صفقة زيزو تنهي السلام البارد بين الأهلي والزمالك في مصر

الأزمة المالية الخانقة تعطل صفقات العملاق الأبيض.
الأحد 2025/01/05
فرس رهان حقيقي

راجت التسريبات الأيام الماضية حول اهتمام النادي الأهلي المصري بالحصول على خدمات نجم الزمالك والمنتخب الوطني أحمد السيد زيزو، والذي ينتهي عقده بنهاية الموسم الحالي، ولم يتم الاتفاق على التجديد حتى الآن، ما يسمح له قانونا بالاستماع للعروض التي تصل إليه بداية من يناير.

القاهرة - يترقب مجلس إدارة النادي الأهلي تطور المفاوضات بين الزمالك وأحمد السيد زيزو، تمهيدا للتفاوض مع اللاعب وضمه مجانا بعد انتهاء عقده مع الزمالك في يونيو المقبل، ضمن مساعي الأهلي لتعزيز صفوفه قبل المشاركة في كأس العالم للأندية الصيف المقبل.

ورغم إعلان الأهلي عدم الدخول في مفاوضات مع اللاعب وإعلان والد زيزو أن نجله لن يلعب في مصر سوى للزمالك، فإن مصادر كشفت أن مجلس إدارة الزمالك لا يزال بعيدا عن الوصول لاتفاق مع نجمه، بسبب الأزمة المالية الخانقة، وتردد رجل الأعمال الذي وعد بتمويل جزء من الصفقة في تنفيذ وعده.

وأمام تعثر المفاوضات عرض أحد الوسطاء على مجلس إدارة الأهلي التعاقد مع اللاعب، ورتب اتصالا هاتفيا لمحمود الخطيب رئيس النادي مع والد زيزو، لكنهما يفضلان الانتظار حتى إغلاق سوق الانتقالات الشتوي في مصر المقرر في الثامن من فبراير المقبل، قبل اتخاذ أي خطوة في هذا الملف، ووقتها سيكون موقف الزمالك اتضح بتجديد العقد أو الفشل، وعندها يستطيع الأهلي التفاوض مع اللاعب بلا حرج ويتجنب استفزاز جمهور الزمالك الذي سيلقي المسؤولية على مجلس إدارة ناديه.

تفاهم لافت
◙ تفاهم لافت

كما أن الانتظار يتيح الوقت اللازم أمام الخطيب ومجلسه لتدبير تمويل صفقة زيزو حال إتمامها، حيث ينوي النادي عرض الجنوب أفريقي بيرسي تاو للبيع في الميركاتو الشتوي الحالي، والموافقة على صفقة اعارة مهاجمه محمود كهرباء لنادي السويحلي الليبي مقابل 600 ألف دولار حتى نهاية الموسم. ويخشى مجلس إدارة الأهلي من أن إتمام صفقة ضم زيزو قبل غلق الميركاتو الشتوي قد يهدد بانهيار السلام البارد القائم مع الزمالك منذ انتخاب مجلس الإدارة الحالي برئاسة حسين لبيب بعد رحيل مجلس مرتضى منصور منذ عامين، والذي تسببت تصرفاته في تدهور العلاقة مع الأهلي إلى مستوى لم تشهده من قبل.

ودفع هجوم مرتضى منصور المتكرر مجلس إدارة الأهلي للرد من خلال توجيه عدة صفعات له في سوق الانتقالات، فتمكن من ضم محمود كهربا نجم الزمالك السابق، بعدما فسخ تعاقده مع نادي أفيس البرتغالي، وأثير الكثير من الجدل حول تلك الصفقة بسبب مطالبة منصور بمعاقبة اللاعب الذي قام بالتوقيع على عقد جديد مع الزمالك قبل انتقاله للنادي البرتغالي، وفي النهاية أصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم حكما بتغريم كهربا مليوني دولار بالإضافة إلى الفوائد لصالح الزمالك.

وبادر الأهلي بالتعاقد مع إمام عاشور نجم  الزمالك السابق بعدما فسخ تعاقده أيضا مع نادي ميتلاند الدنماركي، ورفض مرتضى منصور إعادته للزمالك بدعوى عدم وجود سيولة مالية لتسديد مستحقات النادي الدنماركي، وقبله نجح النادي في التعاقد مع المدافع الدولي عمر كمال عبدالواحد بعدما كان قد وقع للزمالك، لكن النادي لم يتمكن من تسجيله بسبب منعه من قيد لاعبين جدد تنفيذا لعقوبة من الفيفا لعدم قيام مجلس الزمالك بإنهاء خدمات العديد من المدربين واللاعبين الأجانب دون تسوية مستحقاتهم.

