داعش يحاول تجاوز صدمة البغدادي بتبني تفجيرات مالي

مقتل 53 جنديا ماليا وآخر فرنسيا في هجومين منفصلين يثير تساؤلات حول قدرة التحرّك لدى الجيش المالي وسيطرته على الوضع في إينديليمان.
الاثنين 2019/11/04
مخاوف من عودة داعش بقوة إلى الساحة

باماكو – تبنى تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي، الأحد، الهجوم الذي استهدف جنودا ماليين وفرنسيين شمال شرقي البلاد والذي أوقع 53 جنديا ماليا وآخر فرنسيا.

وأدّى انفجار عبوة يدويّة الصنع إلى مقتل جندي فرنسي على بُعد 20 كلم من إينديليمان، خلال مهمّة كانت مقرّرةً منذ فترة طويلة، لكن “ليست لها أيّ علاقة” بالهجوم الذي وقع في تلك المنطقة، وفق ما أعلن الناطق باسم هيئة أركان الجيش الفرنسي الكولونيل فريديريك باربري.

وبحسب الرئاسة الفرنسيّة، قُتل الجندي الفرنسي قرب ميناكا بعد “انفجار عبوة ناسفة محلّية الصنع عند مرور آليّته المدرّعة”.

وقال تنظيم الدولة الإسلاميّة في بيان عبر تطبيق تلغرام، “استهدف جنود الخلافة رتل آليات للقوّات الفرنسيّة بالقرب من قرية إينديليمان بمنطقة ميناكا شمال شرق مالي بتفجير عبوة ناسفة”.

وتعد هذه أول حادثة يتبناها التنظيم بعد مصرع زعيمه السابق أبوبكر البغدادي في محافظة إدلب السورية.

ويُعدّ هذا الهجوم من بين الهجمات الأكثر دمويّةً منذ اجتاح جهاديّون شمال البلاد في 2012، وقد أثار تساؤلات حول قدرة التحرّك لدى الجيش المالي في تلك المنطقة الواقعة على حدود دول عدّة، خصوصاً النيجر وبوركينافاسو حيث تقع أيضًا هجمات يُنفّذها جهاديّون.

ويأتي الهجوم الذي استهدف أحد أهمّ معسكرات الجيش في المنطقة، بعد شهر من اعتداءين جهاديين في بولكيسي في 30 سبتمبر وموندورو بجنوب البلاد قرب بوركينا فاسو في الأوّل من أكتوبر.

وقُتل وقتذاك أربعون جنديًّا في الهجومين بحسب حصيلة أعلنها مسؤول في وزارة الدفاع المالية. ولكنّ مصادر عدّة ذكرت أنّ حصيلة القتلى في الهجومين أكبر من ذلك.

وفي سرده لتفاصيل الحادثة قال ضابط في الجيش المالي موجود في إينديليمان إنّ “الإرهابيّين شنّوا هجوماً مباغتاً ساعة الغداء. دُمّرت آليّات للجيش وسُرقت أخرى”.

وأضاف أنه تمّ العثور على نحو عشرين ناجيًا بعد الهجوم، موضحاً أنّ الهجوم أدّى إلى سقوط “ثلاثة جرحى وتسبّب بأضرار مادّية”.

وكان وزير الاتّصال والناطق باسم الحكومة الماليّة يايا سانغارا قد أعلن مقتل 53 جنديّاً ومدني واحد، في حصيلة تمّت مراجعتها لاحقاً.

وأكّد الجيش المالي أنّه “يُسيطر على الوضع في إينديليمان وأنّ عمليّة التمشيط جارية”.

وأصدرت بعثة الأمم المتحدة في مالي بياناً، السبت، ندّدت فيه “بشدّة بالهجوم الإرهابي”، مؤكّدةً أنّ “عمليّات تأمين تجري حاليّاً في المنطقة بدعم من القبّعات الزرق”.

وكانت عدة عواصم عربية قد نددت بالهجوم الإرهابي الذي يخشى العديد من المراقبين أن يكون تمهيدا لعودة تنظيم داعش الإرهابي بقوة إلى الساحة.

5