"سفاح جديد" في العراق يحمل لواء الأسطورة حسين سعيد

الدوحة – يواصل عشاق كرة القدم العربية والخليجية التمتع بالإثارة والتشويق اللذين تشهدهما مباريات بطولة كأس الخليج العربية على ملاعب الدوحة. وتستمر منافسات بطولة كأس الخليج العربي بنسخته الرابعة والعشرين “خليجي 24” حتى يوم 8 ديسمبر القادم بمشاركة 8 منتخبات خليجية.

وتضم المجموعة الأولى في خليجي 24؛ الإمارات والعراق واليمن وقطر، بينما تشمل المجموعة الثانية منتخبات الكويت والسعودية والبحرين وعمان. ودائما ما تشهد بطولة كأس الخليج العربي منذ بدايتها على تألق العديد من اللاعبين مثل مهاجم منتخب الكويت جاسم يعقوب هداف البطولة برصيد 18 هدفا، وغيره من النجوم مثل السعودي ماجد عبدالله والعراقي حسين سعيد.

ويتوقّع الكثيرون أن يكون مهند علي نجم المنتخب العراقي أحد المرشحين بقوة للظهور في البطولة، حيث أنه إحدى أهم المواهب الصاعدة الواعدة في الكرة العراقية في السنوات الأخيرة، وتألق بشدة مع منتخب بلاده في كأس آسيا الأخيرة، وهو هداف أسود الرافدين في التصفيات المشتركة. وهذه النسخة أيضا هي الثانية التي يظهر فيها مع المنتخب العراقي، وهو مرشح لأن يكون من بين أبرز اللاعبين في البطولة، وكذلك المنافسة بقوة على لقب الهداف.

أمل الأسود

يتطلع المنتخب العراقي إلى تحقيق مشاركة جيدة ومميزة في “خليجي 24” بالدوحة. ودخل منتخب العراق بطولة الخليج بقائمته الكاملة الأساسية، باستثناء اللاعبين بشار رسن المحترف مع فريق بیرسبولیس الإيراني، وهمام طارق لاعب الإسماعيلي المصري، وريبين سولاقا المحترف مع رادنيتشكي الصربي. وذلك بسبب انشغالهم مع أنديتهم في مباريات الدوريات هناك، فيما سيغيب مجددا اللاعبان أحمد ياسين المحترف في صفوف هاكن السويدي، وغستن ميرام لاعب أتلانتا يونايتد الأميركي، بسبب قرار فني وانضباطي من قبل مدرب منتخب العراق السلوفيني ستريشكو كاتانيتش.

ورغم تواجد العديد من اللاعبين المميزين في صفوف المنتخب العراقي، على رأسهم علي عدنان المحترف السابق في الدوري الإيطالي، واللاعب الحالي لنادي فانكوفر الكندي، بالإضافة إلى المدافع أحمد إبراهيم لاعب القوة الجوية العراقي، وصفاء هادي وأمجد عطوان لاعبي الشرطة، وعلاء عباس لاعب نادي الزوراء، ولكن أنظار الجماهير العراقية والإعلام الخليجي ستسلط بقوة على اللاعب مهند علي “ميمي” محترف الدحيل القطري، والذي يأمل في الفوز بلقب “خليجي 24” في الدوحة.

 وكان الظهور الأول للاعب مهند علي بقميص منتخب بلاده، أمام منتخب الإمارات في المباراة التي أقيمت في السابع عشر من شهر ديسمبر وانتهت بخسارة أسود الرافدين بهدف، ولم يسجل أي هدف في أربع مباريات، في بطولة خليجي 23 في الكويت. وانفجر موهبة العراق بقوة نحو النجومية بعد تسجيله هدفين، في مباراة منتخب بلاده أمام السعودية، في المباراة الودية التي أقيمت على ملعب البصرة الدولي، وانتهت بفوز العراق بأربعة أهداف لهدف، ليسطع نجمه بقوة وليخطف أنظار الج

وتمكن ميمي من لفت أنظار العالم أجمع، خلال بطولة نهائيات آسيا 2019، بعد تسجيله هدفين في البطولة من مجهود فردي رائع في مرمى منتخبي فيتنام واليمن، ولكنه أخفق بالتسجيل في مباراتي إيران في دور المجموعات، وقطر في دور الـ16 للبطولة، ليودع بها منتخب العراق وميمي البطولة الآسيوية.

