حكايات دافئة من زمن الجدّات

الكاتبة عُلا العمري تستعير في مجموعتها "دفء" نماذج من الأنماط الكتابية التراثية التي تمنح المتلقي بعدا زمانيا يتيح فكرة التخيل خارج إطار الراهن والواقعي.
الاثنين 2020/03/16
عُلا العمري توقع مجموعتها خلال معرض مسقط الدولي للكتاب

مسقط- يحيل عنوان المجموعة القصصية “دفء” للكاتبة الأردنية المقيمة في سلطنة عمان عُلا العمري، إلى الأُنس الذي يشعر به المرء وهو يستمع إلى الحكايات، تلك التي كانت تسردها الجدّات قبل النوم لإدخال البهجة والدفء في نفوس الأطفال.

ومن هذه المناخات تختار القاصة عنوان مجموعتها التي تمثل أحد مخرجات ورشة الكتابة الإبداعية التي نظمتها المديرية العامة للتراث والثقافة بمحافظة ظفار، ليكون الكلام دافئا بما يستعاد من الحكايات الشعبية وأجوائها المشوقة.

تميل العمري في موضوعات مجموعتها التي وقّعتها خلال معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الأخيرة، إلى الأساطير، وتجنح نحو الخيال الذي يمزج بين المتخيل والواقع، كما في قصتيها “يورا” و“قرية الضحك”.

مجموعة تجنح نحو الخيال
مجموعة تجنح نحو الخيال

وتضفي الكاتبة في مجموعتها، الصادرة عن “الآن ناشرون وموزعون” بعمّان، تنوعًا  في عناوين القصص من خلال تضمينات من القرآن الكريم، ومنها “والنازعات غرقا”، “والتين والزيتون”، وكذلك الأمثال الشعبية، ومنها “كل فتاة بأبيها معجبة”، وهي استعارات وتضمينات تغني النص بما تحمله من تناص ومن اشتغال على الموروث.

ولأن القاصة تُظهر حرصا على الإفادة من الحكايات والأساطير، فإنها تستعير نماذج من الأنماط الكتابية التراثية، ومنها “كان يا ما كان في قديم الزمان”، التي تمنح المتلقي بعدا زمانيا يتيح فكرة التخيل خارج إطار الراهن والواقعي.

وتعمد الكاتبة إلى إدخال مفردات محلية وأسماء حقيقية تتصل بوقائع كل قصة، حتى لو كانت خيالية، لتضفي على النص ظلال الواقعية المكانية، فضلا عن تضمينها الأمثال والمقولات والنصوص الشعرية والأغنيات التي تنوِّع في بناءات النصوص وتثري متون الحكاية.

وتنسج القاصة نصوصها بلغة رشيقة منوعة في القصص بين التراثي والراهن، متوقفةً في عدد من الحكايات عند فكرة الموت كقضية فلسفية قابلة للمعالجة في النص القصصي.

تحتوي المجموعة التي تقع في 150 صفحة من القطع الوسط على 35 قصة في ثلاثة أقسام: “أمنيات” و“أغنيات” و“متتاليات”؛ يحوي كل قسم مجموعة من العناوين.

ويتصدر المجموعةَ تقديمٌ كتبه المدير العام للمديرية العامة للتراث والثقافة السابق في محافظة ظُفار أحمد بن سالم الحجري، ألقى فيه الضوء على الحلقات التي أقامتها المحافظة في الفنون المتنوعة، ومن بينها “أساسيات كتابة القصة القصيرة”.

وجاء في التقديم “إن الحلقات اهتمت بجميع ما يتعلق بفن القصة القصيرة على مستوى المواضيع، وعلى مستوى المقومات الفنية البنائية والمعجمية، وما يختص بالمكان والزمان والحبكة والشخصيات”.

وتابع الحجري بقوله “تمّ التطرق بكثير من التدقيق لأعوان السرد وإلى الخصوصية المحلية مع ما يتعلق بذلك من ضرورة قراءة القصص والروايات وغيرها من أصناف الإبداع”.

14