روني الطرابلسي التونسي المختلف

الذئاب المنفردة ما تزال تستهدف مدنا عالمية معروفة سواء بخلفية إرهابية أو بعمليات قتل وانتقام عبثية.
الخميس 2023/05/11
الطرابلسي.. صورة حقيقية عن التونسي الذي يتمثل الاختلاف والتنوع

خرج وزير السياحة التونسي السابق روني الطرابلسي ليفسر لمختلف وسائل الإعلام ما جرى في مدينة جربة (جنوب شرق) على هامش الحج اليهودي إلى كنيس الغريبة التاريخي بالمدينة.

تحدث الرجل في أكثر من وسيلة إعلامية محلية وخارجية كمسؤول في قلب الدولة وصاحب مصلحة في نجاح الموسم الديني والسياحي الأكثر شهرة، ولم يتحدث كيهودي.. سعى للتهدئة والطمأنة وليس إلى التهويل، وهو يعرف أن كل كلمة لها وزنها ومفعولها بالسلب والإيجاب.

وعلى عكس تعاطي وسائل إعلام محلية احترفت التهويل، فإن الوزير السابق قال إن ما جرى ليس كارثة وحاول عقلنة الأمر، مشيرا إلى أن الذئاب المنفردة ما تزال تستهدف مدنا عالمية معروفة سواء بخلفية إرهابية، أو بعمليات قتل وانتقام عبثية.

وتحدث عن اتصالات إعلامية جرت معه، وأنه حرص على تأكيد أن الهجوم الذي استهدف عناصر أمنية وبعض الزوار كان حدثا معزولا وهامشيا ولا يخيف، فقط يدعو إلى الحذر والوحدة، وتحدي محاولة الإرباك التي حصلت، وحث التونسيين على التمسك بالحياة والعمل لهزيمة من يهدد مصالحهم.

كلام روني الطرابلسي مهم أكثر من أي تصريح آخر، لأن الرجل هو ابن قطاع السياحة وأحد الفاعلين والمؤثرين فيه، وأحد رعاة الحج الذي يجري في المدينة سنويا، ويحرص التونسيون على إنجاحه ساسة ومواطنين بمختلف أديانهم، وهو رمز للتنوع الديني والثقافي، وعلامة على التسامح الذي تتسم به البلاد عبر تاريخها.

قطع الطرابلسي الطريق على محاولات الاستثمار والتوظيف في الداخل والخارج، خاصة في بعض وسائل الإعلام الغربية التي تمسك بأي تفصيل صغير عن تونس وتنفخ فيه نفخا طويلا، مع أن العالم كله يشهد أحداثا مشابهة يوميا وأحيانا أكثر في قائمة الضحايا ويتم التعامل معها على أنها حوادث عارضة وتنقل تفاصيلها كخبر صغير وعابر.

نجح الطرابلسي في طمأنة شركات السياحة التي لديه خبرات طويلة في التعامل معها، ونجح في طمأنة زوار الغريبة وحجيجها، تماما مثلما طمأنهم التحرك الأمني السريع لتطويق الحادثة.

وهؤلاء الزوار مهمون في نقل خطاب الطمأنة أو التخويف، ووجودهم حساس ويرتبط عادة بالتغطيات السريعة والتأويلات والتلبيس في الإعلام الغربي، ومحاولات ربطه بتطورات أخرى في الشرق الأوسط.

وبفضل هذا الخطاب الهادئ، أشارت الأنباء الأولية إلى أن ردة فعل شركات السياحة فيها تفهم وتأنّ، وأن الحجوزات لم تتأثر بالتخويف الذي تلجأ إليه بعض وسائل الإعلام التونسية حين تنظر إلى الموضوع كملف داخلي معزول عن العالم وتبحث فيه عن تسجيل النقاط أكثر من الطمأنة والتفاؤل الذي تحتاجه البلاد قبل السياح والحجاج اليهود.

روني الطرابلسي صورة حقيقية عن التونسي الذي يتمثل الاختلاف والتنوع ويجعلهما ضمانة نجاح وليس وسيلة هدم.

18