صورة ابنتي شريف منير تخدش "حياء" مصريين على إنستغرام

سلّطت قضية الممثل المصري شريف منير وابنتيه الضوء مرة أخرى على كيفية تعريف المجتمعات العربية للعفة المرتبطة بملابس النساء حصرا وعلى ضرورة مواجهة التنمر الإلكتروني.
القاهرة - لم يتصور الممثل المصري شريف منير أن نشر صورة لابنتيه كاميليا (12 عاما) وفريدة (16 عاما) على إنستغرام سيثير نقاشات واسعة حول التنمر في الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
وتعرض منير وابنتاه لحملة تنمر ركزت على هيئة ابنتيه، إذ ظهرتا بملابس لم ترق لكثيرين واعتبروها “جريئة” و”خادشة للحياء”.
وتضمنت بعض التعليقات إيحاءات جنسية، وأخرى تتحدث عن قناعات منير الدينية.
ودفعت الحملة منير إلى إزالة الصورة بسبب الآثار السلبية التي تركتها تلك التعليقات على نفسية الطفلتين الصغيرتين، قبل أن يتراجع عن ذلك ويعيد نشرها متوعدا بمقاضاة أصحاب التعليقات المسيئة.
وكتب منير على إنستغرام:
ولاحقا ظهر منير يجلس أمام الكاميرا وابنتاه كاميليا وفريدة في الخلفية، ليبدأ بالحديث وهو يشير بأصبعيه إليهما قائلا “دول (هؤلاء) المتهمين اللي عملوا المصيبة”، في إشارة لمن هاجموه بعد نشر صورة لابنتيه على إنستغرام قبل أيام، مهددا بعدم السكوت على ما حصل. وقال الفنان المصري شريف منير إنه لن يتهاون مع التنمر الذي تعرض له.
وأضاف في مقطع الفيديو أن التنمر الذي تعرضت له أسرته يمكن أن يصبح نقطة تحول خاصة لمن يريدون تحديد حياة الناس على الإنترنت، داعيا الجميع إلى التوجه بالشكوى للقضاء على كل من يقوم بمثل هذه الأفعال.
وحظي تصرف شريف بتقدير واسع في الوسط الفني والإعلامي في عدد من الدول العربية.
وكانت الممثلات المصريات في طليعة المعلقين المتضامنين مع شريف، والمطالبين باتخاذ موقف جاد لمحاربة التنمر. وكتبت الفنانة السورية أصالة:
وينظر كثيرون إلى قضية بنات شريف منير على أنها قضية محورية، ويرون فيها فرصة لـ”تحطيم المفاهيم الذكورية السلطوية التي تحد من حرية المرأة”، خاصة أن القضية فضحت مرة أخرى ثقافة القطيع التي تختزل العفة والأخلاق في الملابس وتعتبر المرأة حتى لو كانت طفلة عورة يجب ألا يراها أحد.
كما حاول البعض تبرير الهجوم الذي تعرض له الممثل المصري، إذ ردوا على انتقاداته لهم بالقول “إذا كنت تعتبر لباس بناتك حرية شخصية، فالتعليقات أيضا حرية شخصية”.
وحسب أحدث إحصاءات وكالة “وي.آر.سوشال” الإنجليزية المتخصصة في هذا المجال، يصل عدد مستخدمي الإنترنت في مصر حيث عدد السكان مئة مليون نسمة، إلى 42 مليونا.
ويبدو أن حملة التنمر أثارت انتباه دار الإفتاء فنشرت تدوينة تنهى فيها الناس عن الاعتداء على الآخرين باللفظ أو الفعل.
وجاء على حساب دار الافتاء على تويتر:
وقال إعلامي:
وتذكر قضية بنات شريف منير بحوادث وحملات مشابهة في العالم العربي تختصر العفة بشكل أساسي في لباس المرأة.
وحسب المعاجم القانونية التي تحدثت عن التنمّر الإلكتروني، فهي تعرفه بأنه استخدام تقنيات الاتصالات بقصد إيذاء شخص آخر.
يعد التنمّر القائم على المظهر أحد أكثر جوانب الإساءات السلوكية شيوعا على الإنترنت وخارجها. ففي عالم مزدحم، يسوده هاجس المشاهير، يقع الشباب تحت ضغوط هائلة من وسائل الإعلام والمؤثرين والمحتوى الإعلامي الذي يستهلكونه للظهور والتصرف بطريقة معينة.
وتعرض مشاهير لحملات واسعة من التنمر الإلكتروني على خلفية نشر صور لهم على صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يجعل تفاصيل حياتهم الشخصية منتشرة على نطاق واسع لدى الجمهور.
وكانت الممثلة المصرية العائدة من الاعتزال هنا شيحة قد أطلقت عبر حسابها الرسمي على موقع إنستغرام حملة ضد التنمر الإلكتروني، وقالت إنها تتعرض للتنمر كثيرا “وما زلت أتعرض للتنمر على كل حاجة، على شكلي وطبعي، وكل حاجة، وهذا مدمّر جدا.. أنا ضد التنمر”.
كما ردت الممثلة المصرية دينا الشربيني على حملة التنمر التي تعرضت لها بسبب إطلالتها في حفل افتتاح الدورة الثانية من مهرجان الجونة السينمائي قائلة “قالوا عني الحق السلعوة فكت.. فيكي وحاشة (فيكِ قبح) مشوفتهاش في ضفدعة”.
وعلى مدى فترة استغرقت أربع سنوات، وبعد تحليل 19 مليون تغريدة، وجد تقرير “Ditch the Label and Brandwatch” أن هناك ما يقرب من 5 ملايين حالة من حالات كراهية النساء على تويتر وحده. وقد وجد أن 52 في المئة من إساءات كره النساء المسجلة قد كتبت بواسطة نساء، وغالباً ما استهدفت المظهر والذكاء والتفضيلات الجنسية للنساء الأخريات.
يذكر أن القضية أثارت تساؤلات حول ما إذا كان الدعم الذي تلقاه الفنان المصري وبناته مشروطا بفئة معينة من المجتمع، خاصة تلك المتعلقة بما بات يعرف بـ”فتيات التيك توك”.