خطة السلام تنقذ نتنياهو وتخفف الضغوط على ترامب

القدس- أحرز حزب “الليكود” اليميني، برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، للمرة الأولى تقدما على حزب “أزرق أبيض”، برئاسة الجنرال السابق بيني غانتس، قبيل الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في الثاني من مارس المقبل.
وأظهر استطلاع للرأي نشرته القناة السابعة التابعة للمستوطنين، الأربعاء، حصول “الليكود” على 35 مقعدا مقابل حصول “أزرق أبيض” على 33 مقعدا من مقاعد الكنيست الـ120. ولفتت القناة على موقعها الإلكتروني، إلى أن الاستطلاع جرى من قبل مركز خاص بعد نشر “صفقة القرن” وبهامش خطأ 4.3 بالمئة.
وأشار الاستطلاع إلى أن 66.9 بالمئة من الإسرائيليين أيدوا الصفقة الأميركية، وعارضها 15.7 بالمئة في وقت لم يبد فيه 17.4 بالمئة رأيا محددا من الخطة.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بوجود رئيس الوزراء الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، عن خطة تفصيلية لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني والتي تعرف بـ”صفقة القرن”، ويأتي الإعلان عنها في وقت يواجه فيه الطرفان تحديات كبرى تهدد مسيرتهما السياسية.
وتفرض الخطة الأميركية على الفلسطينيين تنازلات مؤلمة لعل أهمها إعلان القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، وضم تل أبيب لنحو 30 بالمئة من الضفة الغربية (غور الأردن).
وأقرت الخطة أيضا ضم إسرائيل فورا للمستوطنات في الأراضي المحتلة مقابل شبه دولة فلسطينية مفككة يمكن الوصول إليها في حال الاستجابة لجملة من الشروط. وهذا العرض بالنسبة للفلسطينيين أسوأ مما كان معروضا عليهم في المفاوضات السابقة التي انهارت دون الوصول إلى نتيجة.
وترى وكالة بلومبرغ للأنباء أن موافقة الفلسطينيين على الخطة ربما تكون هدفا ثانويا بالنسبة لكل من ترامب ونتنياهو. فكلا الرجلين يواجهان مشكلات قانونية ويخوضان معركة انتخابية، ويريدان من خلال هذه الخطة التي تقع في 80 صفحة أن يعلنا لأنصارهما أنهما يتحليان بالشجاعة والقدرة على تجاوز الحكمة القديمة في السعي نحو تحقيق السلام.
وجاء المؤتمر الصحافي في البيت الأبيض لإعلان صفقة القرن، في الوقت الذي ينظر فيه مجلس الشيوخ الأميركي في قضية عزل ترامب بتهمة انتهاك الدستور. وفي الوقت نفسه يبحث نتنياهو عن أي تفوق على منافسه في الانتخابات المقررة في أوائل مارس المقبل، في وقت يواجه فيه اتهامات بالرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال في ثلاث قضايا.
ويقول ضابط المخابرات المركزية الأميركية السابق والباحث غير المقيم في جامعة جورج تاون بواشنطن، بول بيلار، إن “ترامب حصل على استراحة من قضية العزل وعلى فرصة ثانية لتعزيز شعبيته بين المسيحيين الإنجيليين وغيرهم من الأميركيين الذين يؤيدون أي شيء تريده حكومة إسرائيل… ونتنياهو حصل على فرصة أخرى لكي يظهر أنه، وليس منافسه بيني غانتس، الذي يستطيع الحصول على ما تريده إسرائيل من الإدارة الأميركية”.
ولم يضيّع نتنياهو وقتا كثيرا بعد مؤتمر البيت الأبيض حيث سارع بالإعلان عن اجتماع حكومي خلال الأيام المقبلة لإعلان ضم مساحات جديدة من أراضي الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل.
ووصف ترامب خطته بـ”الفرصة التاريخية” للفلسطينيين لكي يحصلوا على دولة مستقلة، مشددا “قد تكون هذه آخر فرصة يحصلون عليها”.
ودافع الرئيس ترامب عن رؤيته غير التقليدية لتسوية ما وصفه بأنه “المفاوضات الأصعب في العالم”، مشيرا إلى الجهود السابقة التي فشلت في تسوية القضية الفلسطينية. وقال ترامب “تم انتخابي ليس للقيام بالأشياء الصغيرة، ولا لتجنب المشكلات الكبرى”.
وسبق وأن كسر ترامب الكثير من القواعد الدولية بشأن الشرق الأوسط فنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، واعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية وقال إن المستوطنات الإسرائيلية ليست غير شرعية بالضرورة. كما قطعت الإدارة الأميركية أغلب مساعداتها للفلسطينيين.
وخلال المؤتمر الذي حضره رجل الأعمال المؤيد لإسرائيل وأحد كبار ممولي الحزب الجمهوري شيلدون أديلسون تعهد ترامب بأن تتضمن خطة السلام فوائد للفلسطينيين من بينها دولة، فلم يصفق أديلسون بحسب بلومبرغ.
وقال نتنياهو في البيت الأبيض موجها حديثه لترامب إن الفلسطينيين قد يحتاجون إلى “وقت طويل للغاية” لكي يحصلوا على دولة مستقلة”.
وبحسب الخارطة التي نشرها ترامب على حسابه على تويتر، فإن الأراضي التي ستقام عليها الدولة الفلسطينية الموعودة، عبارة عن مساحات متناثرة يتم الربط بينها بنفق أو جسر.
ويعتبر الأكاديمي الفلسطيني إبراهيم فرحات أن خطة ترامب “لا تمنح الفلسطينيين مستقبلا أي أمل وتتركهم في حالة ضعف ويعيشون في كانتونات دون سيادة على أراض متصلة”.