركات المنافسة في المستقبل القريب.
ويستبعد المحللون ظهور أي تطور في الأجهزة التي تدعم شبكات الجيل الخامس قبل حلول عام العام المقبل، مع بدء توريد رقائق شركة كوالكوم الجديدة، التي ستساهم في توفير الطاقة وخفض أسعار الهواتف.
كما أن الوصول إلى خدمات جي 5 يتطلب الاشتراك في باقات اتصالات غير محددة حتى الآن، الأمر الذي يفرض على الراغبين في الخدمة الاشتراك في باقات أكثر تكلفة في شبكة غير مكتملة.
ولا يوجد في الأسواق حتى الآن سوى عدد قليل من الهواتف التي تدعم جي 5 وهي معروضة بأسعار عالية وتتطلب إضافات وتحديثات متواصلة. ويعني ذلك افتقار السوق للهواتف التي تستهدف محدودي الدخل ولذلك ينصح الخبراء بالتريث حتى 2020 على الأقل.
ومع ذلك يمكن اختيار هواتف داعمة للجيل الخامس توفر إمكانية استخدام شبكة الجيل الرابع حين تكون تغطية جي 5 متقطعة.
لكن خبراء يعتقدون أن من الأفضل الانتظار لحين التغلب على العقبات التكنولوجية والفنية، التي تواجه انتشار خدمة موثوقة لجي 5، التي تحتاج لبنية تحتية متطورة وباهظة التكلفة ولن يتم الانتهاء منها في وقت قريب.