روائي بريطاني يدعو إلى "ثورة السادة المحترمين"

لندن – عن عمر يناهز الـ88 عاما نشر الروائي البريطاني الشهير جون لو كاري، مؤخرا، وهو الكاتب المتميز في قصص الجريمة والإثارة البوليسية ومؤامرات الجاسوسية، أحدث أعماله بعنوان “رجل محترم”.
وتعتبر رواية “رجل محترم” الخامسة والعشرين في مشوار لو كاري الأدبي، وهي في المجمل لا تخرج عن الخط السردي الذي يتميز به الكاتب، من قصص أجهزة الاستخبارات المليئة بخيوط شبكات التجسس، إلا أن الموضوع الرئيسي أو معضلة حبكة العمل يدور حول فكرة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكست” كخلفية للأحداث. وبمناسبة نشر العمل، تحدث لو كاري عن جانب مهم في هذا السياق، وهو مقاومة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ودور ألمانيا في أوروبا والفرص الضائعة عقب انتهاء الحرب الباردة.
ينقل الكتاب الجديد لجون لو كاري فكرة للقارئ مفادها أن خلاصنا لن يتم إلا بثورة، “تمرد السادة المحترمين”، ويقول الكاتب إنه مقتنع بذلك. مضيفا “مع ذلك فإن المشكلة في
وضعنا الحالي في المملكة المتحدة، تكمن في أن ‘الناس المحترمين‘ ليست لديهم شخصية قائدة بارزة، يستطيعون من خلالها أن تكون أصواتهم مسموعة. الأمل في أوروبا، وفي الولايات المتحدة بالتأكيد. ستترك الحماقة المطلقة لتصرفات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أثرا بعيد المدى. أعتقد أنه سيعاد انتخابه، وهذا سيكون بمثابة كابوس. وإذا تخاذل الاتحاد الأوروبي وأظهر ضعفا، سيظل بوريس جونسون جاثما على صدر بريطانيا لثماني سنوات، كرئيس حكومة”.
وإن كان يرى أي بادرة على تمرد الناس أو العكس يقول لو كاري “نحن نميل أكثر إلى الانعزال والنأي بأنفسنا وتجاهل أننا جزء من كارثة كونية، وهي الكارثة البيئية. يحاول كل منا إقناع نفسه بأن الأفضل أن ينشغل بأموره الشخصية فقط. في الوقت نفسه، ألاحظ أنه بالرغم من كل المساوئ، تقاربنا من بعضنا البعض وكأننا أسرة واحدة”.
ونذكر أن ديفيد جون مور كورنويل، المعروف باسم شهرة أدبي (مستعار)، جون لو كاري، من مواليد عام 1931، في كنف أسرة غلبت عليها سيطرة أب غريب الأطوار. ويصف الكاتب بنفسه والده بـ”المحتال المحترف، نصاب أسطوري عاش متورطا في مشاريع محفوفة بالمخاطر وإخفاء نفسه عن دائنيه وحتى عن الشرطة“.
ويعرب الروائي البالغ من العمر 88 عاما عن قناعته بأن طفولته أرست الأساس لحياته الأخيرة كعميل سري وكاتب. بعد الشهرة العالمية التي حصل عليها عن روايته “الجاسوس الذي خرج من البرد”، تخلى لو كاري عن حياته المهنية كعميل في جهاز المخابرات في أوائل الستينات من القرن الماضي.