سدّ أليسو التركي يهدد العراق بالعطش

إسطنبول - باشرت السلطات التركية تعبئة سد مبني على نهر دجلة بالمياه ما يثير قلق العراق الذي يعبره النهر نفسه ويشكّل مصدرا رئيسيا للمياه التي يستخدمها للشرب والري والصناعة.
ويلتقي القلق العراقي مع قلق علماء وناشطين أتراك مهتمين بمجال الآثار كون السدّ سيشكّل بحيرة ضخمة ستغمر مواقع أثرية على مساحات واسعة.
وقال رضوان أيهان المتحدث باسم مجموعة من الناشطين تعارض بناء سد أليسو لتوليد الكهرباء، والواقع في جنوب شرق تركيا لوكالة فرانس برس “لقد سدوا المنافذ داخل السد ومستوى المياه يرتفع”.
ويحاول العراق منذ سنوات التوصّل إل تفاهمات مع تركيا للحفاظ على حصّته المائية في دجلة وتجنّب أزمة جديدة من شأنها أن تعكّر أوضاعه الصعبة أصلا. وكثّف المسؤولون العراقيون من تواصلهم مع نظرائهم الأتراك بشأن هذا الموضوع الحسّاس، لكنّ جهات عراقية تقول إنّ أنقرة تعمل على مساومة بغداد بملف المياه لانتزاع مكاسب عسكرية واقتصادية.
وتكشف صور التقطتها أقمار اصطناعية بين 19 و29 يوليو الماضي أن المياه بدأت بالارتفاع وتتجمع وراء السد.
ويشكل أليسو جزءا أساسيا من “مشروع جنوب شرق الأناضول” الذي يراد منه تطوير الوضع الاقتصادي لهذه المنطقة الفقيرة من تركيا عبر مشاريع ري ضخمة وتوليد كهرباء.
لكن سكانا من المنطقة ومدافعين عن البيئة يعربون عن القلق إزاء تأثير هذا المشروع على البيئة وعلى تراث المنطقة. فالبحيرة الاصطناعية التي ستتشكل ستغمر مدينة حسنكيف التي يعود تاريخها إلى 12 ألف عام.
إلا أن الحكومة ترفض الاعتراضات وتؤكد أن غالبية آثار حسنكيف قد نقلت، كما تم بناء مدينة جديدة لسكانها قرب مكانها الأصلي ستستقبل سكانها الثلاثة آلاف.
وأضاف أيهان “نطالب السلطات بإفراغ السد، فهي لم تبلغ السكان بشيء والأمر مقلق”، موضحا أن بضعة أشهر لازمة قبل أن تغمر المياه مدينة حسنكيف.
ومن جهتها، أعلنت “تنسيقية حسنكيف” التي تعارض مشروع السد أن مستوى المياه بدأ بالارتفاع منذ اسبوعين.
ويتخذ بناء سد أليسو بعدا جيوسياسيا أيضا لأنه يدخل في إطار مفاوضات حساسة بين تركيا والعراق بشأن مياه نهر دجلة. إذ تخشى بغداد أن يؤدي تجمع المياه في السد الى انخفاض كمية مياه دجلة التي تدخل الاراضي العراقية، مع العلم أن العراق يعاني أصلا من نقص في المياه.
ومثّلت قضيّة المياه ذاتها البند الرئيسي على أجندة زيارة مبعوث الرئيس التركي ويسل أر أوغلو، الأربعاء الماضي، إلى العراق ومحادثاته في بغداد مع كبار المسؤولين في الدولة العراقية.