المجتمع الأكاديمي ينعت المشهد الثقافي العام بالسطحية، ويعتبر منشوراته غير ذات قيمة، وأضحى هذا الأخير لا يتردد في وصف الأكاديميين بالانغلاق والمحافظة والنزعة الأداتية ومعاداة الحرية.

في أغلب سير المدن العربية التي كتبها روائيون منذ مطلع القرن الحالي تهيمن نبرة من الأسى على الوضع الذي آلت إليه أحوال القاهرة وبغداد ودمشق وطنجة والجزائر...

كان حرج نجيب محفوظ لا حدود له وهو يناول العلبة ليحيى الطاهر عبدالله، طالبا من النادل شراء علبة أخرى. وساد صمت بين الجالسين وحرج لا حدود له.

الكثير من تلك العناوين المتجاوزة تمثل في حال تبنيها مجددا من قبل مؤلف ما مدخلا للاختزال والمصادرة والتكييف النقدي غير المنزه عن سوء النية دائما.

أمثولة الفداء والتضحية لم تكتسب بعدا تأويليا دنيويا إلا في الفن المسيحي مثلها مثل وقائع الصلب ودرب الجلجلة والعشاء الأخير.

الخيانة الحقيقية عزيزي القارئ، هي أن نكون هنا وهناك، العدو والصديق، الوجود والعدم، معا وإلى النهاية.

حرص الحكومات الإسبانية إلى حد اليوم على عدم فتح ملفات ما جرى في الحرب الأهلية، ولا تصفية تركة الانتهاكات، ومعرفة الحقيقة يبدو طبيعيا.

الصمت وحده عزيزي القارئ أصدق إنباء من الكتب، لهذا لم يكن بيكاسو منافقا حين اختار أن يتحدث بعبارات مقتضبة وملتبسة وغير راسخة المعنى.

لشبونة على النقيض من مدريد أو باريس أو روما لا يليق بها الانحدار الحثيث إلى بلورات الحداثة الصقيلة، مثلما لا ينبغي لأي حاضرة يحاصرها البحر أن تتحول إلى كتل من الهياكل الزجاجية المخيفة.

التكرار المبني على أساس جامد هو جوهر العقيدة الإبداعية المهيمنة على الحاضر العربي، بينما اقترنت فكرة الموديل دوما بالانصهار والتورط، والتباس قيم النقل والتصوير مع مشاعر الانجذاب والفتنة.

في مقدمة العدد الأول من مجلة "بانيبال"، تحدثت مارغريت أوبانك رفيقة صمويل شمعون في الحلم والمتاهة، عن “تقاسم الإحساس بالفرح والإثارة المجردة التي تنتج عن قراءة شعر جميل.

السيارة والراديو معا يمجّدان الغياب والعبور، يعليان من شأن الأثر الذي هو الأساس في إنتاج المعنى.

قدر الفن الإسلامي الذي غيب عن دور العبادة أن يبقى محاصرا من قبل سلطتها، وأن يسترسل، من ثم، في التجلي بما هو زخرف العارض والفاني وبزينة الحياة الدنيا، الزائلة، التي لا أثر لها.

الكاتب الذي لا يصدر إلا رواية وحيدة، تقرأ على نطاق واسع، وتحوله إلى نجم أدبي، ليس روائيا في العمق، ولا تشغله الرواية إلا باعتبارها فنا جماهيريا.

نادرة هي المدن التي تتصالح مع أسماء اختارها حكام أو أنبياء أو عسكر، وإن تصالحت فإنها تحتفظ بتسمياتها الأولى الثاوية في الخيال القديم.

كم يبدو محزنا المسار المغمور للمئات من الرسامين المجهولين ممن أثثوا الآلاف من المطبوعات الروائية دون أن يوقعوا أعمالهم.

عادة ما ينحو التحليل النقدي إلى اعتماد صفة المجاورة بين أوضاع مختفية ومغبشة ومملوءة بالخيالات، وبين ما يعيشه الروائي.