صباح زيداني تتغنىّ بالقصيدة المغربية المعاصرة

الرباط - أطلق بيت الشعر المغربي مؤخرا مشروعا فنيا غنائيا بمعية الفنانة المغربية صباح زيداني، يسعى لتقديم قصائد من الشعر المغربي المعاصر في قالب غنائي، كانت أولاها قصيدة “ھو ذا ظلي” للشاعر حسن نجمي.
وسجّلت زيداني الأغنية في مدينة مراكش ومدينة كينت البلجيكية في ظل ظروف الحجر الصحي التي فرضتها جائحة كورونا، وعن ذلك تقول “تلك هي عظمة الفن، فهو القادر دائما على التحرّر من لحظة القلق والخوف، ليمدّ جسور التواصل بعيدا، قاهرا حواجز الجغرافيا وما دونها من عوائق”.
والأغنية من تلحين يوسف قاسمي جمال الذي أدّى فيها أيضا العزف على آلة العود، فيما ساهم فيها كل من ووتر فاندنابيل وليزبيثلا مبرخت على آلة الكمان وروب كيكينس على آلة الإيقاع ومارك دي ميسينير على آلة الساكسفون وأسامة عبدالرسول على آلة القانون.
صباح زيداني: وحده الفن قادر على التحرّر من لحظة القلق والخوف
وتتنزّل أغنية “هو ذا ظلي” ضمن مشروع شعري وفني يهدف إلى إعادة ربط الشعر المغربي بالفضاء الإبداعي العام، وخاصة منه الموسيقي والغنائي، في استعادة للحظات تعانق فيها الشعر المغربي لكل من عبدالرفيع جواهري وإدريس الجاي والخمار الكنوني وحسن المفتي وأحمد الطيب لعلج وعلي الحداني مع أوتار وألحان عبدالسلام عامر وعبدالنبي الجيراري وحسن القدميري.
وأشار القائمون على بيت الشعر المغربي إلى أن الشعراء المغاربة أثروا المتن الشعري للأغنية المغربية، ومنحوها قصائد تحوّلت من خلال أوتار ملحنين مقتدرين إلى أغان تتردّد على ألسنة وشفاه الناس في المناسبات والأفراح والأعراس، وهو نجاح ما كان له أن يتحقّق لولا أن هؤلاء الشعراء كتبوا قصائدهم من داخل تجربتهم الإنسانية، وفي أفق الرؤية التي امتلكوها تجاه اللغة والمجتمع والكون وليس تحت الطلب أو إكراهات سوق الغناء.
وقال مراد القادري رئيس بيت الشعر “نسعى من خلال هذا المشروع ذي الرؤية المندمجة التي تربط الشعر المغربي بأفقه الفني لانتشار أوسع لهذا المنجز الأدبي عبر الأغنية، ومن ثمة يصير بمقدور الجمهور المغربي أن يتعرّف على شعرائه، ليس من خلال دواوينهم الشعرية أو عبر أمسياتهم الثقافية بل من خلال الأغنية كلحظة فنية تتجمّع وتنصهر فيها عدة أبعاد: شعرية ولحنية موسيقية وطربية غنائية”.
وأضاف “هذا المشروع تحمله الفنانة صباح زيداني التي جعلت من الشعر المغربي أفقا لتفكيرها واشتغالها، وذلك عندما قدّمت بعضا من نصوصه الجميلة للشعراء: بوجمعة العوفي وعبدالهادي السعيد، كما سبق لها أن خاضت تجربة فنية مع الشاعر المغربي عبدالله زريقة بمعية ثلة من الشعراء والموسيقيين الأجانب”.
واعتبر رئيس بيت الشعر أن هذا ما يجعل وجود الفنانة زيداني في هذا المشروع “تثمينا لهذه الإرادة التي تلتقي فيها برغبة بيت الشعر في أن يكون شعرنا المغربي حاضرا في مختلف الحوامل التي تتيح له الذيوع والانتشار مسرحا وتشكيلا وأغنية”.