"شغل حريم".. المرأة في مجلس الأمة الكويتي "مسبة"

 الكويت - أثار مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي للنائب الكويتي خالد الغانم محتفلا بفوز أخيه مرزوق الغانم برئاسة مجلس الأمة الكويتي جدلا واسعا لما احتواه من ألفاظ عنصرية ضد النساء.

ومن داخل أروقة مجلس الأمة الكويتي، ظهر خالد عقب الإعلان عن فوز النائب مرزوق الغانم برئاسة المجلس لدورة جديدة، صحبة النائب عمر عقله العنزي وهو يردد “مرزوق الغانم محد يطوله… ناخذها بذراعنا مو تصوير كاميرات شغل حريم”.

وعبر مغردون عن صدمتهم من تصريحات خالد متسائلين “كيف يخرج هذا الكلام من ابن فايزة محمد الخرافي؟”. والخرافي هي كيميائية وأكاديمية كويتية، تولت منصب مديرة جامعة الكويت من 1993 حتى عام 2002. وتُعتبر أول امرأة تولت منصب مدير جامعة في الوطن العربي والشرق الأوسط كما تعد أول خليجية حصلت على درجة وزير وأول كويتية حصلت على درجة الدكتوراه في الكيمياء. واعتبرتها مجلة فوربس ضمن قائمة أكثر 100 امرأة نفوذا وتأثيرا في العالم لعام 2005.

وقالت الأكاديمية الكويتية شيخة الجاسم في تغريدة:

ShaikhaBinjasim@

مع الأسف أن يتم إلصاق صفات سيئة بالنساء وأن يخرج هذا التشبيه من لسان ابن المديرة السابقة لجامعة الكويت وأستاذة الكيمياء الدكتورة القديرة فايزة الخرافي.. الصفات السيئة قام بها بعض الذكور.

وقال الروائي الكويتي مشاري بودريد:

Mshari_bodraid@

بالعكس كل شخص له الحق أنه يعبر عن فرحته، لكن أنك تفرح بإهانة المرأة أمر خطير! “شغل حريم”؟ شفيهم الحريم؟

وطالب كويتيون خالد الغانم بالاعتذار عن تصريحاته المسيئة للمرأة في الكويت.

وكتب مغرد:

_AwadAl@

هذا الفيديو مهين لمؤسسة مجلس الأمة ومهين للكويت ومهين للعملية الديمقراطية الي ما فيها شيء اسمه “بذراعنا”. مهين للمرأة كمان.. فيديو وقح.

وانتقد مغردون تحويل المرأة إلى “مسبة” “ومادة للتحقير” وكتب مغرد في هذا السياق:

Mish3lkuw@

العقلية الذكورية مضحكة، إذا بيحتقر غيره قال شغل “حريم” والبهايم اللي معاه تصفق، أي نوع من أنواع الاحتقار أدخلوا المرأة كمادة للتحقير، عموما مجتمعات متخلفة سياسيا وفكريا وأخلاقيا.

وكتبت مغردة:

_hind_Ahmed@

ما أصدق! كيف وصل الكويتيون لهذه المرحلة بعدما كانوا ينادون بالديمقراطية والعدالة بينهم لا فرق بين امرأة ورجل!

وسخر حساب:

F_N_Shah@

شغل حريم كل “حرمة” صوتت لكم تستاهل والله.

وغرد نائب رئيس جمعية المحامين سابقا عبدالرحمن البراك:

lawyeralbarrak@

النساء هن من أوصلن الرجال للمجلس.. فمن العيب أن يقول أحدهم (هذا شغل حريم).

وشهدت الانتخابات النيابية في الكويت، التي جرت في وقت سابق من الشهر الحالي، إقبالا لافتا للنساء في مختلف الدوائر الانتخابية للإدلاء بأصواتهن. ورغم المشاركة النسائية الكبيرة في التصويت لم تنجح أي نائب من النساء بحجز مقعد لها في المجلس. وكان مراقبون اعتبروا ذلك “دليل تراجع فكري وحضاري كبيرين في الكويت”.

