حكومة أبوظبي ترسخ مكانة شركات التكنولوجيا الناشئة في الاقتصاد

مكتب أبوظبي للاستثمار يضخّ 5 ملايين دولار لصندوق بداية لتمكين شركات التكنولوجيا لمواصلة تطوير أعمالها.
الخميس 2020/06/18
الشباب يقود خطط الاقتصاد

عززت حكومة أبوظبي جهود استقطاب الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا عبر ضخ صندوقها السيادي استثمارات جديدة في هذا المجال لدعم تلك الكيانات من بوابة صندوق بداية في إطار البرامج الشاملة لتنويع الاقتصاد والاستثمار في المستقبل.

أبوظبي - أعلن مكتب أبوظبي للاستثمار الأربعاء عن ضخه استثمارات في صندوق بداية بهدف تمكين شركات التكنولوجيا الناشئة في الإمارة من الوصول إلى رأس المال الذي تحتاجه لمواصلة تطوير أعمالها.

ويهدف صندوق بداية الذي تبلغ قيمته الإجمالية 147 مليون درهم (40 مليون دولار)، وتديره شركة شروق بارتنرز الاستثمارية في أبوظبي، إلى دعم شركات التكنولوجيا الناشئة في مراحل التمويل الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتأتي العملية استكمالات لخطوات سابقة أطلقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، في أعقاب إنشاء صندوق تحفيزي بقيمة 50 مليار درهم (13.6 مليار دولار) تحت اسم “غدا 21” في سبتمبر 2018 بهدف تسريع النمو الاقتصادي.

ويمثل صندوق بداية الاستثماري استمراراً لإستراتيجية شروق بارتنرز الرامية إلى الاستثمار في الشركات في مراحل التأسيس والتمويل المبكرة، ومساعدتهم على الانتقال إلى مراحل التمويل اللاحقة.

وسيسرع استثمار مكتب أبوظبي للاستثمار البالغ 18.4 مليون درهم (حوالي 5 ملايين دولار) من دعم صندوق بداية للشركات التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها.

ويتمتع الصندوق بصلاحيات إقليمية واسعة، بتركيزه على الاستثمارات في منطقة الشرق الأوسط وبالتركيز على الشركات الناشئة المتخصصة في مجالات تكنولوجية مختلفة مثل التكنولوجيا المالية وخدمات الأعمال والمنصات والبرامج التي تعتمد على التكنولوجيا.

وستعمل شروق بارتنرز بشكل وثيق مع هذه الشركات لتوسيع أعمالها في المنطقة وخارجها.

ونسبت وكالة أنباء الإمارات إلى محمود عدي، الشريك المؤسس لدى شروق بارتنرز، قوله إنه “تم تأسيس صندوق بداية بهدف رفد المشهد الاستثماري في المنطقة بالمزيد من عوامل النمو التي تمكن الشركات الناشئة المبتكرة من الانتقال بأعمالها إلى مراحل تالية متقدمة”.

وأوضح أن المنطقة تعج بالمواهب والكفاءات في مختلف ميادين المعرفة وأن تسهيل وصول هذه المهارات إلى الدعم المالي اللازم، والتوجيه والإشراف سيمكنها من تحقيق النجاح والانطلاق بأعمالها نحو العالمية.

وأضاف “نحن فخورون بكوننا الصندوق الاستثماري الإماراتي الوحيد في أبوظبي، ونتعهد بمواصلة العمل مع مختلف الشركاء ضمن منظومة الابتكار المزدهرة في أبوظبي. كما أن حصولنا على دعم مكتب أبوظبي للاستثمار سيشكل رافداً هاماً وقوياً لجهودنا الرامية إلى بناء مركز مزدهر للإبداع التكنولوجي”.

ويعتبر مكتب أبوظبي للاستثمار المنصة الحكومية التي تعمل على دعم استثمارات القطاع الخاص في أبوظبي.

