إصلاح الأوطان يبدأ بإصلاح الأذهان، وفي أحوالنا الآن فإن إصلاح الأذهان يعني بالأولى والأساس إصلاح الأديان. لماذا؟ لأن الخطاب الديني عندنا مهيمن على معظم مناحي الحياة.

الزمان نهر جارف، لا أحد يعرف مصبّه الأخير، لكننا نعرف قاعدة أساسية: السباحة إلى الخلف تعني موتاً قبل الممات.

بدل أن يفلح الإسلام الإخواني في احتواء الإسلام التكفيري وقع العكس، إذ أن الإسلام التكفيري هو الذي ابتلع الإخوان.

حين نطلق العنان لحناجرنا ونصرخ من شدّة الغضب فإننا لا نريد أن نسمع سوى صوت واحد هو صوتنا.

قرار مجلس الأمن حول سوريا أحدث اختراقا كبيرا وسط جدار سميك مع الإبقاء على عدد من القضايا العالقة، غير أن الدبلوماسية ليست سوى فن تعليق النقاط العالقة.

لعلها بوادر وعي حقوقي جديد يعترف بأنّ الخنثى ليس أمام خيارين إثنين، الذكورة أو الأنوثة، وإنما هو أمام خيار واحد: أن يكون هو هو، وأن يتصالح مع نفسه على هذا الأساس.

أردوغان تدحرج بسرعة قياسية من العلمنة إلى الأخونة إلى الدعشنة. صحيح أنه لا يزال إلى الآن يمثل الرجل الأقوى في تركيا لكن الحقيقة الأخرى أن لكل أجل كتابا.

السخرية سلاح العقل في مواجهة الخرافة والتخلف، لا شك في هذا، إنها السلاح الأكثر فعالية، هذا ما أدركه ومارسه العقلانيون الكبار.

اعتماد المقاومة على الدين، بدعوى أن إسرائيل نفسها دولة قائمة على الدين، وأن رأس الدين لا يقطعه غير سيف الدين، قد يمنح بعض القوة "الانفعالية" لبعض الوقت، لكنه لا يمنحنا أي امتياز في الأخير.

ألسنا نحتاج إلى أشخاص يملكون شهامة أبي دلامة، بحيث يتفرغون لإقناع أمراء الفتن ودعاة الجحيم بأن هناك ما هو أجل وأجمل من أن نقاتل من أجل أساطير الآخرين؟

كثيرون يعرفون الصراع بين الفلسفة والدين، بين العقل والنقل، لكن حين يتعلق الأمر بمسائل الحب والمرأة والجسد والحياة فإن التناقض المحوري حاصل.

كيف يمكن للدولة الفرنسية بأجهزتها التعليمية والإعلامية أن تساهم في بناء هذا الإسلام الفرنسي، في الوقت الذي تمنعها القوانين ويمنعها الدستور من التدخل في الأديان.

الإنسان عندنا كائن يئنّ تحت وطأة الشعور الوسواسي بالظلم والغدر والاحتقار، إنه كائن مظلوم في كل أحواله.

تساهل العالم مع التمويل الذي حظي به تنظيم "الدولة الإسلامية" من دول عربية وإسلامية معروفة، وتغاضى عن الخطاب الطائفي الذي أجّج الهمجية التكفيرية عبر مختلف وسائل الإعلام.

المعركة المفصلية ضدّ الرّعب التكفيري تقتضي عدم الوقوع في فخ الخوف، ذلك الخوف الذي يتوقع منه ناشر الرّعب أن يشل قدرة الناس على المقاومة، فيستسلمون لمنبع الرّعب في الأخير.

ميزة الحداثة السياسية أنها استخلصت الدرس واستنتجت في الأخير أن السلطة ليست فقط قابلة للإفساد بل قد تصبح بفعل انغلاقها قوة لتجميد الحياة وإفساد الإنسان.

ليس مستغربا أن يكون النسر رمزا للحياة عند نيتشه، بل رمزا لإرادة الحياة التي بوجودها ترتقي المجتمعات وتصعد الحضارات.