حسابات السلطة تعرقل مكافحة الجهاديين في موزمبيق

مابوتو (موزمبيق) - قال رئيس موزمبيق فيليب نيوسي إنه أبلغ المجتمع الدولي بطبيعة الدعم الذي تحتاجه بلاده لمواجهة تمرد مرتبط بتنظيم الدولة الإسلامية المتشدد، لكن بلاده ستتعامل مع بعض جوانب المشكلة دون مساعدة لأسباب تتعلق بالسيادة.
سمحت سيطرة الجهاديين على المدينة الإستراتيجية بالمزيد من الوصول غير المقيد إلى الإمدادات، لكن على الرغم من هذا التهديد المتزايد، يستمر الرئيس نيوسي في السعي للحصول على مساعدة عسكرية محدودة فقط بسبب مخاوف سياسية بالأساس.
ويشعر حزب جبهة تحرير موزمبيق الحاكم بزعامة نيوسي بالقلق من أن التدخل في مكافحة الإرهاب قد يهدد مكانه في السلطة من خلال تفاقم التحديات الأمنية وتوازن القوى العرقية في شمال موزمبيق.
ويستبعد مراقبون أن تقبل موزمبيق المساعدة متعددة الأطراف حتى تبدأ الجماعة الجهادية في تهديد مكانة نيوسي في السلطة.
وجاءت تصريحات الرئيس بعد أسبوعين من هجوم شنه متمردون على بلدة بالما الساحلية القريبة من مشروعات للغاز قيمتها عشرات المليارات من الدولارات وتستهدف إحداث تحول في اقتصاد موزمبيق.
وقالت الحكومة إن العشرات قتلوا في الهجوم الأخير وتعتقد وكالات للإغاثة أن عشرات الآلاف فروا من المنطقة. وسحبت شركة الطاقة الفرنسية العملاقة توتال كل موظفيها من موقع أفونجي خارج بالما عندما بدا أن المتشددين يقتربون لكن الجيش قال بعد ذلك إن البلدة أصبحت آمنة.
وقال الرئيس في خطاب بثته محطة “تي.في.إم” الرسمية “نعلم في أي المجالات نحتاج للدعم وما هي الأمور التي يعود أمر حلها لنا نحن شعب موزمبيق”، دون أن يحدد المجالات التي يسعى فيها للحصول على مساعدة دولية.
وتابع قائلا “من يأتون من الخارج لن يحلوا محلنا بل سيدعموننا.. الأمر لا يتعلق بالكبرياء بل يتعلق بالسيادة”.

فيليب نيوسي: من يأتون من الخارج لن يحلوا محلنا بل سيدعموننا
وواجهت حكومة موزمبيق ضغوطا متزايدة لقبول الدعم الخارجي، بما في ذلك التدخل العسكري المحتمل بقيادة مجموعة التنمية للجنوب الأفريقي (سادك).
ووقع نيوسي على صفقات مع دول فردية تتعلق بزيادة التدريب والتمويل للقوات المسلحة الدفاعية الموزمبيقية، بل إنه استمتع بإمكانية الانتشار الأجنبي المحدود الذي ستكون مابوتو قادرة على التحكم فيه بشكل أفضل.
لكنه استمر في رفض عرض (سادك) بتقديم دعم كبير متعدد الأطراف خوفا من أنه قد يمكّن ذلك المقاطعات من التدخل لتقديم مطالب سياسية لا ترغب موزمبيق في قبولها، مثل وضع ترتيب أكثر إنصافا لتقاسم السلطة مع قوى المعارضة.
وتدخلت (سادك) والدول المجاورة بشكل مكثف خلال الحرب الأهلية في موزمبيق في السبعينات، والتي شهدت وصول نيوسي إلى السلطة لأول مرة. وخلال هذا التدخل دعمت جنوب أفريقيا حركة المقاومة الوطنية الموزمبيقية المتشددة، والتي تواصل حكومة موزمبيق بقيادة نيوسي القتال معها باعتبارها جماعة متمردة في وسط موزمبيق.
واكتسبت جماعة أهل السنة والجماعة (القوة الجهادية الرئيسية) قوة كبيرة على مدار عام 2020. وقد شاركت الجماعة، التي أصبحت فرعا لتنظيم داعش في عام 2020، في أكثر من 400 حادث أمني في عام 2020، أي أكثر من ضعف العدد الذي شوهد في عام 2019.
وفي أكتوبر أعلنت جماعة أهل السنة والجماعة عن هجومها الأول في تنزانيا عبر نهر روفوما، الذي يمتد بجوار حدود البلاد مع موزمبيق، فيما أثبتت قوات الأمن الموزمبيقية المنتشرة حتى الآن أنها غير مجهزة للحد من نمو وصعود الجماعة.