خطة نمساوية لمكافحة معاداة السامية

فيينا – تعتزم النمسا وضع خطة وطنية شاملة لمكافحة معاداة السامية وتحسين حماية الحياة اليهودية في البلاد.
وقالت كارولينه ادشتالر، وزيرة شؤون أوروبا في الحكومة النمساوية، إن هذه الحزمة تتضمن 38 إجراء تبدأ من توعية الناس بحماية المؤسسات اليهودية وصولا إلى تشكيل مكتب مختص داخل ديوان المستشارية.
وأضافت الوزيرة أن نظريات المؤامرة المنتشرة على الإنترنت والمتعلقة بأزمة كورونا جعلت من مثل هذه المبادرة أمرا ضروريا ”فما كان منشورا على فيسبوك أمس، أصبحنا نشهده كثيرا في الشوارع اليوم”.
وحذرت ادشتالر من أن الكثير من المشاركين في مظاهرات يرتضون بمعاداة السامية ضمنيا على الأقل عندما يتم ترديد شعارات معادية للسامية في هذه المظاهرات.
ووفقا للوزيرة النمساوية، فقد تم تسجيل نحو 550 حادثة معادية للسامية في عام 2019 ”وهذا العدد يعادل ضعف ما تم تسجيله قبل خمسة أعوام”.
550
حادثة معادية للسامية في عام 2019 ما يعادل ضعف ما تم تسجيله من حالات قبل خمسة أعوام
وتعد المبادرة النمساوية جزءا من جهود على المستوى الأوروبي تعود إلى بيان صادر من المجلس الأوروبي في 2018، دعا إلى اتخاذ مجموعة من التدابير لمكافحة معاداة السامية، وحماية أفضل لليهود ومؤسساتهم في أوروبا.
وقال أوسكار دويتش، رئيس الجالية اليهودية في فيينا “إن الهجمات على يهود هي هجمات على أي مجتمع ديمقراطي تعددي، واليهود دائما ما يكونون أول المتضررين بشكل مباشر”، مشيرا إلى اتساع نطاق الحوادث المعادية للسامية، منها هجمات بدنية وتلطيخ معابد بصلبان معقوفة ودعوات قتال في المظاهرات.
وتعتزم النمسا منح المشاركة المدنية ضد معاداة السامية جائزة تبلغ قيمتها 30 ألف يورو (34 ألف دولار).
وصوت جميع نواب الأحزاب المسؤولين عن التواصل بين الأحزاب والحكومة، باستثناء حزب الحرية النمساوي اليميني، لصالح الجائزة، التي ستكرّم أيضا المشاريع التي ترفع الوعي بشأن المحرقة النازية (الهولوكوست).
وقال فولفجانج سوبوتكا، رئيس المجلس الوطني النمساوي (البرلمان)، إن الجائزة يجب أن “تعمل على منح الآخرين الشجاعة لرفع أصواتهم”.
وستكرم الجائزة ما يصل إلى ثلاثة أشخاص أو مجموعات في كل عام، وستتم تسميتها على اسم سيمون فيزنتال، الناجي من المحرقة، والذي قضى حياته بعد تحريره من معسكر الاعتقال النازي “ماتهاوزن” في عام 1945، في العثور على المجرمين النازيين وتقديمهم إلى المحكمة.
ولم يدعم حزب الحرية النمساوي المبادرة لأنه لا يوافق على الاسم، حيث اقترح تسمية الجائزة على اسم المستشار الاشتراكي الديمقراطي الراحل برونو كرايسكي، وهو ما رفضه الاشتراكيون الديمقراطيون.