زينة عيد الحب تضفي على المنزل أجواء رومانسية تغني عن السهرات

تزيين البيت يتجاوز مجرد المنظر الجميل إلى التعبير عن المشاعر.
الأحد 2021/02/14
لمسات صغيرة ذات معان كبيرة

تعتبر الأجواء الرومانسية من أهم مقومات الاحتفال بعيد الحب، وبما أن معظم الأزواج يخططون للاحتفال به في المنزل، فقد قدم خبراء الديكور مجموعة من الأفكار لتزيين المنزل حتى تضفي جوّا من الرومانسية على أجوائه وتشعر الأزواج بالفرح والسعادة في هذه المناسبة.

لندن – ليس هناك طريقة لاستقبال عيد الحب (الفالانتين)، أفضل من تزيين المنزل بإكسسوارات وديكورات مميزة، تضفي جوا من الرومانسية والشاعرية على أجوائه وتشعر الأزواج بفرحة هذه المناسبة، رغم صعوبة أجواء الحجر وغياب فسح التغيير والمرح خارج المنزل.

وللمرة الثانية على التوالي يتزامن عيد الحب مع تشديد القيود بسبب انتشار وباء كورونا، الأمر الذي يعني بالنسبة إلى الكثيرين أن قرار ملازمة المنزل لم يعد اختياريا.

وأصبح تجنب الاحتكاك المباشر بين الأشخاص، واتخاذ تدابير وقائية من خلال ارتداء الكمامات، أو ملابس وقائية خاصة، سمة سيطرت على العديد من المظاهر الاجتماعية حول العالم خاصة في البلدان التي ارتفعت فيها حالات الإصابة بالفايروس والوفيات.

عدم التعبير عن المشاعر

يطالب العلماء والأطباء سكان العالم بتجنب التقبيل والعناق خلال احتفالات عيد العشاق (الفالانتين)، تجنبا للمزيد من الضحايا.

بعض التغييرات البسيطة على المنزل يمكن أن تشعر الأزواج بأن علاقاتهم قوية ومتماسكة، وأنهم أقرب إلى بعضهم البعض أكثر من أي وقت مضى

وبينما يعتبر البعض أن كورونا قد قضى على آمال الرومانسيين، بسبب ظاهرة “الحجر” إلا أن الكثيرين يؤمنون بأن الحب يمكن أن يخرج منتصرا في معظم الأحيان.

ونصح الكاتب الأميركي جريجوري جوديك مؤلف كتاب “عشرة آلاف طريقة لقول أحبك”، الرجال بأن يكونوا أكثر رومانسية مع زوجاتهم.

وقال في هذا الصدد “إن الحياة أصبحت صعبة جدا بسبب التغييرات التكنولوجية السريعة من حولنا، ولذلك علينا قبل أن تجف مشاعرنا نتيجة تعاملنا الدائم مع الأجهزة أن نتذكر أننا بشر ولدينا أحاسيس وعواطف، ومن المهم أن ننتشل تعابيرنا الرومانسية من الضياع في زحام الحياة”.

كما كشفت العديد من الأبحاث التي سلطت الضوء على أسباب الطلاق أن من أهم أسباب تدمير العلاقة الزوجية هي إهمال التعبير عن المشاعر وعدم قول كلمات معبرة عن الحب تكون واضحة وصريحة بين الزوجين.

وقالت الشابة التونسية حنان خزري، “لا أعتقد أن الحب يمكن أن يموت أو يضعف أو يختفي، لكن طرق التعبير عن الحب تراجعت بين الناس، ومن المهم أن يسعى جميع الناس لا العشاق فحسب، إلى محاولة التعبير عن مشاعرهم بعبارات الحب أو مبادرات بسيطة تنمّ عن الامتنان والمودة، وتكشف عن مشاعرهم نحو غيرهم وتبث فيهم الفرحة والثقة وراحة البال والاطمئنان”.

وأضافت “ربما لا يعير الكثيرون أي اهتمام لبيئة المنزل ولكنني أعتقد أنها تلعب دورا أساسيا في إشاعة السعادة بين أفراد الأسرة وجعلهم أكثر مرونة، ومن المهم أن يكون المنزل جميلا حتى يخلق لسكانه مساحة للابتهاج والأمل”.

يبدو أنه رغم المحن والأزمات التي يعانيها الناس بسبب الوباء، فإن ذلك لم يمنع البعض من التخطيط لإقامة مآدب عديدة وحفلات صغيرة داخل منازلهم، بعد أن كانوا في السابق يسهرون في أفخم الفنادق والمطاعم للاحتفال بهذه المناسبة، وقد تكون مثل هذه الخطط البديلة أكثر راحة ودفئا من الخطط الأصلية.

ويمكن أحيانا لتغييرات بسيطة على المنزل أن تشعر الأزواج بأن علاقاتهم قوية ومتماسكة، وأنهم أقرب إلى بعضهم البعض أكثر من أي وقت مضى.

ألوان الحب

 إضفاء أجواء من الانسجام والرومانسية
إضفاء أجواء من الانسجام والرومانسية

يقدم خبراء الديكور مجموعة من الأفكار لتزيين المنزل تتناسب مع أجواء عيد الحب، ولا يشترط أن يكون تنفيذها مكلفا أو مرهقا، وإنما يمكن من خلال بعض اللمسات المبتكرة وغير التقليدية تصميم ديكورات جذابة بأبسط التكاليف.

