خلافات العائلة الحداثية بتونس تصعّب التوافق على مرشح للرئاسة

المرشح عبدالكريم الزبيدي يتهم أنصار مهدي جمعة بالترويج لإشاعة انسحابه من السباق الرئاسي.
الأربعاء 2019/08/21
الإشاعات تلاحق الزبيدي

التلاسن بين مرشحي العائلة الحداثية للانتخابات الرئاسية في تونس يقلّص الآمال بشأن إمكانية التوافق على مرشح واحد ينهي خطر تشتت الأصوات، بما يسمح بمواجهة مرشح حركة النهضة عبدالفتاح مورو.

تونس - يصعّب التوتر المتصاعد داخل ما يسمّى بـ”العائلة الحداثية” في تونس من إمكانية انسحاب المرشحين من نفس العائلة للانتخابات الرئاسية لصالح واحد منهم، بهدف تجنّب تشتيت الأصوات الذي لن يخدم سوى مرشح حركة النهضة الإسلامية عبدالفتاح مورو.

وبينما ينتظر الشارع التونسي توافقا بين مكونات العائلة الحداثية على تقديم مرشح واحد، احتدمت المواجهة بين المرشحين من هذه العائلة، ما يقلّص الآمال بشأن إمكانية التصدّي لتشتيت محتمل للأصوات، لاسيما بين وزير الدفاع المستقيل عبدالكريم الزبيدي المدعوم من حركة نداء تونس وحزب آفاق تونس ورئيس الحكومة الأسبق رئيس حزب البديل التونسي مهدي جمعة.

وأكد الزبيدي أن “أنصار مهدي جمعة، الذي تقترب حظوظه في الانتخابات الرئاسية من الصفر، حسب تعبيره، يروّجون إشاعة انسحابه من السباق الانتخابي”.

وأضاف أن “خبر انسحابه إشاعة لا صحة لها، وهي الإشاعة الثانية بعد إشاعة تلقي جمعة دعماً من الوزير الأول في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة رشيد صفر”.

وجاء نفي الزبيدي وفريق حملته الانتخابية بعد تصريحات لوسام السعيدي القيادي في حزب البديل الذي يتزعمه جمعة، حيث قال في تدوينة أثارت جدلاً “يبدو أن السيد عبدالكريم الزبيدي قد رجحّ صوت العقل وقرر الانسحاب لفائدة السيد مهدي جمعة شكرا دكتور على الرصانة”.

وقبل ذلك رفضت عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري الحر (ممثل أنصار النظام السابق) دعوات قالت إنها تلقتها للانسحاب لصالح عبدالكريم الزبيدي بهدف تجنّب تشتيت الأصوات.

عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري الحر ترفض دعوات تلقتها للانسحاب لصالح الزبيدي بهدف تجنّب تشتيت الأصوات

وقدمت موسي شرطا لسحب ترشحها يتمثل في شهادة الزبيدي ضد حركة النهضة في القضية التي رفعها الحزب الدستوري الحر بخصوص تسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر. وقد شغل الزبيدي منصب وزير الدفاع في عهد حكم الترويكا.

وتعهد عبدالكريم الزبيدي الأسبوع الماضي بإعادة فتح سفارة بلده في سوريا، وفتح ملف جهاز الاغتيالات السري التابع لحركة ”النهضة“، في حال وصوله إلى كرسي الرئاسة، لكنه لم يردّ على شرط عبير موسي المتمثل في الإدلاء بشهادته بشأن تسفير الشباب إلى سوريا والعراق وليبيا.

وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أعلنت أن عدد المرشحين الذين تم قبولهم للتنافس على منصب الرئاسة، منتصف سبتمبر المقبل، بلغ 26 مرشحا، يتوزعون على 4 تيارات سياسية، هي التيار الوسطي الحداثي، والتيار الإسلامي، والتيار اليساري، والتيار الليبرالي، دفع كل تيار بأكثر من مرشح.

ويتقدم 10 مرشحين عن التيار الحداثي لهذه الانتخابات هم: عبير موسي وسلمى اللومي رئيسة حزب أمل تونس ويوسف الشاهد رئيس الحكومة ونبيل القروي رئيس حزب قلب تونس وسعيد العايدي رئيس حزب بني وطني والقيادي السابق في حركة نداء تونس ناجي جلول، ومحسن مرزوق رئيس حركة مشروع تونس ومهدي جمعة، إضافة إلى عبدالكريم الزبيدي الذي يقدم نفسه كمستقل، لكن دعمه من قبل نداء تونس وآفاق تونس وضعه كمرشح محسوب على العائلة الحداثية.

وأحيت تصريحات لمحسن مرزوق بشأن دوافع انسحابه من نداء تونس خلافات مع أمينه العام حافظ قائد السبسي. واتهم مرزوق قائد السبسي بالاستيلاء على نداء تونس باسم العائلة باعتبار أنه نجل مؤسس الحزب الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي.

Thumbnail

واتهم قائد السبسي الابن محسن مرزوق بالاستقالة من نداء تونس بسبب عجزه عن تنظيم المؤتمر الوطني للحزب، حيث قال “عيّن محسن مرزوق أمينا عاما في نفس البيان الذي عيّنت فيه شخصيا نائب رئيس وصدر البيان من الهيئة التأسيسية ثم السياسية للنداء بتوقيع من السيد محمد الناصر”.

وأضاف “كان الهدف من هذه التعيينات أساسا تنظيم مؤتمر للحزب في فترة 4 أشهر بعد أزمة الخلافات التي مر بها الحزب في تلك الفترة.. وبعد مدة قصيرة فرّ محسن مرزوق لعدم قدرته على تنظيم المؤتمر واحترامه الروزنامة وتسيير الحزب وتدبير شؤونه، إضافة على رفض القواعد لتواجده في هذه المسؤولية”. وتابع “محسن مرزوق لم تكن له في واقع الأمر صلة بالحملة الانتخابية للرئيس الراحل الباجي قائد السبسي إلا الاسم لا أكثر ولا أقل، وقد عيّن مديرا للحملة الانتخابية ولم يباشر إلا بطريقة صورية مقتصرة على بعض التصريحات الإعلامية، ولم يكن له أي تواجد فعلي أو ميداني”.

ولئن يبدو هذا التلاسن بين مرزوق وحافظ قائد السبسي بعيدا عن معركة المرشحين للانتخابات الرئاسية، إلا أن مراقبين يرون أن دعم حزب نداء تونس الكبير للزبيدي ربما يدفع للتكهن بعدم وجود تقارب أو تنسيق بين مرزوق والزبيدي لصالح انسحاب أحدهما لصالح الآخر.

وسجل الأحد أول انسحاب من المرشحين المقبولين للمشاركة، حيث أعلن رئيس حزب “تونس بيتنا” فتحي الورفلي، سحب ترشحه ليدعم مرشحة حزب “الأمل” ومنافسته سلمى اللومي، وبذلك يكون أول انسحاب من سباق الرئاسة الانتخابي، في حين يترقب الشارع التونسي انسحاب مرشحين آخرين بما يبدّد حيرة الناخبين.

4