سابك في شراكة مع مايكروسوفت لتصنيع تجهيزات مُعاد تدويرها

الشركة السعودية وعملاق وادي السيليكون تمكنا من ابتكار أول منتج هيكله الخارجي يحتوي على 20 في المئة من البلاستيك المعاد تدويره.
الثلاثاء 2021/09/28
مواد أكثر استدامة

الرياض - عززت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) من خطواتها نحو ترسيخ الاقتصاد الدائري من خلال شراكتها مع عملاق وادي السيليكون مايكروسوفت لتصنيع تجهيزات معاد تدويرها.

وتعاونت سابك مع شركة التكنولوجيا الأميركية لتصنيع أول منتج استهلاكي إلكتروني عبارة عن فأرة للكمبيوتر بهيكل خارجي يحتوي على 20 في المئة من البلاستيك المعاد تدويره من المحيطات والمجاري المائية التي تصب فيها، وذلك في إطار التوجه الجديد نحو إنتاج صناعات حديثة تعنى بالبيئة والاستدامة.

ويأتي التعاون ضمن جهود سابك في تحقيق الريادة بين الشركات الصناعية من حيث تطوير المواد البلاستيكية من نفايات البلاستيك التي تتراكم في المحيطات.

وتشكل هذه المواد جزءا من باقة منتجات وخدمات (تروسيركل) التي تضم ابتكارات الشركة القائمة على مفهوم الاقتصاد الدائري، التي تمد زبائن الشركة والمستهلكين النهائيين بمواد أكثر استدامة تضمن لهم الثقة بشراء منتجات تمت إعادة تدويرها وإنتاجها بطريقة يمكن أن تساعد في حماية الكوكب.

وأوضح مدير عام البلاستيكيات الحرارية الهندسية وحلول التسويق في سابك عبدالله العتيبي أن هذا الحل يمثل نجاحاً للشركة في التغلب على تحديات إعادة تدوير بلاستيك المحيطات الذي يفقد العديد من خصائصه الأصلية بسبب تعرضه لأشعة الشمس والمياه.

ونسبت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إلى العتيبي قوله إن “التعاون مع مايكروسوفت يمثل تطورا كبيرا في إعادة تدوير البلاستيك واستخدامه لتصنيع منتجات إلكترونية استهلاكية عالية الجودة تلبي توقعات الأداء العالي لدى عملاق التقنية، وتؤدي في الوقت ذاته دورًا في تنظيف محيطات العالم”.

البلاستيك الذي طورته سابك نجح في أن يشكل 20 في المئة من إجمالي مادة تصنيع الهيكل الخارجي للمنتج

وعمل التقنيون المختصون في سابك مع فريق التصميم في مايكروسوفت لتحديد سمات مادة الراتنج البلاستيكي معاد التدوير الذي ترغب الشركة التقنية في استخدامه.

وأثمر ذلك التعاون التوصل إلى مادة تلبي متطلبات الجودة التي حددتها مايكروسوفت، ونجح البلاستيك الذي طورته سابك في أن يشكل 20 في المئة من إجمالي مادة تصنيع الهيكل الخارجي للمنتج، في الوقت الذي كان الهدف المحدد هو 10 في المئة فقط.

وتنوي سابك تطوير نوع جديد من راتنج زينوي الذي سيكون أحد مركبات مادة التصنيع الجديدة، وسيتم تقديمه ضمن باقة منتجات وخدمات (تروسيركل) من الشركة السعودية ليتم استخدامها في منتجات مايكروسوفت.

وسيشكل البلاستيك المعاد تدويره من المحيطات ما نسبته 20 في المئة من هذا الراتنج الذي من المتوقع أن يسهم كل ألف طن منه في إزالة 24 مليون زجاجة مياه بلاستيكية سعة 0.5 لتر من المحيطات والمجاري المائية التي تصب فيها أو الشواطئ القريبة منها.

ويقول مدير عام الاستدامة في سابك فرانك كويجبيرز إن هذه الإضافة تعدّ نتيجة إيجابية للتوسع في إقامة علاقات التعاون عبر سلسلة القيمة، والعمل على توفير قيمة جديدة من البلاستيك المستعمل، من خلال ابتكار مواد أكثر استدامة.

وأكد أن الشركة، التي تملك أرامكو معظم أسهمها، لديها اهتمام كبير بمواصلة ابتكار وسائل لتحويل المواد التي يصعب إعادة تدويرها إلى منتجات يمكنها تلبية متطلبات الجودة العالية.

وتستهدف السعودية تنويع مواردها وخفض انبعاثاتها الكربونية انسجاما مع “رؤية 2030” التي يقودها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان منذ أن أعلن عنها في أبريل 2016.

وكانت سابك قد أطلقت في العام 2019 باقة منتجاتها وخدماتها (تروسيركل) للمساعدة في تزويد الزبائن بحلول أكثر استدامة ومساندة الجهود لإتمام دورة التعامل مع النفايات البلاستيكية، ومنع البلاستيك المستعمل من التحول إلى نفايات.

ويتضمن البرنامج تصاميم مخصصة لإعادة التدوير ومنتجات متجددة معتمدة من مواد لقيم حيوية ومنتجات مُعاد تدويرها ميكانيكيا.

وتقول سابك إن المحاولات الأولى لإدخال هذه المنتجات إلى السوقين المحلية والدولية حظيت بقبول وطلب غير مسبوقين من قبل الشركات التي تبحث عن حلول مجدية اقتصاديا وبيئيا.

11