صحيفة 17 تشرين اللبنانية تحتجب بعد "مصادرة" تبرعات مالية تدعمها

بيروت - أعلن فريق تحرير صحيفة “17 تشرين” اللبنانية تعليق إصدار الصحيفة بسبب حجز “مصرف فرنسَبنك” التبرعات التي جُمعت قبل شهرين من خلال حملة التبرع الإلكترونية على موقع زومال.
وقال بيان صادر عن الصحيفة “واجه رئيس تحرير الصحيفة، بشير أبوزيد، تشبيح المصارف بعد أن رفضت مديرة فرع فرنسَبنك في الحمرا، رولا جارودي، تسليمه التبرعات نقدا، وطرحت عليه كافة الوسائل الواهية، مثل إمكانية إعطائه شيكا مصرفيا ليُحصّل المبلغ من بنك آخر، أو عن حقها القانوني بتسليمه المبلغ بالليرة اللبنانية بدل الدولار، رغم أن المبلغ جُمع بالدولار فقط. كما أنّها اقترحت عليه سحب المبلغ عبر استعمال بطاقة الائتمان وكأنّهم لم يحظروا علينا سحب أموالنا من ماكينات الصرف الآلي أيضًا. وأنهت اقتراحاتها وحلولها التضليلية بالتهديدات عبر اتخاذ قرار غير قانوني بحقّه: ‘حسابك بالبنك رح يتسكّر'”.
وأضاف البيان “بعد محاولات عدّة مع المصرف لتفادي هذا القرار، خصوصًا أنّنا مضطرون للدّفع بالدولار نقدًا بحسب أرخص مطبعة تمكنّا من الاتّفاق معها، أصبحت الصحيفة كما المجتمع كلّه: رهينة الأوليغارشية الّتي صادرت أموالنا واحتجزت ما تبقى منها بشكل غير قانوني”.
وأكد بيان الصحيفة، التي نفّذ فريق تحريرها، الأحد، وقفة أمام “فرنسبنك” الحمرا حاملين لافتات منددة بالبنك، مؤكدين أن صحيفتهم “وليدة المرحلة الجديدة في تاريخ لبنان، ومصيرها من مصير هذا الصراع الجديد الذي فُرض على مجتمعنا بسبب استشراس واستهتار وطمع الأوليغارشيّة الحاكمة”.
وأضاف “عملنا على تأريخ الصراع، وفتحنا المجال لمشاركة آراء وأفكار معارضة للنظام على اختلافها، ونشرنا بقلم مجتمع لم يعد يقبل الاستخفاف بعقوله. أمّا الآن، بعد نجاح النظام الأوليغارشيّ بالتطفل على الجريدة وإجبارنا على تعليق إصدارها، أصبح مصير هذا الحبر وعمليّة التّأريخ الورقية هذه متعلقين بمصير مجتمعنا”.
وتوثّق صحيفة 17 تشرين، لأحداث الثورة اللبنانية ضد النخبة الحاكمة، بأقلام ناشطين اختاروا أن يكون عنوانها تاريخ بدء الاحتجاجات في 17 أكتوبر الماضي.
وأسس الناشطون بشير أبوزيد ونائلة الحارث وأصدقاؤهما الصحيفة، بعد ستة أسابيع فقط من انطلاق المظاهرات التي اجتاحت لبنان، وقالت الناشطة نائلة الحارث “الجريدة هي فعليّا مساحة ليتعلّم الناس التعبير عن آرائهم، وطرح أفكار جديدة، والتعلّم من خبرات غيرهم وحتى القيام بالنقد البنّاء لأنفسهم وللأشخاص الذين معهم بالثورة”.
ونُشر العدد الأول في أواخر نوفمبر 2019، ومنذ ذلك الحين تم توثيق أحداث الحركة الاحتجاجية ضد النخبة السياسية التي توجه لها أصابع الاتهام بخصوص أسوأ أزمة يشهدها لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.
ويرى مؤسسو الصحيفة أنها بمثابة جهد توثيقي مهمّ للاحتجاجات المستمرة. يذكر أن مؤسسي الصحيفة وكُتّابها ومصمميها وموزعيها، جميعهم متطوعون.