خفض حاد في إمدادات الغاز الإيراني إلى العراق

وزارة الكهرباء العراقية تشكل خلية أزمة لمعالجة مشكلة للبحث عن مصادر وقود بديلة لسد نقص إمدادات الغاز بعد خفض الإمدادات الإيرانية.
الأربعاء 2020/01/29
تبديد الغاز العراقي لمواصلة الاعتماد على غاز إيران
 

تضاربت تقديرات المراقبين بشأن الانخفاض الحاد في إمدادات الغاز الإيراني إلى العراق، الذي أرجعته بغداد إلى عوامل فنية، في وقت تتصاعد فيه التكهنات بشأن إمكانية إلغاء إعفاء بغداد من العقوبات الأميركية على إيران.

بغداد- كشفت وزارة الكهرباء العراقية أن إيران خفضت إمدادات الغاز، التي تستخدم لتشغيل محطات الكهرباء العراقية بشكل حاد لتصل إلى 3 ملايين قدم مكعب يوميا فقط من أصل الكمية المتفق عليها البالغة 28 مليونا.

وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة أحمد العبادي إن “مشكلة تدني تجهيز الطاقة الكهربائية طالت محافظات بغداد وبابل وكربلاء والنجف والديوانية”. وأرجع سبب ذلك إلى مشكلة فنية هي انخفاض ضغط ضخ الغاز عبر الأنابيب وأنه أثر على توليد الكهرباء في المحطات.

وذكر أن العراق لديه إعفاء من العقوبات الأميركية على إيران لشراء الغاز وإمدادات الكهرباء، وأنه يسدد ثمنها بالدينار العراقي. وأعرب عن أمله في أن تمدد واشنطن ذلك الإعفاء بسبب حاجة العراق الماسة إلى تلك الإمدادات. وربط بعض المحللين بين التراجع الحاد في إمدادات الغاز الإيرانية وتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران على الساحة العراقية، في ظل ترجيح إلغاء إعفاء العراق من العقوبات الأميركية على إيران الذي ينتهي الشهر المقبل.

وقد تكون لذلك صلة بإعلان المصرف العراقي للتجارة الحكومي الأسبوع الماضي بأنه لن يكون طرفا في آلية دفع مستحقات إيران المالية عن الغاز والكهرباء، في حال عدم تجديد الإعفاء الأميركي من العقوبات.

أحمد العبادي: العراق شكل خلية أزمة لإيجاد مصادر بديلة للغاز الإيراني
أحمد العبادي: العراق شكل خلية أزمة لإيجاد مصادر بديلة للغاز الإيراني

وأكد العبادي أن الوزارة شكلت خلية أزمة لمعالجة المشكلة بمشاركة وزير الكهرباء ومستشاري رئيس الوزراء لشؤون الطاقة ووزارتي النفط والمالية للبحث عن مصادر وقود بديلة لسد نقص الإمدادات.

وأشار إلى أن انخفاض ضغط الغاز يحدث كل عام تقريبا، لكنه أقر بأن حدوثه تكرر هذا العام بوتيرة أكبر وبلغ التراجع في الإمدادات مستويات تزيد كثيرا على الأعوام الماضية. وتوقع أن يستمر لفترات أطول.

ونسبت صحيفة الصباح الحكومية إلى العبادي قوله إن “من بين الإجراءات العاجلة لتجاوز المشكلة تخويل مجلس وزارة النفط لإكمال عقود جولة التراخيص المتعلقة باستثمار الغاز المصاحب من أجل توفير إمدادات محطات الكهرباء”.

وتحوم شبهات فساد حول إصرار الحكومة العراقية على مواصلة الاعتماد على الغاز الإيراني رغم ارتفاع استثمار الغاز المصاحب لإنتاج وتصدير عشرات الشحنات إلى الخارج في وقت يتم فيه استراد الغاز الإيراني بأسعار مضاعفة.

وتشير بيانات شركة بريتش بتروليم البريطانية إلى أن العراق يشتري الغاز الإيراني بسعر 11.23 دولار لكل ألف قدم مكعب، مقارنة بنحو 6.49 دولار تدفعها الكويت لشراء الغاز المسال. ويقول تقرير لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن العراق يبدد حاليا ما يقرب من 2.5 مليار دولار سنويا نتيجة حرقه الغاز المصاحب لعمليات استخراج النفط والذي يصل إلى 1.55 مليار قدم مكعب يوميا أي ما يعادل 10 أضعاف الكمية المستوردة من إيران.

وتقول وزارة الكهرباء إنها ماضية في تنفيذ خطة تمتد لثلاثة أعوام بالتنسيق مع وزارة النفط للوصول إلى انتفاء الحاجة إلى الغاز الإيراني. وتشير البيانات إلى أن العراق يستورد إلى جانب الغاز نحو 1200 ميغاواط من الكهرباء من إيران.

وذكر العبادي أن وزارة الكهرباء نجحت في زيادة طاقة توليد الكهرباء إلى 19200 ميغاواط في الصيف الماضي وأنها تهدف لبلوع 23 ألف ميغاواط الصيف المقبل، شريطة استمرار ضخ الغاز الإيراني وإدخال محطات ووحدات جديدة للإنتاج في البلاد.

ويعاني العراق كثيرا من مشكلة تدني إنتاج الطاقة الكهربائية ويعمل وفق نظام القطع المبرمج لتجهيز الأهالي بالطاقة الكهربائية لعدة ساعات يوميا فيما يلجأ الأهالي إلى شراء الطاقة الكهربائية من محطات أهلية لسد النقص في التجهيز وخاصة في فصل الصيف حيث ترتفع درجات الحرارة إلى مستويات عالية.

10