حكمة الأشخاص على علاقة بحجم التنوع الميكروبي في أمعائهم

الجهاز الهضمي يؤدي وظائف كثيرة تتعدى حدود الطعام الذي يأكله الأفراد، كما يمكن أن تؤثر أعداد الميكروبات التي تعيش فيه على صحتهم.
الجمعة 2021/04/02
كلما زاد عدد الميكروبات في الأمعاء كلما زادت رحمة الشخص

واشنطن – كشفت دراسة حديثة علاقة وطيدة تربط بين “حكمة” الأشخاص ومستويات التنوع الميكروبي في أمعائهم.

وأكد الباحثون أنه كلما زاد عدد الميكروبات في الأمعاء، زادت احتمالية أن يكون الشخص حكيما، ما يضيف وزنا علميا لمفهوم الأشخاص الذين يتصرفون بناء على “شعورهم الغريزي”.

وقال باحثون في كلية الطب في سان دييغو في جامعة كاليفورنيا إن كيفية إبلاغ الناس عن مشاعر الحكمة أو الوحدة، ترتبط ارتباطا مباشرا بمستويات التنوع الميكروبي في أمعائهم. ووجدوا أنه كلما زاد حجم الشبكات الاجتماعية التي يمتلكها الناس، زاد تنوع الميكروبات المعوية لديهم.

وعلى العكس من ذلك، وجد مؤلفو الدراسة، التي نُشرت في مجلة “فرنتيارز إن بسيكياتري”، أن المستويات المنخفضة من ميكروبات الأمعاء عادة ما تمثل صحة بدنية وعقلية أسوأ.

وقالت الدكتورة تانيا نغوين المؤلفة الرئيسية للدراسة “وجدنا أن المستويات المنخفضة من الوحدة والمستويات الأعلى من الحكمة والرحمة والدعم الاجتماعي والمشاركة، ارتبطت بثراء أكبر لتطور وتنوع ميكروبيوم الأمعاء”.

وربطت الدراسة الحديثة التعديلات في تريليونات الميكروبات والبكتيريا والفايروسات والفطريات الموجودة في الجهاز الهضمي، باضطرابات في الاستجابة للتوتر والعواطف والعمليات مثل اتخاذ القرار.

الأمعاء تحتوي على الملايين من الخلايا العصبية، لهذا أصبح يطلق عليها "الدماغ الثاني"

وتابع الباحثون 187 شخصا تتراوح أعمارهم بين 28 و97 عاما، وطلبوا منهم قياس أشياء ذاتيا مثل الشعور بالوحدة والحكمة والرحمة والدعم الاجتماعي والمشاركة الاجتماعية. كما جمع الباحثون عينات من البراز، وقارنوا تنوع تلك الميكروبات بالمشاعر التي أبلغ عنها الأفراد. وانعكس التغيير الأكبر في الشعور بالوحدة.

ويقول ديليب جيستي أستاذ الطب النفسي وعلوم الأعصاب ومؤلف الورقة البحثية “قد تؤدي الوحدة إلى تغيرات في ميكروبيوم الأمعاء، أو بالمثل، تغيرات في بيئة القناة الهضمية قد تهيئ الفرد ليصبح وحيدا. نحن بحاجة إلى التحقيق بشكل أكثر شمولا لفهم ظاهرة محور الأمعاء والدماغ بشكل أفضل”.

وتحتوي الأمعاء على الملايين من الخلايا العصبية، لهذا أصبح يطلق عليها “الدماغ الثاني”.

ويؤدي الجهاز الهضمي وظائف كثيرة تتعدى حدود الطعام الذي يأكله الأفراد، كما يمكن أن تؤثر أعداد الميكروبات التي تعيش فيه على صحتهم.

ويبحث العلماء في ما إذا كان تحسين صحة القناة الهضمية يسهم في تحسين الجهاز المناعي لدى الفرد ومعالجة الاضطرابات، التي تؤثر على صحته النفسية.

تقول ميغان روسي أخصائية في التغذية حاصلة على درجة الدكتوراه في صحة القناة الهضمية ومؤلفة كتاب بعنوان “صحة الأمعاء”، “إن الأمعاء تتمتع باستقلالية في اتخاذ قراراتها الخاصة، ولا تحتاج إلى المخ كي يخبرها بما يجب أن تفعله”.

ويطلق على هذا العقل المستقل للأمعاء اسم “الجهاز العصبي المعوي”، وهو جزء في الجهاز العصبي المركزي مسؤول فقط عن السلوك المعوي، ويشبه شبكة من الخلايا العصبية التي تبطن المعدة والجهاز الهضمي.

ويتواصل الجهاز العصبي المعوي عادة مع الجهاز العصبي المركزي، من خلال العصب “السمبثاوي” والعصب “شبه السمبثاوي”.

21