حملات التضليل الروسي تستهدف ألمانيا أكثر من أي دولة أخرى

بروكسل- كشف تقرير صادر عن الاتحاد الأوروبي أن ألمانيا باتت محورا لجهود تضليل معلوماتية روسية في السنوات الأخيرة، أكثر من أي دولة أخرى في الاتحاد.
وأفاد التقرير الذي نشرته الخدمة الدبلوماسية بالاتحاد الأوروبي في بروكسل الثلاثاء بأنه “لا توجد دولة عضو أخرى في الاتحاد الأوروبي تتعرض للهجوم بعنف أكثر من ألمانيا”.
ويشير التقرير إلى “الحملات الممنهجة” على المستوى السياسي ومن خلال وسائل الإعلام القريبة من الكرملين. وفي الوقت نفسه، يُتهم السياسيون ألمانيا بتجنب الحوار مع روسيا، إلى جانب تقديم صورة تزعم اضطهاداً ممنهجاً للروس القاطنين في ألمانيا.
ازدادت الاتهامات الموجهة إلى روسيا بالتضليل بخصوص لقاحات فايروس كورونا أيضا، من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة
ومنذ أواخر عام 2015، تم رصد أكثر من 700 حالة من ألمانيا في قاعدة بيانات الاتحاد الأوروبي. واستُهدفت فرنسا أكثر من 300 مرة، وإيطاليا حوالي 170 مرة، وإسبانيا أكثر من 40 مرة.
ويقول التقرير “يخلق الكرملين صورة فكرية لألمانيا لا يكون فيها سوى عدد قليل من الأصوات العاقلة ضمن جوقة من رهاب روسيا غير العقلاني”. وتم الاستشهاد بعدة حملات من قبل وسائل الإعلام الروسية كدليل.
وإحدى هذه القصص هي قصة عائلة روسية في برلين تم احتجاز أطفالها الثلاثة من قبل السلطات بحجة أن سلامتهم عرضة للخطر. وركزت وسائل الإعلام الروسية على هذه القصة منذ أوائل الشهر الماضي.

استخبارات روسية شنت حملة تضليل لتقويض الثقة في لقاح فايزر/بايونتيك، ولقاحات غربية أخرى
وبحسب التقرير، استخدم الإعلام والسياسيون الروس القصة لاتهام السلطات الألمانية بقمع منهجي للروس في ألمانيا.
ويشير التقرير إلى أن مثل هذه القصص لا يتم توزيعها غالبا في النسخ الصادرة باللغة الألمانية بوسائل الإعلام الروسية، ويقول إن روسيا تستخدم “الحديث المزدوج” عن عمد.
ومن ناحية، أظهر الكرملين ووزارة الخارجية استعدادا للدخول في حوار، بينما سمحا من ناحية أخرى بشن هجمات على ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى عبر وسائل الإعلام الروسية.
وتم إنشاء مكتب الخدمة الدبلوماسية بالاتحاد الأوروبي كخلية أزمة في عام 2017، وذلك مباشرة بعد ضم روسيا لجزيرة القرم، وأوكلت إليه مهمة مواجهة حملات الدعاية الروسية، لكن مهامه توسعت لتشمل الصين ودول أخرى، خاصة في ظل انتشار جائحة كورنا وما رافقها من أخبار زائفة.
وازدادت الاتهامات الموجهة إلى روسيا بالتضليل بخصوص لقاحات فايروس كورونا أيضا، من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، حيث قال مسؤولون أميركيون إن وكالات استخبارات روسية شنت حملة تضليل لتقويض الثقة في لقاح فايزر/بايونتيك، ولقاحات غربية أخرى، من خلال منشورات عبر الإنترنت تشكك في سلامة هذه اللقاحات والآليات التي أدت إلى الموافقة عليها.
700 حالة تضليل معلوماتي روسي من ألمانيا رصدتها قاعدة بيانات الاتحاد الأوروبي
وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، فإن مسؤولا في وزارة الخارجية الأميركية، يراقب عمليات التضليل الأجنبي، حدد أربعة مواقع، تخدم أهداف وكالات الاستخبارات الروسية في هذا الإطار.
ومن بين عمليات التضليل التي استخدمت، ادعت هذه المواقع أن هناك آثارا جانبية خطيرة لهذه اللقاحات، كما شككت في الآلية التي أدت إلى الموافقة على استخدام لقاح فايزر وزعمت أنها كانت سريعة.
وأوضح المسؤول للصحيفة أن “نيو إيسترن” و”أورينتال ريفيو” يقدمان نفسهما كمركزين أكاديميين يستهدفان الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا ويعلقان على دور الولايات المتحدة في العالم “لكنهما يتم توجيههما في الحقيقة من قبل وكالة الاستخبارات الروسية”.