قيام إدارة الزمالك برئاسة حسين لبيب بالتعاقد مع بعض نجوم الأهلي السابقين مثل عبدالله السعيد وأحمد حمدي هو محاولة لرد صفعات الأهلي

من جهته قام مجلس إدارة الزمالك الحالي برئاسة حسين لبيب بالتعاقد مع بعض نجوم الأهلي السابقين مثل عبدالله السعيد وأحمد حمدي وناصر ماهر في محاولة لرد صفعات الأهلي، لكن الصفقات الثلاثة لم تحقق الصخب الجماهيري المنتظر باعتبار أن اللاعبين الثلاثة كانوا يلعبون في أندية أخرى منذ عدة مواسم، ولم يتركوا ناديهم (الأهلي) من أجل الزمالك، بل أن الأهلي هو الذي استبعدهم من حساباته.

ورغم الهدوء الظاهر بين الناديين منذ رحيل مرتضى منصور، إلا أن العلاقة مسكونة بكل مظاهر السلام البارد، ما يشير إلى حالة من العلاقات بين جهتين تفتقر إلى الدفء أو التعاون الحقيقي، ويفتقد الطرفان للثقة المتبادلة بينهما بسبب الشك الدائم في نوايا الطرف الآخر، وهذا النوع من السلام جاهز للتحول بسهولة إلى توتر أو صراع جديد في حال حدوث أي استفزاز.

◙ صفقة تبريد الأجواء في حال التفاهم على إتمامها
◙ صفقة تبريد الأجواء بين العملاقين في حال التفاهم على إتمامها 

وتحت السطح الهادئ بين الناديين اشتعلت الساحة الرياضية بتراشق صاخب على مواقع التواصل الاجتماعي الفترة الماضية، وحرصت جماهير الزمالك على تكرار الهتاف ضد اللاعبين محمود كهرباء وإمام عاشور والتشهير بهما أو السخرية منهما مع كل إخفاق للأهلي يساهمان فيه، كما اعتاد بعض الإعلاميين المحسوبين على النادي الهجوم على المنافس والتشكيك في إنجازاته.

واعتاد الإعلامي ونجم الأهلي السابق أحمد شوبير الهجوم على الزمالك في برنامجه المذاع على قناة الأهلي لدرجة قوله في معرض نصيحة للاعب أمام عاشور بتجنب الغمز على نادي الزمالك في تصريحاته لأنهم “ميستاهلوش” (أي لا يستحقون) الكلام عنهم، كما خصصت قناة الأهلي الرسمية أسبوعا للاحتفال بما أطلقت عليه “ذكرى القاضية ممكن” والمقصود بها مباراة نهائي دوري أبطال أفريقيا عام 2020 التي فاز بها الأهلي على الزمالك بهدف متأخر من اللاعب محمد مجدي قفشة وصفه المعلق عصام الشوالي في تعليقه على المباراة بالضربة القاضية.

وشهدت مفاوضات الزمالك مع زيزو لتجديد عقده العديد من التفاصيل طوال الشهور الماضية، حيث يطلب اللاعب ووالده (وكيل أعماله أيضا) 80 مليون جنيه في الموسم الواحد (حوالي 1.57 مليون دولار) سنويا، مع السماح للاعب بالاحتراف الخارجي حال تلقيه عرضا مناسبا له وللنادي، بينما يتمنى مجلس إدارة النادي تخفيض زيزو لمطالبه المالية تقديرا لجماهير النادي التي تحبه.

وهو ما دفع بعض أعضاء المجلس لتسريب أخبار عن مغالاة اللاعب في مطالبه لوسائل الإعلام أملا في وضعه تحت ضغط جماهير الزمالك وبالتالي دفعه للقبول بالعرض الذي قدمه له النادي والذي يقل كثيرا جدا عما يريده. وتبقى المشكلة الرئيسية في مفاوضات النادي مع اللاعب هي عدم توافر سيولة مالية لتمويل العقد الجديد، وسداد المتبقي من مستحقات اللاعبين عن الموسم الماضي.

16