وعندما يتعلق الأمر بعيد الحب، فهذا يعني ضرورة اختيار الأضواء والأشكال والأحجام والألوان التي تتوافق مع هذه المناسبة، نظرا إلى ما لهذه التفاصيل البسيطة من ميزات وتأثيرات، تتجاوز مجرّد إضفاء الجمالية على المنزل وفضاءاته، لتؤثر في نفسية سكانه ومشاعرهم، لكن ليس بالضرورة أن يطغى على المنزل اللون الأحمر، فهناك عدة ألوانا أخرى مثل الذهبي والمخملي، أو مزيح ما بين الأحمر والأبيض، كما يمكن أن تأخذ الوسائد والمفارش والأثاث نفس ألوان دهانات الغرفة حتى تتناسب معها، وتضفي شيئا من الرومانسية والأناقة على المنزل وتكسر الملل والتكرار.

ويقدم خبراء الديكور مجموعة متنوعة من أجمل الإكسسوارات، التي تساهم في إضفاء أجواء من الانسجام والرومانسية على مختلف المساحات المنزلية.

ويتم تصنيع هذه الإكسسوارات بحرفية عالية تعكس تميّز مصمميها ومدى اعتنائهم بأدق التفاصيل، التي تنشر مزيجا من السحر والجمال في جميع أرجاء المنزل إضافة إلى الاستخدامات المتعددة لهذه القطع، التي تُظهر أعلى درجات الحرفية والإبداع.

وأثبتت الأبحاث أن التنسيق الداخلي للمنزل قادر على تغيير المزاج، بل له مفعول السحر في تبديد الكآبة وإشاعة جوّ من الودّ والألفة بين أفراد الأسرة، وأهم شيء يجب التركيز عليه هو حسن اختيار الألوان الخاصة بغرفة المعيشة، وأيضا عدد الوسائد التي يجب وضعها على الأريكة، لخلق جو يمكّن أفراد الأسرة من الشعور بالراحة والتفاعل الإيجابي مع بعضهم البعض والإحساس بقيمتهم.

المرأة مثل العصفورة

انتشال تعابيرنا الرومانسية من الضياع في زحام الحياة
انتشال تعابيرنا الرومانسية من الضياع في زحام الحياة

بينما شبهت دراسة بريطانية المرأة بالعصفورة في اهتمامها بديكور المنزل واختيار الأثاث له بعناية، “تماما كما تختار الطيور أفضل الخامات لبناء أعشاشها”، فيما يركز الرجل على السعر والمظهر الخارجي.

وقال أندريه كوبيتز، الخبير في مجلس تصميمات الشكل بفرانكفورت “لا يوجد دليل يثبت اختلاف الذوق بين الرجال والنساء، ولكن المرأة تشتري عادة الأثاث وفقا لاحتياجاتها، أما الرجال فينظرون إلى المظهر الخارجي للأثاث، ويميلون إلى شراء قطع الأثاث التقليدية مثل الأريكة والمقعد وغيرهما”.

وأضاف “النساء يتمتعن بقدرة أكبر على إعطاء مظهر جديد للغرف من خلال تغيير أماكن بعض الأشياء، فهن دائما ينظرن إلى منازلهن على أنها متكاملة ويسألن أنفسهن: ماذا لدينا وماذا يناسبنا؟”.

وفي تفسير أسباب افتقار الرجال للخبرة في هذا المجال أوضح كوبيتز “يوجد بكل مجلة للمرأة قسم لأثاث وتصميمات المنازل، ولا يوجد شيء كهذا في المجلات الرجالية، كما لا يملك الرجال الخبرة الكافية ليتخذوا على أساسها قرارا سليما”.

خبراء:

سياسة التسويق هي التي تفرض اختلاف أسلوب الحياة بين ما تفضله المرأة وما يحبذه الرجل

وأشار إلى أن المرأة لا تهتم بامتلاك أريكة أو مقعد له 25 وظيفة تقنية بل تفضل شراء أريكة يمكن استخدامها أمام التلفزيون وفي غرفة النوم.

ورجح أن اختلاف الأذواق يرجع إلى وجود فروق بين الأشخاص بشكل عام وليس بين الرجل والمرأة تحديدا، مشيرا إلى أن سياسة التسويق هي التي تفرض اختلاف أسلوب الحياة بين ما تفضله المرأة وما يحبذه الرجل.

وأشارت آن يونج من شركة يونج فرومبرجر الاستشارية الألمانية إلى أن “الرجال في الغالب يفتقرون إلى المهارة في شراء الأثاث”، فهم من وجهة نظرها “يميلون إلى شراء الطراز المعروف ليظهروا أمام أصدقائهم على أن لديهم خبرة في تصميمات الأثاث”.

وقالت “بمجرد دخول الأثاث الجديد إلى المنزل لا يهتم الرجال بترتيبه، ولكن الأمر مختلف بالنسبة إلى النساء، فهن يغيرن أماكن قطع الأثاث أكثر من مرة من أجل إدخال البهجة على المنزل”.

وأكدت أن “القرار عندما يترك للمرأة، فهي تلجأ إلى اختيار الألوان والتصميمات الجديدة”.

وتقول أرسولا جيسمان الخبيرة برابطة الأثاث الألمانية إنه “عندما يخطط الزوجان لشراء أثاث المنزل يبدي الرجل تحمسا أكبر، ولكن عندما يصل الأمر إلى الشراء عادة ما يترك القرار للمرأة”.

ومن جانبة أوضح هورست سيب الخبير برابطة مهندسي الديكور المبدعين بألمانيا أن “للمرأة الكلمة العليا في ما يتعلق بغرفة النوم، بينما يمكن أن يتخذ الرجل القرار بشأن أماكن أخرى من المنزل مثل الصالون”.

21