#صرخات_أحلام تدوي على مواقع التواصل الاجتماعي

جريمة “شرف” جديدة في الأردن راحت ضحيتها فتاة قتلها والدها في الشارع وجلس يشرب الشاي بجانب جثتها تثير نقاشات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن والعالم العربي.
عمان- نشر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن مقاطع فيديو صورت ليلا تسمع فيها صرخات مدوية لفتاة تستغيث تبين أنها #صرخات_أحلام. وأحلام هي فتاة عشرينية أردنية ذهبت ضحية جريمة “شرف” جديدة في الأردن السبت. وعلقت مغردة على مقطع فيديو:
Raghadalomari__@
ولشي بس أبوها وخوانها حاولو يقتلوها بالبيت وهربت وهي بتنزف راحو كملو عليها بالشارع ورجعو عالبيت يشربو شاي #صرخة_أحلام
وبدأت القصة بعدما استفاق الأردنيون صباح السبت الماضي على جريمة قتل مروعة، إذ هشّم أب رأس ابنته بحجر إلى أن فارقت الحياة أمام سكان منطقة صافوط بمحافظة البلقاء غرب العاصمة عمان.
وبينما كانت الفتاة تصرخ، منع إخوتها أي أحد من الاقتراب، كما انتشر مقطع فيديو صوره أحد الجيران يظهر ما حدث للفتاة. وأفاد شهود عيان حضروا الواقعة “أن الفتاة راحت تركض في الشارع والدماء تسيل من رقبتها، بينما يلاحقها والدها بحجر حطم به رأسها إلى أن سقطت أرضا جثة هامدة فجلس بجوارها لاحقا يشرب الشاي”.
وأطلق ناشطون هاشتاغ “#صرخات_أحلام” للتعبير عن غضبهم إزاء ارتكاب جريمة جديدة في بلد يعاني من القتل باسم “الشرف”. وتساءلت مغردة:
وأمام غضب الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي ألقت مديرية الأمن الأردنية القبض على الأب الجاني. وبعد إلقاء القبض على الوالد المتهم وردت معلومات بأن السلطات المسؤولة تجاهلت شكاوى سابقة قدمتها الضحية تفيد بتعرضها لعنف أسري، وأنها كانت تكتفي بتوقيع العائلة لتعهدات فقط.
في حين أكد الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام الأردني أن كل ما نشر حول تلك القضية غير صحيح، مؤكدا أن أحلام لم يسبق أن راجعت أو تقدمت بأي شكوى بخصوص تعرضها لأي تعنيف أسري.
وكشف المسؤول أن الفتاة كان قد تم التحفظ عليها سابقا إثر قضية أخرى لا علاقة لها بالعنف الأسري، مشيرا إلى أن القضية باتت الآن لدى القضاء للنظر فيها.
ومن جهة أخرى، كشف تقرير الطب الشرعي بعد تشريح جثة أحلام، أن الوفاة ناجمة عن إصابة في الرأس أحدثه ارتطام شديد أدى لتكسر عظام الجمجمة وتهتك الدماغ وأغشيته.
وتعد الجرائم بدعوى “الشرف” مشكلة كبيرة في المجتمع الأردني. وتقول منظمات إن ما بين 15 و20 امرأة تقتل سنويا في جرائم من هذا النوع في الدولة، من قبل أفراد أسرهن لتجاوزهن من وجهة نظر الأسر حواجز “الشرف” الاجتماعية.
ووصل عدد جرائم القتل الأسرية بحق النساء والفتيات خلال العام الماضي في الأردن إلى 21 جريمة، بارتفاع نسبته مئتان في المئة، مقارنة بعام 2018. وتؤكد منظمات حقوقية أن العدد أكبر بكثير لكنها تسجل على أنها “قتل عن طريق حوادث منزلية”.
ومايو الماضي تصدّر هاشتاغ #نطالب بإعدام_قاتل_أخته قائمة الهاشتاغات الأكثر تداولا على موقع تويتر في الأردن، بعد غضب واسع شهدته البلاد، على خلفية قتل شاب أردني لأخته البالغة من العمر 14 عاما، لإنشائها حسابا على موقع فيسبوك.
ورغم أن الإعدام عقوبة القتل في البلاد، لكن عادة ما يحصل مرتكبو هذه الجرائم على أحكام مخففة، لكن في عام 2017، شدد قاض، في محكمة التمييز، الحكم على شقيقين قتلا شقيقتهما بالسم، بعد سماعهما عن علاقتها الغرامية وهروبها من المنزل.
وقرر القاضي معاقبة أحدهما بالسجن 15 عاما، بدلا من سبع سنوات ونصف السنة، والآخر بالسجن 20 سنة بدلا من 10. وطالب مغردون بإنزال أقسى العقوبات بحق الوالد. وكتب مغرد:
وقالت إعلامية:
imankais1@
طوال فترة دراستي في عمّان والتي استمرت نحو أربع سنوات عجزت عن تفسير علاقة المجتمع الأردني والفلسطيني بالمرأة من ناحية فخر بإنجازاتها وعلمها ومن ناحية #جرائم_شرف لغسل عارها، غادرت هذا البلد دون الحصول على إجابة شافية حتى اليوم. #صرخة_أحلام
وعبرت مغردة:
وتهكم حساب:
o___x09@
#صرخة_أحلام فقد العرب شرفهم في ساحات الفداء لكنهم ظلوا يفتشون عنه في أجساد النساء!
وأمام هذا التفاعل ودون ذكر توضيحات أو أسباب، منع نائب عام الجنايات الكبرى الإعلام من نشر أي تفاصيل عن مقتل أحلام، تحت طائلة العقوبات، ووجه كتابا رسميا بالأمر.
وفي سياق آخر، أعادت مأساة الفتاة الأردنية أحلام، التي قتلها والدها وشرب الشاي فوق جثتها، إلى الأذهان اسم إسراء غريب الفتاة العشرينية الفلسطينية التي لقيت حتفها قبل عام تقريبا على يد ذويها أيضا.
وكانت غريب (21 عاما) قد تعرضت للضرب في أغسطس من عام 2019 على يد ثلاثة شبان، بعد نشرها صورة مع خطيبها، ثم وصلت مستشفى في الضفة الغربية جثة هامدة. وقالت مغردة:
وكان لافتا دفاع مغردين عن الأب القاتل. وأفادت الدكتورة عصمت حوسو، رئيسة مركز “جندر” للاستشارات الاجتماعية، بأن صرخات أحلام ليست صرخات الضحية فقط، بل هي صرخة كل امرأة تتعرض يوميا تقريبا لشتى أنواع العنف في البيوت خلف الأبواب المغلقة، دون أن يسمع أحد بقصتها.
وشددت على أن مثل هذه الحالات لن تتوقف إلا بحالتين، أولها بناء وعي جديد للإنسان، وتمكين النفس البشرية للرجال والنساء من التفكير الاجتماعي السليم، وتغير الذهنية لمثل هؤلاء.
كما أشارت إلى التعليقات المسمومة التي كانت تدعم الأب القاتل، مشددة على أن هذه التعليقات ما هي إلا مشاريع تدعم قاتلين جددا، مؤكدة أن القوانين الرادعة موجودة لكن لا تطبق أبدا لو طبقت بالشكل الصحيح لما كنا نسمع عن مثل هذه الحالات.