سبايك لي الذي يدعو السود إلى النهوض من غفوتهم

المخرج سبايك لي اتجه في أفلامه إلى موضوعات غير مألوفة بالنسبة إلى الجمهور، فيها قدر من الاستفزاز والتحدي للقوالب الجاهزة في السينما الأميركية.
الجمعة 2018/07/06
سبايك لي سدد ضرباته بمهارة تجمع بين التسلية والإثارة

سبايك لي من مواليد أطلانطا بولاية جورجيا الأميركية عام 1956، درس السينما والتلفزيون في جامعة نيويورك، وحقق شهرة كبيرة عام 1986 مع ظهور فيلمه “يجب أن تنال هذا” وما حققه من صدى جيد عند عرضه في مهرجان كان السينمائي في العام نفسه، فأصبح منذ ذلك الحين من أهم السينمائيين الأميركيين السود.

وفي أفلامه التالية، اتجه سبايك لي إلى موضوعات غير مألوفة بالنسبة إلى الجمهور، فيها قدر من الاستفزاز والتحدي للقوالب الجاهزة في السينما الأميركية، ومن هذه الأفلام “افعل الشيء الصواب” و”موسيقى البلوز المرة” و”حمى الغابة”.

ويعتبر فيلمه “مالكولم إكس” عن الزعيم الأميركي الأسود عام 1993 أحد أكثر الأفلام إثارة للجدل في التسعينات، وقد جاء بعده فيلم “كروكلين” وهو من نوع السيرة الذاتية لشاب أسود في المجتمع الأميركي، ولكن من خلال عيني فتاة. وإلى جانب الأفلام التي أخرجها، أخرج لي الكثير من أفلام الفيديو الموسيقية التي أعاد فيها إلقاء الضوء على نجوم الموسيقى السود، كما صنع أفلام الإعلانات التلفزيونية، وألف خمسة كتب منها كتاب عن تجربته في إخراج فيلم “مالكولم إكس”.

وسبايك لي في أفلامه يرى ضرورة أن يدرك الأميركيون السود وضعيتهم الاجتماعية وتميزهم الثقافي في المجتمع الأميركي، وهي دعوة تصل في أحد أفلامه إلى حد أنه يجعل إحدى شخصيات فيلمه تصرخ “استيقظوا فقد استغرقتم في النوم لمدة أربعمئة سنة”.

ويصوّر لي أفلامه عادة، باستخدام ممثلين من السود ومن البيض على حد السواء، ولكن هناك الكثير من الاتهامات التي توجهها الصحافة الأميركية إليه بالتعصب العرقي، بل وتصل إلى حد اتهامه بالعنصرية المضادة، أي معاداة البيض، بسبب تصريحاته الصحافية المتشددة التي يستخدم فيها ألفاظا قاسية في معرض حديثه عن التفرقة العنصرية والسخرية من المؤسسة والمجتمع الأميركي.

16