وتسابق العديد من الأندية العالمية الكبيرة، من أجل الظفر بخدمات الموهبة العراقية، بعد وصول أكثر من عشرة عروض أوروبية، وكانت أهم العروض من نادييْ يوفنتوس الإيطالي ومانشستر سيتي الإنكليزي، وباشاك شهير التركي، وغيرها من الأندية العربية الكبيرة، قبل أن يتمكن الدحيل القطري من خطف الموهبة الشابة بالتعاقد معه لخمس سنوات، قادما إليه من بطل الدوري العراقي فريق الشرطة. وأصبح اللاعب مهند علي ثاني أغلى لاعب عراقي في الوقت الحالي، بعد زميله علي عدنان المحترف مع فريق فانكوفر الكندي.

وفي المقابل ورغم انتقاله للدحيل القطري، فإن اللاعب ميمي لم يجد نفسه، وذلك بسبب عدم اللعب بانتظام، والتهميش الكبير الذي يلقاه من المدرب البرتغالي روي فاريا، والذي أجلس اللاعب بديلا في عدد من المباريات، ليسجل ميمي هدفا وحيدا مع فريقه في عشر مباريات خاضها في دوري نجوم قطر. وحطم نجم منتخب العراق مهند علي رقما قياسيا، وذلك بتسجيله 13 هدفا دوليا في 24 مباراة خاضها بقميص أسود الرافدين، وهو أسرع لاعب في تاريخ الكرة العراقية يصل إلى هذا الرقم من الأهداف في بداية مسيرته الكروية.

وهناك العديد من النجوم العراقيين، الذين قدّموا عطاء كبيرا رفقة أسود الرافدين، على غرار حسين سعيد الذي شارك في بطولة خليجي عام 1979 واستطاع تسجيل ثلاثة أهداف في مرمى منتخب البحرين، وهدفين في مرمى منتخب قطر، وهدف في مرمى منتخب الإمارات، وأربعة أهداف في مرمى منتخب عمان. وقد حصل على لقب هداف البطولة بعشرة أهداف.

ثم شارك في نسخة عام 1984 وأحرز خلالها 7 أهداف، وتوّج بجائزة أفضل لاعب، ليصبح إجمالي أهدافه 17 هدفا بكأس الخليجي العربي، ويصبح اللاعب الأكثر تسجيلا لهذا العدد من الأهداف في أقل عدد من المشاركات بكأس الخليج في بطولتين فقط. ومن المقرر أن يحمل مهند علي لواء حسين سعيد في بطولة خليجي 24، وهو الصاعد بقوة. ويعد ميمي من أبرز العناصر في أسود الرافدين، خلال هذه الفترة، حيث يعتمد عليه بقوة اليوغسلافي سريتشكو كاتانيتس.

قائمة قوية

ومن جانبه دخل منتخب السعودية ومدربه هيرفي رينارد خليجي 24 بقائمة لاعبين قوية يأتي على رأسها ثنائي سلمان الفرج وسالم الدوسري الهلال المتوج مؤخرا بلقب دوري أبطال آسيا. ويعدّ سلمان الفرج أحد أبرز النجوم في السعودية “مايسترو خط الوسط” الذي دائما ما يعطي فريقه الاستحواذ بتمريراته الصحيحية، وشاهد الجميع تألقه في تصفيات آسيا. كما يتواجد سالم الدوسري الذي يلقبونه بنيمار الخليج نظرا إلى مهارته العالية في مركز الجناح الأيسر، وهو لاعب في المنتخب الأول منذ 2012.

