صحافيون شاركوا في حملة كراهية مرتبطة باغتيال لقمان سليم

بيروت – كشفت دراسة حديثة لتحليل مواقع التواصل الاجتماعي لحملة الكراهية المحيطة باغتيال الناشط اللبناني لقمان سليم، وجود صحافيين وبعضهم يحتل مناصب رفيعة في وسائل الإعلام اللبنانية على رأس الحملة.
وأجرى مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية “سكايز” في مؤسسة “سمير قصير”، دراسة بعنوان “خطاب الكراهية المحيط باغتيال لقمان سليم”، تناولت تحليلا لـ187.540 تغريدة، بين الرابع من يناير 2021 أي قبل شهر واحد من اغتيال سليم، والرابع من مارس بعد شهر واحد من الاغتيال، بالإضافة إلى مجموعات بيانات تم جمعها واستخدامها في تعزيز التحليل والوصول إلى النتائج.
ووثقت الدراسة الخطاب التحريضي عبر مواقع التواصل الاجتماعي الذي رافق اغتيال سليم الناقد البارز لسياسة حزب الله. وقد تراوحت اتهامات الصحافيين البارزين لسليم واحتفالاتهم بوفاته بين التلميح الخفي إلى العدواني الصريح.
وكان لقمان محسن سليم ناشرا لبنانيا وناشطا اجتماعيا وسياسيا مستقلا ومعلقا ظهر على العديد من شاشات التلفزيون العالمية. وعُرف بانتقاده اللاذع لحزب الله، على الرغم من كونه من الطائفة الشيعية، ويعيش في منطقة بها وجود عسكري قوي لحزب الله. واغتيل في الثالث من فبراير 2021 في جنوب لبنان.
وأثار اغتيال سليم ضجة واسعة بين البعض من مستخدمي تويتر الذين احتفلوا بوفاته أو اتهموه بالتعاون مع إسرائيل. وكان لبعض الحسابات المرتبطة بحملة الكراهية ضده تأثير كبير على الإنترنت وفي وسائل الإعلام.
وغالبا ما يكون للمجموعات التي تم إنشاؤها بعد رسم البيانات التي تم جمعها حسابا واحدا مؤثرا في المركز. وأثبت تحليل التغريدات المسيئة قبل الاغتيال وبعده وجود شبكات عنقودية يقودها أنصار حزب الله، ترسم صورة متعمّدة للقمان سليم باعتباره، في أحسن الأحوال، غير مهم، وفي أسوأ الأحوال، يستحق “مصيره” الذي لاقاه نظرا لمواقفه السياسية.
وقال مؤلف الدراسة الباحث نصري مسرة “اكتشاف أن أولئك الذين لعبوا الدور السيء كانوا حقا صحافيين، كان محزنا رغم وجود العديد من الحسابات المزيفة المحيطة بهم”.
وأضاف مسرة، وهو رئيس قسم علم الاجتماع والأنثروبولوجيا في الجامعة اليسوعية ببيروت، والخبير في استراتيجيات التسويق الرقمي والتواصل، أن “كون المؤثرين الرئيسيين هم صحافيون أعتقد أن هذا يثير أيضا مسألة الأخلاق والسلطة في الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي”.
والمثير للسخرية أن الرواية الرئيسية لحملة الكراهية كانت اتهام منتقدي “حزب الله” بأنهم جزء من جهد منسق لمهاجمة الحزب، بما في ذلك تغريدة حذفت لاحقا اتهمت الصحافية ديما صادق بمعرفتها بخطة الاغتيال “ما يدل على أنها جزء من خطة أعدت في حملة ومتزامنة ضد حزب الله”. وقد اختفت بعض الحسابات التي نشر جزء منها عددا كبيرا من الاتهامات، بعد انتهاء الحملة.