"سي.بي.أس" و"فياكوم" تتحدان لإنهاء سنوات من التحالفات الفاشلة

لا مكان اليوم إلا للكيانات العملاقة داخل سوق الإعلام الأميركي المتغير.
الخميس 2019/08/15
كيان إعلامي يتضخم

المنافسة الشرسة في سوق الإعلام الأميركي ساهمت في إتمام صفقة اندماج مجموعتي “سي.بي.أس” و”فياكوم” اللتين فشلتا مرارا في تحقيق الاتحاد بينهما، فعملية الدمج ستتيح لهما تعزيز الاستثمار في قطاع الترفيه والانتشار العالمي من خلال شبكات البث في بريطانيا والأرجنتين وأستراليا والمحتوى الذي يقدم بـ45 لغة.

نيويورك - أعلنت هيئة “سي.بي.أس” للبث التلفزيوني والإذاعي ومجموعة “فياكوم” الإعلامية الثلاثاء، أنهما توصلتا إلى اتفاق لدمج إمبراطوريتيهما، في أحدث صفقة ضخمة ضمن سوق الإعلام والترفيه الأميركي المتغير والذي أصبح المستثمرون فيه لا يتعاملون إلا بلغة التحالفات والاندماجات.

ومن خلال هذا الاتفاق، سيتحد هذان الكيانان مجددا، إذ كانا في السابق تحت مظلة الشركة نفسها حتى فككهما في العام 2006 سومر ريدستون. وتنهي الصفقة سنوات من محاولات الاندماج الفاشلة بين الشركتين.

وتبلغ قيمة شركة فياكوم ما يقارب 12 مليار دولار أميركي، بينما ارتفعت قيمة أسهم مجموعة “سي.بي.أس” لتصل إلى ما يقارب 18 مليار دولار أميركي.

وسيكون للكيان الجديد أكثر من 28 مليار دولار من العائدات وهذا يعود إلى انتشار وشهرة علامات الشركتين التجارية في سوق الإعلام الأميركي والعالمي، حيث يشاهد ما يقارب 22 بالمئة من مشاهدي التلفزيون في الولايات المتحدة شبكات وقنوات “سي.بي.أس” و”فياكوم”.

وسيضم الكيان الجديد أيضا أكثر شبكات التلفزيون الأميركية مشاهدة، مع امتلاك شركة الإنتاج السنيمائي “بارامونت” وقنوات التلفزيون مدفوعة الأجر مثل “أم.تي.في” و”كوميدي سنترال” و”شو تايم” و”نيكلديون”.

وأشارت الشركتان إلى أن عملية الدمج ستتيح لهما تعزيز الاستثمار في قطاع الترفيه والانتشار العالمي من خلال شبكات البث في بريطانيا والأرجنتين وأستراليا والمحتوى الذي يقدم بـ45 لغة.

22 بالمئة من مشاهدي التلفزيون في الولايات المتحدة يشاهدون "سي.بي.أس" و"فياكوم"

وقالت شاري ريدستون التي سترأس شركة “فياكوم سي.بي.أس” الجديدة “أنا متحمسة جدا لرؤية هاتين الشركتين العظيمتين تندمجان حتى تتمكنا من تحقيق القوة الهائلة الناتجة عن عملية دمجهما”.

وأضافت “قال والدي ذات مرة ‘المحتوى ملك’ وهذا الأمر يتجلى اليوم”، موضحة “سنؤسس مؤسسة إعلامية عالمية شاملة تتمتع بموقع جيد للنمو في قطاع سريع التغير”. وبموجب الصفقة، سيملك مساهمو “سي.بي.أس” الحاليون 61 بالمئة من الشركة بينما يملك مساهمو “فياكوم” 39 بالمئة من الشركة الجديدة.

وتعد شبكة قنوات “سي.بي.أس” واحدة من أكثر الشبكات الإعلامية الأميركية انتشارا، إضافة إلى الإمبراطوريات الإعلامية  الثلاث الأقوى بالولايات المتحدة، أي.بي.سي، وهيئة الإذاعة الوطنية، وفوكس. وتقدم خدمات إعلامية متنوعة متخصصة وعامة، وبعض برامجها يهتم بالشأن المحلي الأميركي، وأخرى تكتسب خاصية العالمية وواسعة الانتشار لاسيما البرامج السياسية، والرياضية.

وتعرف الشركة نفسها بأنها تتمتع بتأثير كبير باعتبارها واحدة من الشركات الإعلامية الرائدة في العالم، لذا تعتمد على معايير عالية الجودة في التغطية الإخبارية، وبرامج التوعية، كما تقدم مواد إعلامية بهدف الدعم المجتمعي، وإعلانات الخدمة العامة.

وكانت آخر مرة ناقشت فيها المجموعتان صفقة الاندماج منذ أكثر من عام. وتتوقع الشركتان حاليا خفض النفقات الجديدة بمقدار 500 مليون دولار سنويا بعد إتمام اتفاق الاندماج، وذلك بعد أن خفضت “فياكوم” حوالي 300 مليون دولار في أنشطتها.

يُذكر أن “سي.بي.سي” تمكنت عام 2017 من الاستحواذ بشكل كامل على قناة “تن” الإخبارية الأسترالية والقناة الأرضية الأسترالية التي تحمل اسم “أيليفن”.

Thumbnail

كما تمكنت مجموعة الإعلام الأميركي من الاستحواذ بشكل رسمي على خدمات الشبكة الإخبارية الأسترالية بجميع منصاتها للمساهمة في بداية جديدة ومميزة لشبكة القنوات الأسترالية الشهيرة في المجال الإخباري بفضل الشهرة الكبيرة لعلامتها التجارية في أستراليا ونسبة المشاهدة الكبيرة التي تحظى بها الشبكة، وذلك سيساهم في تسهيل مهمة فريق “سي.بي.أس” الذي سيضع بصماته في المستقبل على القناة الأسترالية وتعزيز حضورها عبر جميع منصات المشاهدة سواء عبر الإنترنت أو عبر الكابل والبث
الأرضي.

وتأتي هذه الصفقة الضخمة بعد أيام قليلة على إتمام صفقة مماثلة في قطاع الصحافة، حيث أعلنت مجموعة “غانيت” الرائدة في مجال الصحافة في الولايات المتحدة، ومنافستها “غايتهاوس” عزمهما الاندماج، لتدعيم موقعهما في قطاع يعاني صعوبات مزمنة.

وتستحوذ “نيو ميديا إنفستمنت غروب” المالكة لـ”غايتهاوس”، على “غانيت” عن طريق شراء أسهم ودفع أموال نقدية في صفقة تقرب قيمتها الإجمالية من 1.4 مليار دولار.

وبموجب صفقة الاندماج التي تم الإعلان عنها، صارت غايتهاوس ميديا تمتلك مجموعة تضم أكثر من 263 صحيفة ما بين يومية وأسبوعية ونصف شهرية، على أن يحتفظ الكيان الجديد بعد الدمج باسم “غانيت” وستكون له إصدارات في 47 ولاية، ويتمتع بما يزيد على 145 مليون زائر للمواقع الإلكترونية شهريا.

18