روسيا القلقة من توجهات إدارة بايدن في سوريا تتحرك لنزع فتيل توتر بين الأكراد والأسد

اتفاق بين القوات الروسية و"قسد" لفك الحصار على مركز الحسكة في خطوة يراها مراقبون بأنها سعي روسي لتجنب أي اهتزاز حاليا في شمال شرق سوريا.
الأربعاء 2021/02/03
الحياة تعود إلى طبيعتها في الحسكة

 دمشق - نجحت القوات الروسية في التوصل إلى اتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد” لفك الحصار على مركز مدينة الحسكة الذي يضم دوائر تابعة للحكومة السورية وأحياء في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا الثلاثاء.

وشهدت محافظة الحسكة في الفترة الأخيرة توترا كبيرا بين النظام السوري وقسد على خلفية حصار فرضته الأخيرة على مواقع ومناطق موالية للرئيس بشار الأسد.

ولا يعرف ما إذا كان الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين روسيا وقسد التي تقودها وحدات حماية الشعب، قد شمل رفع الحصار الذي فرضه النظام على مناطق وأحياء ذات غالبية كردية في محافظة حلب.

وكانت روسيا قد بذلت جهودا حثيثة على مدار الأيام الماضية لنزع فتيل توتر لو تفجر لأدى إلى خلط الأوراق في المنطقة.

غسان خليل: الحصار الذي تفرضه قسد على بعض الأحياء في القامشلي بدأ فكه
غسان خليل: الحصار الذي تفرضه قسد على بعض الأحياء في القامشلي بدأ فكه

وقال محافظ الحسكة، اللواء غسان خليل، في تصريح صحافي الثلاثاء “بدأ فك الحصار الذي تفرضه ميليشيا ‘قسد’ عن بعض الأحياء في مدينة القامشلي، وننتظر خلال الساعات القادمة فكه عن مدينة الحسكة وباقي مناطق القامشلي ودخول الوقود والطحين”.

من جهتها أعلنت قوات الأمن الداخلي الكردية “الأسايش” في بيان لها أنه تم فك الحصار عن مناطق تواجد النظام السوري في مدينتي القامشلي والحسكة، والسماح بدخول كافة المواد الأساسية إليها.

وذكر سكان في مدينة القامشلي “أن قوات الأسايش أزالت الحواجز التي وضعتها في وسط مدينة القامشلي وحيي طي وحلكو وسمحت بدخول وخروج السيارات.

وقالت القيادة العامة لقوى الأمن الداخلي التابعة لـ”قسد” في بيانها إنه “التزاما بالحفاظ على دماء السوريين، أطلقت بادرة حسن نية لتخفيف التوتر الذي تسببه القوات التابعة لحكومة دمشق في مدينتي القامشلي والحسكة في شمال وشرق سوريا”.

وأضاف البيان “شهدت مدينتا القامشلي والحسكة خلال الفترة الماضية حالات توتر أمني خلقتها قوات النظام السوري، في محاولة لضرب الاستقرار في مناطقنا الذي نتج عن التآخي بين كافة المكونات”.

وأوضح “أننا في قوى الأمن الداخلي ملتزمون بوحدة الدم السوري ونعمل على إنهاء حالة التوتر التي تخلقها قوات النظام السوري، وكبادرة حسن نية حفاظاً على وحدة التراب والأرض السورية وحفظ دماء السوريين، فإننا نؤكد عودة الحياة الطبيعية والسماح بدخول كافة المواد إلى مناطق تواجد قوات النظام السوري في مدينتي القامشلي والحسكة”.

وفرضت قوات “قسد” حصارا منذ بداية الشهر الماضي على حيي طي وحلكو اللذين يعيش فيهما مواطنون عرب، إضافة إلى فرض حصار منذ 20 يوما على المربع الأمني في مدينة الحسكة التي شهدت الأحد وقفة احتجاجية شارك فيها المئات وقتل خلالها شخص وأصيب أربعة لدى اقترابهم من أحد الحواجز التي تفرضها قسد.

ويرى مراقبون أن روسيا لا تريد أي اهتزاز حاليا للوضع القائم في شمال شرق سوريا، من شأنه أن يؤدي إلى صراع جديد هي في غنى عنه، خصوصا مع الإدارة الأميركية الحالية التي أعلنت مؤخرا عن حرصها على الحفاظ على قوات قسد كشريك أساسي وثابت لها في المعادلة السورية.

2