حملة الانتخابات النيابية في الجزائر "كرنفال في دشرة"

"كرنفال في دشرة" يعتبر أشهر فيلم تلفزيوني فكاهي في تاريخ الجزائر عن هزلية الانتخابات.
الخميس 2021/06/03
نكمل الجدل على فيسبوك

الجزائر - لم تخل حملة الانتخابات النيابية في الجزائر المقررة في الـ12 من يونيو الجاري، من الغضب والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة فيسبوك بسبب تصدر مترشحات بلا وجوه و”حسناوات” واجهة الملصقات الانتخابية.

وتعدّ صفحات فيسبوك في الجزائر ساحة مهمة للدعاية الانتخابية خاصة أن 22 مليون جزائري يملكون حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يعادل الرقم الرسمي للهيئة الناخبة التي تقدر بـ23 مليون ناخب.

ويشبه مستخدمو فيسبوك الحملة الانتخابية بمشاهد “كرنفال في دشرة”، الذي يعود إلى العام 1994، ويعتبر أشهر فيلم تلفزيوني فكاهي في تاريخ الجزائر عن هزلية الانتخابات حيث يعكس الوعود الانتخابية الطريفة التي قدمها المترشحون. وكانت عبارة “كرنفال في دشرة” أكثر العبارات تداولا. ويقول معلقون إن عبارة #كرنفال_في_دشرة “صالحة لكل زمن تطغى فيه الرداءة”.

وفي 20 مايو الماضي، شرع 28 حزبا سياسيا وقوائم حرة في خوض الحملة الانتخابية على أن تنتهي قبل موعد الاقتراع بثلاثة أيام.

ورافقت الدعاية الانتخابية موجة غضب بعد تداول تصريحات غريبة وملصقات تصدرتها “حسناوات” لاستمالة الناخبين، وأخرى تضم مترشحات بلا وجوه.

ومع بداية الحملة تزيّنت ملصقات قوائم انتخابية حزبية ومستقلة، بصور نساء حسناوات تصدرن واجهتها.

وفي 25 مايو الماضي، أثار عيسى بلهادي رئيس حزب “جبهة الحكم الراشد”، في تصريح وصف فيه مترشحات حزبه بـ”الفراولة المنتقاة”، حفيظة ناشطين الذين اعتبروه إهانة للمرأة. وقال بلهادي خلال تجمع شعبي بالعاصمة الجزائر “بالنسبة إلى حسناوات قائمتنا أحضرنا لكم الفراولة المختارة، وبينهن الطبيبة والمهندسة والمديرة”.

وخلفت هذه التصريحات موجة غضب وسخرية في الشارع تجلت عبر منصات التواصل الاجتماعي، وسط مطالب لمترشحات هذا الحزب بالانسحاب، ردا على ما وصف بـ”تصريحات مهينة لهن”.

وفي اليوم الموالي، أعلن السياسي الجزائري عبر فيسبوك استعداده للاعتذار إذا كان ما صرح به عن مترشحات حزبه “يحمل إهانة للجزائريات”.

وعلّقت المترشحة في الانتخابات عن الحزب أسرار ستي، على تصريح بلهادي، قائلة “لا أقبل توصيفنا كمترشحات بالحسناوات على حساب الحكم على برامجنا وأفكارنا”.

وبدورها، انتقدت البرلمانية السابقة أميرة سليم تصريح “الحسناوات والفراولة”، معتبرة أنه “أمر مؤسف، إذا وصلنا لتشبيه المرأة بالفراولة، إنها إهانة”.

وبدوره، أعلن محمد شرفي رئيس السلطة العليا للانتخابات خلال مؤتمر صحافي في 27 مايو، أن هيئته مستعدة للتحرك ضد هذه التصريحات في حال تلقت احتجاجا من إحدى المرشحات.

وشهدت بعض القوائم وأغلبها لمستقلين إخفاء وجوه مترشحات في ملصقات الدعاية الانتخابية، المعروضة في الأماكن العامة، وعبر منصات التواصل الاجتماعي.

وبرّر الخثير عدالة المترشح في قائمة “البديل”، إخفاء بعض المترشحات لوجوههن بأن “الأمر مرتبط بإكمال الملف الإداري فقط ومراعاة شروط الترشح”. واعتبر “أن وجودهن في القائمة شكلي من أجل إتمام عدد المترشحين المطلوب في القائمة”. وأفادت الصحافية نرجس كرميش “من تطمح لدخول البرلمان فهي ملزمة بالظهور في جلساته المنقولة تلفزيونيا ومخاطبة الشعب والحكومة”.

وتساءلت “كيف تريد فعل كل هذا دون وجه؟ غير منطقي أن نجد مترشحات يحجبن صورهن”. وتابعت “ما العيب في أن يعرف الناس من تكون وهي أصلا مقبلة على أن تصبح شخصية عمومية”.

وساخرا، كتب الناشط عمار تويسات “أريد أن أسألكم، لماذا لا تضع النساء المترشحات صورهن، هل حتى لا نعرفهن؟”. وتساءل قائلا “لو فُزن في الانتخابات هل سيستقبلن الشعب وسيظهرن في الإعلام أم لا؟”.

وسيشهد هذه الاستحقاق قواعد جديدة بعد تعديل قانون الانتخابات، حيث يُمنع كل من سبق ومارس عهدتين برلمانيتين من الترشح.

كما تم إقرار نمط انتخابي يعتمد على القائمة المفتوحة التي تسمح للناخب بترتيب المترشحين داخل القائمة الواحدة حسب رغبته.

19