روسيا تستفز الناتو مع قرب نشر منظومة أس-500

موسكو تقترب من إنهاء التجارب الخاصة بمنظومة أس-500 التي يتوقع أن تكون محور صراع جديد مع حلف شمال الأطلسي.
الجمعة 2020/03/27
سلاح حديث

موسكو – اعتبر خبراء عسكريون أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية أس400- من بين أخطر الأسلحة، لكن موسكو تقترب من إنهاء التجارب الخاصة بمنظومة أس-500 الجديدة، التي يتوقع أن تكون محور صراع جديد مع حلف شمال الأطلسي (ناتو).

ويمثل الجهد الذي تبذله روسيا من أجل تحديث ترسانتها العسكرية برهانا مهما بالنسبة للولايات المتحدة على أن لها أجندة توسعية وتستعد لشن حرب ضد “أعدائها” في أي لحظة.

ويلاحظ المراقبون عودة الخطاب التسليحي بقوة إلى ملف إعادة تنظيم وترتيب العلاقات بين أقوى قوتين نوويتين على وجه الأرض.

ويرى عسكريون أن المنظومة الجديدة، التي اختبرها الجيش الروسي في سوريا العام الماضي، هي محاولة لإظهار مدى قدرة موسكو على أن تكون لاعبا رئيسيا في سباق التسلح، في ظل مساعيها المستفزة للناتو.

المنظومة الروسية أس-500 قادرة على إسقاط مقاتلات أف35-، التي أنفقت واشنطن المليارات من الدولارات لتطويرها

وأعلنت الشركة المصنعة لمنظومة أس500-، الخميس، أن الاختبارات الخاصة لبعض أنواع صواريخ المنظومة الجديدة “قد شارفت على الانتهاء”.

وأضاف أن “المختصين قاموا بالعمل على تطوير أحدث جيل من نظام الصواريخ المضادة للطائرات تريامفاتور-أم، حيث تم إجراء الاختبارات وإكمالها لوحدات نظام الصواريخ المضادة للطائرات، والتي ضمت قاذفة ومكونات الرادار متعدد الوظائف ونظام الدفاع الصاروخي”.

وكان مدير ألماز أنتي بافل سوزينوف، قد أعلن في وقت سابق هذا العام أن “منظومة أس500- قادرة على إصابة أهداف على بعد المئات من الكيلومترات عن الأرض”.

وتحدثت تقارير أميركية عن أن مد صواريخ هذه المنظومة يصل إلى 600 كلم، وأن زمن التعامل مع أي تهديد يستغرق أقل من أربع ثوان.

وأشارت إلى أن ذلك يعني أن مداها زاد بنحو مئتي كلم عن منظومة أس400-، كما أنها ستكون أسرع بمقدار 6 ثوان.

سباق نحو التسلح
سباق نحو التسلح

وتدفع المخاوف الغربية من احتمال توسع روسي في الشرق الأوسط إلى اتهام الناتو موسكو بالعمل على إثارة سباق للتسلح، خصوصا مع نشر جيشها لهذه المنظومة المتطورة في سوريا.

وكان تقرير لمجلة ناشيونال إنترست الأميركية، قد أشار في وقت سابق إلى أن المنظومة الروسية أس500-، ستكون قادرة على إسقاط مقاتلات أف35- الأميركية، التي أنفقت الولايات المتحدة المليارات من الدولارات من أجل تطويرها.

وتعتبر واشنطن أن مقاتلاتها الأكثر تطورا بين ترسانتها العسكرية الهائلة، والتي تمتلك قدرات شبحية، رأس الحربة، في قوتها الجوية مستقبلا.

ورغم الكشف عن منظومة أس500-، التي توصف بـ”الرصاصة الفضية”، والحديث عن دخول أول وحدات منها للخدمة، إلا أنه ما زال الكثير من مواصفاتها محاطة بالسرية.

وقد تم اكتشاف بعض الثغرات خلال اختبار منظومة أس500- في سوريا،  ما دفع بموسكو إلى الإسراع بالعمل على حل تلك الثغرات. وتفنّد خطوة تطوير منظومة أس500- المزاعم الروسية بأن موسكو لا تريد إثارة القوى الكبرى بخططها المتعلقة بالتصنيع العسكري.

ولطالما أكد الرئيس فلاديمير بوتين أن بلاده لا تنوي الانجرار لسباق تسلح كما يعتقد البعض، في إشارة إلى الغرب بقيادة الولايات المتحدة تحت مظلة حلف الناتو، لكنه أوضح أن روسيا عليها أن تعوض ما فاتها.

5