عدم توجيه الدعوة لأفضل اللاعبين المحترفين يثير جدلا في تونس

تونس - رجحت أوساط رياضية في تونس عدم توجيه الدعوة للاعب سعد بقير لتعزيز صفوف منتخب بلاده لخوض مباريات تصفيات كأس العالم 2026 لأسباب تأديبية وليست فنية، خصوصا وأن اللاعب يعتبر من أبرز العناصر التي يمكن التعويل عليها.

ويؤكّد مدرّبون ولاعبون سابقون أن سعد بقير يمتلك زادا فنيّا وكرويا محترما في خطة متوسط ميدان هجومي وصانع ألعاب، ويعتبر من الورقات المهمة في الفكر التكتيكي لأيّ مدرب وقادر على قلب المعطيات في كل المباريات.

وفي وقت سابق، كشف الحساب الرسمي لدوري روشن السعودي عبر موقع إكس أن محترف نادي أبها، التونسي سعد بقير يُعد أكثر اللاعبين صناعة للفرص خلال آخر 5 مواسم في الدوري السعودي للمحترفين، بواقع 252 فرصة.

لكن اللاعب التونسي جدّد موقفه الرافض للّعب بقميص منتخب نسور قرطاج في الوقت الحالي، بسبب ما اعتبره "مظلمة" خروجه من معسكر المنتخب قبل تقديم القائمة النهائية التي خاضت نهائيات كأس العالم بقطر 2022، بعد أن كان من العناصر التي يعوّل عليها جلال القادري في تركيبة النسور.

ونشرت صحيفة "الرياضية" الثلاثاء حوارا مع اللاعب الدولي التونسي وصانع ألعاب نادي أبها السعودي سعد بقير. وعبر بقير عن رفضه لتقمص زيّ منتخب بلاده، في ظل تواجد جلال القادري كناخب وطني قائلا “مع كامل احترامي للجميع، لن أعمل مطلقا مع مدرِّبٍ يغالط الرّأي العام ويكذب على كامل الشّعب التّونسي، ولست أتكلّم عن هوى بل كلّه موثّق عندي بالأدلة القاطعة، فلا أتهّم أحدًا سُدى".

وأضاف بقير "موقفي ثابت وأنا مصرٌّ عليه، لن أكون في منتخب يديره الثّنائي وديع الجريء وجلال القادري".  وكان بقير قد حضر إلى أبها في يوليو 2019، عبر صفقة انتقال حر بعد نهاية عقده مع الترجي التونسي، وأصبح صاحب الـ29 عامًا من أهم أعمدة الفريق الأبهاوي خلال السنوات الماضية. وخاض بقير آخر مباراة مع المنتخب التونسي ضد منتخب مالي ضمن تصفيات كأس العالم قطر 2022.

وقال المدرب التونسي فوزي البنزرتي إن "المشكلة قديمة ومنذ كأس العالم الماضي، وبقير تعرّض إلى صدمة كبيرة من استبعاده من صفوف المنتخب وكان يفترض أن يتم تدارك الخطأ وإصلاح ما يمكن إصلاحه".

وأكّد لـ"العرب" أن "المنتخب التونسي في حاجة إلى بقير، ومن الضروري أن يكون متواجدا مع المجموعة، ومن ارتكب خطأ في استبعاده كان عليه أن يتصل به حتى بعد نهاية كأس العالم الماضية لتجاوز تلك الأزمة".

وكان لاعب أبها السعودي شارك في تربص المنتخب التونسي في مدينة الدمام السعودية خلال الأسبوع الأخير قبل أن يتم استبعاده من مجموعة الـ26 لاعبا التي مثّلت نسور قرطاج في كأس العالم 2022 .

ووجد سعد بقير تعاطفا واسعا في وسائل التواصل الاجتماعي من أحباء المنتخب التونسي معتبرين أنه يستحق التواجد ضمن المنتخب. ونفى اللاعب الدولي السابق، جمال الدين ليمام أن "تكون أسباب غياب بقير عن المنتخب التونسي لأسباب فنية"، قائلا "الغياب لسوء تفاهم بين اللاعب ورئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وديع الجريء والمدرب الأول جلال القادري".

وأضاف في تصريح لـ"العرب" أن "بقير قال كلاما صحيحا، لكنه لا يمكن أن يكون أقوى من الجامعة، لكنه قيمة فنيةّ ثابتة، ولدينا كأس أفريقيا في يناير المقبل ونستحق خدمات هذا اللاعب، وهو قادر على تقديم الإضافة المرجوة والحلول المتنوعة، ويستحق أن يكون في المجموعة”. وأشاد جمال الدين ليمام بـ"حسن أخلاق سعد بقير"، لافتا أنه "لاعب خلوق، لكنه يدفع ضريبة انتصاره للحقّ برفض اللعب في المنتخب".

والعام الماضي، عبّر سعد بقير عن استيائه من عدم إدراج اسمه بالقائمة النهائية للاعبي المنتخب التونسي المشاركين في نهائيات كأس العالم قطر 2022، وهو الذي كان قد تلقى اتصالًا من مدرب الفريق جلال القادري بأنه سيكون ضمنها، وفق روايته.

وقال بقير، في تصريح لقناة تلفزيونية محلية، إنه كان قد تلقى اتصالًا من مدرب الفريق أكد له فيه أنه سيكون ضمن الفريق، لكن بعد سويعات قليلة أخبره بأن اسمه ليس ضمن القائمة، مشيرًا إلى أنه بسؤاله عن السبب، ردّ عليه قائلًا "الله غالب، ليس لديّ خيار".

وتابع اللاعب "قلت للمدرب إنني أعلم جيدًا بأن القرار لم يتخذ على أساس فنّي، فردّ بأن من الأفضل ألّا أدخل في مواضيع أخرى"، مؤكدًا أن "استبعاده من القائمة النهائية للمنتخب التونسي كان بقرار من رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وديع الجريء".

وأكد بقير أن رئيس جامعة كرة القدم لديه السلطة ويتحكم في كل شيء في علاقة بالمنتخب التونسي، وفق تصريحه. وأصدرت الهيئة المديرة للاتحاد الرياضي بتطاوين بلاغا أعربت فيه عن "الدهشة والاستغراب" لقرار مدرب المنتخب استبعاد اللاعب الأسبق لفريق الاتحاد سعد بقير من قائمة المنتخب المشاركة في المونديال.