سيتكومات رمضان وغياب خفة الروح

تاهت روح السلسلة التلفزيونية "سبق الخير" وراء كثرة الأحداث التفصيلية وافتعال المواقف المضحكة بالرغم من أن السلسلة حظيت بحملة إعلانية كبيرة بعد تجربتها في السينما.
الخميس 2023/04/06
لا يكفي أن تجمع أسماء معروفة كي تجلب الأنظار

لا تتوفر للمخرجين والممثلين فرصة لتحقيق الشهرة مثل التي يوفرها لهم التلفزيون في رمضان. ولذلك يبدأ الحديث مبكرا في تونس عن أسماء البرامج والمسلسلات والسيتكومات قبل أشهر من رمضان في حملة إعلانية مسبقة.

هناك ممثلون يفرضون أنفسهم بسبب تجارب قديمة مثلما هو الحال مع كمال التواتي أو يونس الفارحي، الأول بسبب السلسة العجيبة “شوف لي حل” في شخصية الطبيب النفساني سليمان الأبيض والثاني بسبب سلسلة “نسيبتي العزيزة” في شخصية ببوشة.

يتعلق التونسيون بالتلفزيون في رمضان، وهذا طبيعي لكونه الشهر الوحيد الذي يجمع كل أفراد العائلة في نفس الوقت. لكن ما يجمع بينهم هو التعلق بالمسلسلات الكوميدية التي تنزع منهم الضحكة التلقائية مثلما كان يحصل مع رؤوف كوكة في حصة الكاميرا الخفية التي استمر بريقها لسنوات قبل أن ينتقل الرجل إلى العمل مع أحد التلفزيونات الليبية.

تعوّد الناس خلال رمضان على المقالب المضحكة التي تستمد روحها من تلقائية الناس؛ ولأجل ذلك لا تزال كاميرا رؤوف كوكة و”شوف لي حل”، لكمال التواتي وسفيان الشعري ومنى نورالدين، مقياس الشارع التونسي في الحكم على السيتكومات التي تعرض في رمضان.

وخلال السنوات الأخيرة سعى بعض الممثلين الصاعدين لتقديم منوعات تقوم على النكت التي يرصدونها من الشارع أو من تيك توك واستثمارها في إضحاك الناس. لكن التفاعل معها كان محدودا لأن تلك النكت التي يتداولها الناس في حياتهم اليومية حين نقلت إلى التلفزيون غلب عليها التكلف وبرود المشاعر والابتذال أحيانا، ما جعل بريقها ينطفئ سريعا.

لا يكفي أن تجمع أسماء كثيرة من الممثلين المعروفين كي تجلب الأنظار وتزرع البسمة على وجوه الناس. هذا الأمر ينطبق على مسلسل “سبق الخير” الذي يجمع كمال التواتي بأسماء صاعدة في التمثيل التلفزيوني مثل كريم الغربي ولطفي العبدلي.

تاهت روح هذه السلسلة التلفزيونية وراء كثرة الأحداث التفصيلية وافتعال المواقف المضحكة بالرغم من أن السلسلة حظيت بحملة إعلانية كبيرة بعد تجربتها في السينما. والأمر نفسه ينطبق على سلسلة “الكابتن ماجد” التي يشترك فيها التواتي مع الفارحي وريم الزريبي وكوثر الباردي، حيث سيطر البرود والتكلف على الممثلين في غياب نص واقعي قريب من حياة الناس. قد تنجح الغرائبية في الرواية لكن في التلفزيون يصعب ذلك لأن الجمهور يريد أن يرى نفسه في مرآة السيتكوم.

وفيما تتعثر هذه السيتكومات في الوصول إلى الناس، يستمر “شوف لي حل” في جذب جمهور متزايد حتى أن المعلنين باتوا يتجهون إليه بالرغم من أن أجزاءه قديمة (2005 – 2009) ومعادة مرات ومرات، وميزته أنه قريب من الناس، بشخصياته وحكاياته.

18