عروض متنوعة لـ"ليالي مسرح الأوبرا في الحمامات"

يعدّ المسرح الأوبرالي من أهمّ أنماط المسرح، لكنه لا يعرف الاهتمام الكافي عربيّا، وفي تونس تمّ في السنوات الأخيرة تأسيس قطب للمسرح الأوبرالي، بدأ في العمل لا على تقديم العروض فحسب بل وإنتاجها، وهو ما تجسّد فعليّا في تظاهرة “ليالي مسرح الأوبرا في الحمامات”المنتظمة هذه الأيام بالحمامات.
تونس - قبل الحديث عن فعاليات “ليالي مسرح الأوبرا في الحمامات”، استهلّت المديرة العامة لمسرح الأوبرا بتونس منية المسعدي الندوة الصحافية التي انتظمت مؤخرا بمسرح المبدعين الشبان بمدينة الثقافة بالترحّم على روح فقيد الثقافة والسينما، المنتج ومدير أيام قرطاج السينمائية نجيب عياد الذي توفي صباح الجمعة 16 أغسطس 2019، وقالت إن رحيله المفاجئ شكّل صدمة كبرى للجميع، كما عدّدت خصاله وإخلاصه لمشاريعه الفنية، وقالت إن رحيله مُوجع وهو في قلب تحضيراته للدورة القادمة لأيام قرطاج السينمائية.
ثم تحدثت المسعدي عن تظاهرة “ليالي مسرح الأوبرا في الحمامات”، وهي أول فعالية لمسرح الأوبرا خارج فضاءات مدينة الثقافة، الهدف منها دعم اللامركزية الثقافية، وإتاحة الفرصة للجمهور من كل الجهات للاطلاع على إنتاجات مسرح الأوبرا والتسويق في الوقت نفسه لهذه الإبداعات.
وتنتظم “ليالي مسرح الأوبرا في الحمامات” من الثلاثاء 20 أغسطس إلى غاية الجمعة 23 من الشهر نفسه، وفي البرنامج عروض متنوعة تفتتحها الفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة محمد الأسود التي يشرف عليها قطب الموسيقى والأوبرا بعرض “لقاء” مع الفنانين أحمد الرباعي وآية دغنوج، الثلاثاء 20 أغسطس، أما الأربعاء 21 أغسطس، فسيكون الموعد مع عروض قياسية لباليه التونسي الجديد بقيادة كريم توايمة و“الفصول الأربعة” لباليه أوبرا تونس كوريغرافيا إيميليو كالكانيو.
وستكون ليلة مسرح الأوبرا في الحمامات للخميس 22 أغسطس 2019 مسرحية مع “دون كيشوت كما نراه” سينوغرافيا وإخراج الشاذلي العرفاوي، أما اختتام التظاهرة الجمعة 23 أغسطس 2019 فسيكون مع أوبرا “ديدون وإيني” لأركستر وأصوات أوبرا تونس إدارة هشام العماري.
وتنتظم “ليالي مسرح الأوبرا في الحمامات”، بالتعاون بين مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة والمركز الثقافي الدولي بالحمامات ودار المتوسط للثقافة والفنون، تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية.
وتحدثت نسرين الشعبوني مديرة قطب الباليه والفنون الكوريغرافية عن مختلف الأعمال التي اقترحها القطب من بينها “الفصول الأربعة” كوريغرافيا إيميليو كالكانيو على إيقاع موسيقى “فيفالدي” التي تتشكّل في ثنايا نوتاتها بهجة الحياة بفصولها الأربعة.
كما تحدّث كريم توائمة، مدير الباليه الجديد للرقص التونسي الذي تمّ إحداثه مع افتتاح مدينة الثقافة وبعث مسرح الأوبرا وقطب الباليه والفنون الكوريغرافية، ويعيد الباليه الاشتغال على الرقص التونسي ضمن تيمات محددة ورقصات تونسية شهيرة (الحجالي/ الزوفري…) بطريقة عصرية بهدف الوصول بها إلى العالمية.
ويضمّ الباليه 16 راقصا من 16 جهة، وسيتم تقديم بعض اللوحات من هذه التجربة المتفرّدة الأربعاء 21 أغسطس 2019 ضمن فعاليات أيام مسرح الأوبرا في الحمامات.
أما هشام العماري، مدير قطب الموسيقى والمجموعات السيمفونية، فتحدّث أولا عن القطب الذي يضم هياكل موسيقية متعددة، ثم قدّم أوبرا “ديدون وإيني” التي اقترحت منذ أيام عرضا ناجحا في مهرجان الموسيقى السيمفونية بالجم (الدورة 34) وقال إنها أول عمل أوبرالي تونسي يستند على موسيقى الباروك، وأسرّ بأن الأوبرا تلقت اقتراحا للعرض في إيطاليا معقل الموسيقى الأوبرالية.
وأشادت هاجر الزحزاح المديرة العامة للمركز الوطني لفن العرائس بمختلف أقطاب مسرح الأوبرا ومدينة الثقافة التي انتقلت من دورها كحاضن للعروض إلى منتج للإبداع.
وقالت إن الشراكة التي تجمع المركز بمسرح الأوبرا مهمة، إذ يساهم المركز الوطني لفن العرائس في إعداد الديكور والملابس لإنتاجات أقطاب مسرح الأوبرا، بما يعني أن عملية الإنتاج تتم بشكل كامل في مدينة الثقافة، بدءا بالتصور مرورا بالتنفيذ فنيا وتقنيا ولوجستيا، ووصولا للدعاية والتسويق الاتصالي والإعلامي.
وأشارت المديرة العامة لمسرح الأوبرا منية المسعدي في هذا الإطار أن المركز الوطني لفن العرائس هو الذي قام بتهيئة ديكور مسرحية “ملوك الطوائف” لمنصور الرحباني في عرضيها بمهرجان قرطاج الدولي، قبل أن تضيف هاجر الزحزاح بأن العروض التي تأتينا من الخارج ويصعب التنقّل بملابسها وديكوراتها يتلقى المركز الوطني لفن العرائس تصاميمها، ويقوم بتنفيذها بتكاليف أقلّ بكثير من النقل والشحن.
أما لطفي ناجح ممثل قطب المسرح والفنون الركحية فتحدّث عن عمل القطب بمختلف إداراته وقال إن مسرحية “دون كيشوت كما نراه” للشاذلي العرفاوي ولدت من رحم تظاهرة “دون كيشوت في المدينة: ضرورة الحلم” التي ساهم فيها قطب المسرح والفنون الركحية. وستعرض المسرحية الخميس 22 أغسطس 2019، انطلاقا من العاشرة ليلا بالمركز الثقافي الدولي بالحمامات.
وفي الختام أشارت المسعدي إلى أن عملية اختيار العروض في تظاهرة “ليالي مسرح الأوبرا في الحمامات” كانت مبنية أساسا على مقياس تماشيها مع فضاءات الهواء الطلق، إلى جانب سهولة تنقلها تقنيا.