عائلة سعودية تعيش مع الذئاب في سلام

أسرة رامي السرحاني تعيش مع الذئاب منذ 11 عاما، حيث يحرص على تقديم طعام لها مطهوّا لا يحتوي على أي أثر للدم، حتى لا تثار غرائزها ويطمئن على أفراد عائلته.
الأربعاء 2020/01/22
لا مكان للخوف بيننا

أثبت رجل سعودي أن العيش مع الذئاب وتربيتها ليس بالأمر المستحيل، فهو نجح إلى جانب عائلته طيلة أكثر من عقد، في استضافة الذئاب في بيته والتعايش معها بسلام.

الجوف (السعودية) – لا تُعد ملاطفة ذئب بالنسبة لأسرة سعودية عملا مستحيلا لا يُرى إلا في أفلام الحركة، مثل فيلم ماوكلي الشهير، بل هو جزء من الحياة اليومية المعتادة لأُسرة رامي السرحاني التي تقطن منطقة الجوف (شمال غرب المملكة العربية السعودية)، حيث تعيش بالفعل مع الذئاب في بيتها منذ أكثر من عشر سنوات.

وبدا الذئب أديم، وهو أحد الذئاب العربية التي تعيش مع الأُسرة السعودية، هادئا وغير مُبال بينما يربت عليه طفلا السرحاني الصغيران (4 و7 سنوات) ويمشطان فراءه ويقبلانه. كما بدت، بنفس القدر، الطمأنينة على الطفلين لأنهما يتشاركان منذ مولدهما الحياة مع الذئاب في منزل الأُسرة.

وقال السرحاني (37 عاما)، الذي يعمل في القطاع المالي، “الذئاب صارت من أهل البيت فعلاقة عائلتي بها تشبه علاقتي أنا بها تماما، الجميع اعتاد على وجودها معنا، حتى أن الأطفال لا يخافون منها ولا هي تخاف من اقتراب الأطفال منها”.

وتابع مربي الذئاب “على الرغم مما قد تشكله الذئاب من خطورة، فهي من الحيوانات التي يصعب التعامل معها، إلا أن طفلي يلاعبها طول الوقت ولا أخاف عليه من الاقتراب منها، فنحن جميعا ندرك كيفية التواصل معها.. نملك مفتاح ذلك".

وتعيش الذئاب مع أسرة السرحاني منذ 11 عاما، الأمر الذي طور ووطد العلاقة بين الطرفين.

غير أن الضيوف، كانوا غالبا ما يصابون بصدمة للوهلة الأولى عندما يرون الذئاب في مجلس السرحاني. لكن معظمهم يصبح ودودا معها في نهاية الأمر، حيث أن النظام الغذائي الذي عودها رب الأسرة عليه يمنعها من تناول لحوم غير مطبوخة.

وأوضح الرجل الثلاثيني أن “ضيوفه كثيرا ما يستغربون أن الذئاب تأكل من طعامه، وتجلس في مجلسه وبين أطفاله، تأمنه ويأمنها، بدلا من أن يربي أي حيوان أليف آخر كالكلب مثلا، لكنهم في الآن ذاته ينبهرون به وبقدرته في السيطرة على هذا الحيوان صعب المراس، والذي لا يمكن ترويضه بسهولة”.

وأضاف “حتى أضمن ألا تكون الذئاب مصدر خطر وألا تغدر بأهل البيت وتأكل أحدهم، أحرص على عدم تقديم طعام لها من شأنه أن يثير غرائزها، فأنا أقدم لها طعاما مطهوّا لا يحتوي على أي أثر للدم، وبذلك أطمئن على سلامة الجميع وأن لا أحد يمكن أن يتعرض لأي مكروه”.

وقال الطفل صايل السرحاني “أحب كثيرا الذئب (أديم) ولا أخاف منه، فهو صديقي ونحن يوميا نلعب معا”.

وأكد السرحاني “صرت أعرف جيدا ما الذي يزعج أديم وما الذي يسعده، فما يجمعني به هو علاقة صداقة متينة، فحين أتبين أن مزاجه عكر أتجنبه وأتركه على راحته حتى يهدأ ويصبح من السهل التواصل والتفاهم معه، هذا كله عرفته منذ البداية لذلك نجحت في تكوين علاقة قوية معه”.

وأشار إلى أن الذئاب تصبح
عدوانية للغاية خلال موسم تزاوجها والذي يبدأ من شهر يناير وحتى شهر مارس، وبالتالي يتم عزلها
لتجنب إقدامها على إيذاء أحد من أفراد الأُسرة.

وتربية الذئاب ومصاحبتها والقدرة على ترويضها، موروث قديم يتفاخر به أبناء المنطقة الشمالية في السعودية تحديدا “الجوف”.

24