ويضم منتخب الكويت مجموعة رائعة من اللاعبين ولعل أبرزهم هو فهد الأنصاري المعروف في الملاعب السعودية، حيث مثّل ناديي الاتحاد والفيصلي ودائما ما تكون له بصمته في مركز صناعة اللعب.

كما يتواجد المهاجم يوسف ناصر لاعب نادي الكويت وهو أبرز المواهب في الكرة الكويتية، وهو اللاعب القوي، الذي يعوّل عليه الجهاز في “خليجي 24” لصناعة الفارق في البطولة، وتقديم مستويات رائعة مع منتخب بلاده. كما أنه يمتلك خبرات المشاركة في البطولة الخليجية ولذلك فهو أحد أبرز المرشحين للتألق بالدوحة.

ويبرز نجم منتخب قطر أكرم عفيف، والمرشح للفوز بجائزة أفضل لاعب في آسيا هذا العام، ضمن النجوم المتوقع توهجهم وبشدة في هذه النسخة ولم لا وهو حاليا من أبرز صناع اللعب في الكرة الآسيوية، وكذلك في الكرة القطرية. وكان له الدور الأبرز في تتويج منتخب بلاده بلقب كأس آسيا الأخيرة في الإمارات لأول مرة في تاريخ قطر. كما أن عفيف يقدّم حاليا أفضل مستوياته الكروية، وشارك في النسخة الماضية من كأس الخليج في الكويت ويتوقع أن يكون أحد أبرز نجوم “خليجي 24”، ويعوّل عليه سانشيز مدرب قطر كثيرا في البطولة.

ومن سلطنة عمان يبرز المنذر ربيع وهو أحد اللاعبين الصاعدين المتميزين بالمنتخب، ويلعب في نادي ظفار ونجح في حجز مقعد له بالتشكيلة وسجل له 3 أهداف في التصفيات الآسيوية المشتركة. ومنذر من اللاعبين الأقوياء الذي يتوقع له أن يكون أحد نجوم “خليجي 24”، لاسيما وأن منتخب بلاده هو حامل اللقب ويطمح للمنافسة على الفوز باللقب الثالث في تاريخه.

وتضم تشكيلة المنتخب الإماراتي العديد من الأسماء المتميزة والقوية، ويظل الهداف على مبخوت هو الأبرز والمتوقع توهجه في “خليجي 24”. فمبخوت لاعب قوي ويستطيع أن يسجّل من أنصاف الفرص، وهو يعيش حاليا فترة من التألق مع منتخب بلاده ويقوده بثبات في التصفيات الآسيوية المشتركة وسجل معه فيها 4 أهداف.

وقبل خمس سنوات فقط، توّج مبخوت هدافا لخليجي 22 مسجلا خمسة أهداف لفريقه. وبعدها بأسابيع قليلة، فرض مبخوت نفسه نجما لبطولة كأس آسيا 2015 بأستراليا مسجّلا خمسة أهداف. ومع إقامة البطولة الآسيوية الماضية في الإمارات مطلع العام الحالي، سجّل مبخوت خمسة أهداف لفريقه أيضا ولكنه لم يقدّم المتوقع منه ليخرج الفريق من المربع الذهبي للبطولة التي استضافتها بلاده. وربما ساهم في هذا غياب شريكيه السابقين في تهديد دفاع المنافسين، حيث غاب عمر عبدالرحمن (عموري) للإصابة فيما شارك أحمد خليل كلاعب بديل في ظل الإصابات التي تعرض لها في الفترة الماضية.

ومع وجود أحمد خليل إلى جانب مبخوت في قائمة الفريق بخليجي 24 والحرص الشديد من المنتخب الإماراتي (الأبيض) على تقديم بطولة قوية في هذه النسخة وانتزاع اللقب الخليجي الثالث، تبدو الفرصة سانحة أمام مبخوت لترك بصمة أقوى مع الفريق في بطولات الخليج التي اكتسب خبرة كبيرة بها. والحقيقة أن مبخوت قدّم في الشهور القليلة الماضية ما يجعل جماهير الأبيض تعلّق عليه آمالا عريضة في خليجي 24.