وكانت مواقع إلكترونية محلية تداولت في شهر أكتوبر من هذا العام، نتائج دراسة لأستاذة العلوم السياسية بجامعة الكويت، وفاء العرادي، خلصت إلى “تراجع القبول الشعبي للمرشحات في البرلمان الكويتي”.

ولم يصل إلى المجلس منذ 2006 إلا 6 نواب نساء، وهن؛ معصومة المبارك وأسيل العوضي ورولا دشتي وذكرى الرشيدي وسلوى الجسار وصفاء الهاشم، رغم العدد الكبير من الناخبات، لكن أصواتهن تذهب لنصرة الرجال.

واعتبر مغردون أن الوقت حان لتطبيق نظام الكوتا.

وفي سياق آخر، سخر مغردون إن كان التصوير شغل حريم إذن تقصدون أن شراء الأصوات “شغل رجال”.

mahmoud_tohma@

يجب على #مجلس_الأمة الكويتي أن يكتب على بابه البيت القائل “أغايةُ الديمقراطية أن تُخفوا أصواتكم” يا أمة ضحكتْ من جهلها الأمم.

ويذكر أنه اجتمع قبل انطلاق وقائع افتتاح مجلس الأمة بأيام، قرابة 37 نائبا أعربوا عن تأييدهم للنائب بدر الحميدي رئيسا لمجلس الأمة، إلا أن نتائج التصويت جاءت لصالح الغانم.

وشهدت عملية التصويت وجود 3 أوراق تصويت باطلة، وورقة اعتذار واحدة عن التصويت.

وانتخب مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم رئيسا لمجلس الأمة الجديد بعد حصوله على 33 صوتا مقابل 28 صوتا للمرشح الآخر للرئاسة النائب بدر الحميدي.

وسخر مغرد:

SHOROUUUQ@

التصوير صار شغل حريم بس مشتري الأصوات شغل رياييل (رجال)؟

وتساءل الكاتب عبدالله جديع الوتيد:

ajkalwtaid@

إن كان تصوير الأوراق شغل حريم فلما رفضتم التصويت العلني؟ وما هو السبب الذي يدفع النواب المؤيدين لمرزوق بعدم الإعلان عن موقفهم له بالعلن؟ لكنها سطوة المال عند ضعاف النفوس يا من تدعون النزاهة والفروسية.

واندلعت معارك إلكترونية حامية على موقع تويتر في الأيام الماضية وكان لافتا إغراق تويتر بهاشتاغات مؤيدة لانتخاب مرزوق الغانم رغم أن كثيرين قالوا إن انتخابه لا يعكس الإرادة الشعبية.

ومن وحي كلام أخيه دشن مغردون الثلاثاء هاشتاغ #مرزوق_الغانم_ محد_يطوله.

وتشتد وتيرة الإنفاق على الحملات الإعلانية على وسائل التواصل الاجتماعي،  في المناسبات السياسية خاصة أن تأثيرها في الكويت بات يفوق تأثير المحطات الإعلامية.

وأصبحت مواقع التواصل الإجتماعي جزءاً لا يتجزأ من صناعة الرأي العام في الكويت.

وعزت دراسة أسباب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي إلى أنّ الكويت تتمتع بمساجة حرية جيدة نسبياً مقارنة بمثيلاتها في المنطقة، ممّا يسمح بتحويل مواقع التواصل الاجتماعي إلى برلمانات مصغرة ينتقد فيها الكويتيون كافة التجاوزات السياسية والأخلاقية والاقتصادية، وإن كانت دائرة الحرية قد صغرت، بعد إقرار الحكومة قانون الإعلام الإلكتروني.

وتداول مغردون مقاطع فيديو تظهر ما قالوا إنه “الفرحة الهستيرية لأنصار مرزوق الغانم”.

وفي سياق آخر، يطالب كويتيون بتشديد الرقابة على محتوى منصات التواصل الاجتماعي والتحري مع المشاهير الذين تضخمت أرصدتهم بسبب انخراطهم في الحياة السياسية عبر كيل المديح لبعض السياسيين.

ونوفمبر الماضي عادت مجدداً إلى الواجهة قضية غسيل الأموال في الكويت، والمتورّط فيها عدد كبير من المشاهير.