شابة بلجيكية تسعى لتحطيم رقم قياسي في الطيران

زارا رذرفورد تسعى إلى أن تصبح أصغر امرأة تطير بمفردها حول العالم.
الأربعاء 2021/08/18
تعشق الطيران بمفردها

قد تبدو حيوية الشباب عادية في ما يتعلق بالمغامرة، لكن ماذا لو كانت المغامرة فتاة لم تبلغ العشرين من العمر كالشابة البلجيكية البريطانية زارا رذرفورد التي تبدأ اليوم رحلة أصغر امرأة تطير بمفردها حول العالم على أمل أن تجذب المزيد من الفتيات للاهتمام بالعلوم والطيران.

بروكسل - بمجرد إقلاعها لن يكون هناك سوى نفسها وطائرتها والفضاء الشاسع. في سن التاسعة عشرة تسعى الطيارة الشابة زارا رذرفورد لأن تكون أصغر امرأة تطير بمفردها حول العالم. وقالت زارا “في اللحظة التي أُقلع فيها أنسى أي شيء آخر”، مضيفة أن هذا هو أفضل شيء في الطيران. ومن المقرر أن تبدأ مغامرتها الأربعاء انطلاقا من مدينة فيفلخيم البلجيكية.

ويبدو أن الطيران كان مرافقا لزارا منذ المهد، فكل من والدتها البلجيكية ووالدها الإنجليزي طياران. لذلك، فمنذ أن كان عمرها بضعة أشهر فقط عرفت كيف تبدو من داخل قمرة القيادة في الطائرة. وخلال سنوات عمرها التي لم تتجاوز العشرين حلقت الشابة في السماء لأميال لا حصر لها، بعد أن تعلمت كيف تقود الطائرة في سن الرابعة عشرة، وعملت على الحصول على رخصتها الأولى.

والهدف الآن هو تحقيق رقم قياسي عالمي الذي تحتفظ به الأميركية شايستا وايز التي طارت حول الكوكب بمفردها في سن الثلاثين.

وصاحب الرقم القياسي بين الذكور يبلغ من العمر 18 عاما، وبالنسبة إلى زارا فإن هذا أيضا علامة على عدم المساواة بين الجنسين.

وتأمل زارا في جذب المزيد من الفتيات للاهتمام بالعلوم والطيران، وتدعم مبادرتين غير ربحيتين كجزء من محاولتها لتحطيم الرقم القياسي، “أحلام التحليق” و”فتيات يصغن شفرات”.

زارا، التي تحمل الجنسيتين البريطانية والبلجيكية، ليست بحاجة للقلق من هذا الشأن كونها شخصا بالغا. وبصفتها طيارة رياضية، فقد تم إعفاؤها من معظم لوائح الحجر الصحي، وبذلك لن يكون بمقدور حتى الجائحة إيقافها عن مغامرتها. ورغم ذلك تريد، وسيتعين عليها أيضا إجراء اختبارات منتظمة للكشف عن كورونا، وتقول زارا “آخر شيء أريده هو نقل كوفيد حول العالم”.

ومن بلجيكا تتجه زارا أولا نحو وطنها البريطاني، ثم عبر أيسلندا إلى جرينلاند، ثم تتجه غربا. وخلال ذلك سوف تجد مأوى لدى معارف وداعمين في جميع أنحاء العالم.

ويأتي موعد العودة المخطط له إلى بلجيكا عقب حوالي ثلاثة أشهر، بالتحديد في الرابع من نوفمبر المقبل.

وتقول زارا قبل بدء رحلتها إن أكثر ما تحترمه وتتطلع إليه في مغامرتها هو حدوث “ما هو غير متوقع”.

واستعدت للرحلة بدقة بقدر المستطاع، وحتى لو لم يكن بالإمكان التخطيط لكل شيء، فمن المفترض أن تكون مغامرتها “آمنة قدر الإمكان”، خاصة إذا تسببت ظروف جوية صعبة أو مشكلات تقنية خلال تحليقها فوق مناطق نائية في حدوث اضطرابات لرحلتها.

وعلى مدار الأسابيع الماضية تلقت زارا العديد من الدورات التدريبية المكثفة على السلامة، خاصة وأن الطائرة خفيفة الوزن التي تعتزم التحليق بها حول العالم تنتمي إلى سلسلة “شارك”.

وبحسب الشركة المصنعة، فإن هذه واحدة من أسرع الطائرات في العالم. وتعتمد زارا في تمويل مغامرتها على رعاة ومدخرات، فقد ضحت بسيارتها الخاصة وباعتها من أجل المغامرة.

وبينما ينخرط العديد من أبناء جيل زارا في حركات لحماية المناخ، ويقاطع بعضهم الطيران تماما، تفضل زارا التحليق في الهواء، لكن مصطلح “عار الطيران” ليس غريبا عليها أيضا؛ فمن أجل تعويض الانبعاثات الكربونية التي ستنجم عن رحلتها.

وساهمت زارا في زراعة أشجار بتكلفة تقدر بعدة مئات من اليورو، وتقول “لا أريد أن أقول إنني أساعد المناخ، لكنني أحاول تقليل بصمتي البيئية قدر الإمكان”، مضيفة أن الانبعاثات التي ستنفثها طائراتها الخفيفة خلال جولتها حول العالم بالكامل ستعادل الانبعاثات التي تنفثها طائرة ركاب في غضون عشر دقائق. ورغم ذلك تأمل زارا أن يكون بالإمكان في غضون سنوات قليلة القيام بمثل هذه الرحلة بطائرة تعمل بالكهرباء.

24