ويأتي الاستثمار الجديد عبر الصندوق الاستثماري التابع للمكتب الذي تبلغ قيمته 535 مليون درهم (145.65 مليون دولار)، والذي تأسس في مايو العام الماضي كمبادرة ضمن برنامج أبوظبي للمسرعات التنموية “غدا 21″، الذي يقود مسيرة التنمية في الإمارة من خلال الاستثمار في الأعمال والابتكار.

محمود عدي: أسسنا صندوق بداية حتى نقوم بتمكين الشركات الناشئة
محمود عدي: أسسنا صندوق بداية حتى نقوم بتمكين الشركات الناشئة

ويعمل الصندوق الاستثماري على تسهيل وصول الشركات الناشئة في أبوظبي إلى رأس المال، وهو ما يجعل الإمارة بيئة حاضنة للابتكار ولرواد الأعمال الذين يسعون إلى تجسيد أفكارهم التجارية ورؤاهم الإبداعية.

وقال طارق بن هندي، مدير عام مكتب أبوظبي للاستثمار “باتت أبوظبي تمثل مختبراً حقيقياً للإبداع والابتكار ووجهة مثالية للرواد والمبتكرين الراغبين في اتخاذ المخاطر الإبداعية المحسوبة في رحلتهم نحو ريادة الأعمال”.

وأضاف “نعمل في مكتب أبوظبي للاستثمار لضمان وصول الشركات الناشئة إلى رأس المال المطلوب والدعم اللازم من الخبراء مثل شروق بارتنرز لتتمكن من بناء الأسس المتينة للانطلاق نحو المستقبل بثقة وثبات”.

وأكد أن نجاح أعمال هؤلاء الرواد هو “نجاح لنا سيدفعنا إلى مواصلة بذل الجهود الحثيثة لتطوير منظومة الابتكار سريعة النمو في أبوظبي”.

ويقع مقر شروق بارتنرز في منصة التكنولوجيا العالمية هيب 71، التي تعد مبادرة بارزة أخرى من مبادرات برنامج أبوظبي للمسرعات التنموية “غداً 21”، ما يضمن لشركة شروق بارتنرز البقاء على اطلاع ودراية تامة بتطورات الأعمال في أنحاء المنطقة.

وقال أحمد بن علي محمد الصايغ وزير الدولة ورئيس مجلس إدارة سوق أبوظبي العالمي في وقت سابق إن “منصة هاب 71 ستكون أساسا لازدهار الشركات الناشئة والشركات في مراحل التأسيس التي ستستفيد من الفرص الهائلة المتوفرة في أبوظبي بشكل خاص وفي الإمارات والمنطقة بشكل عام”.

رصد 272 مليون دولار لدعم الشركات الناشئة في إطار البرامج الشاملة لتنويع الاقتصاد
رصد 272 مليون دولار لدعم الشركات الناشئة في إطار البرامج الشاملة لتنويع الاقتصاد

وخلال السنوات الأخيرة، عززت إمارة أبوظبي جهود استقطاب الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا من خلال إطلاق منصة متخصصة تستثمر أكثر من مليار درهم (272 مليون دولار) لدعم تلك الشركات في إطار البرامج الشاملة لتنويع الاقتصاد.

وستكون شركة مايكروسوفت الأميركية شريكا إستراتيجيا، يوفر التكنولوجيا والخدمات السحابية للشركات التي تنضم إلى المنصة، إلى جانب صندوق رؤية سوفتبنك وبالتعاون مع سوق أبوظبي العالمي بهدف توفير بيئة الأعمال الداعمة لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال.

وأكد جاسم محمد بوعتابة الزعابي رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي في وقت سابق أن “إمارة أبوظبي نجحت في ترسيخ مكانتها كوجهة لاحتضان مبادرات الابتكار وأنها ستضاعف جهودها لتعزيز تلك المكانة في إطار خطط وبرامج أبوظبي التنموية”.

وتقول وكالات التصنيف الائتماني العالمية إن مساهمة قطاع النفط والغاز في الناتج المحلي الإجمالي لإمارة أبوظبي تراجعت إلى حوالي 50 في المئة بفضل تنويع النشاطات الاقتصادية مع استمرار مساعي تقليص الاعتماد على إيرادات النفط.

10