حزب ميركل يضطر إلى إطلاق حملة انتخابية لإنقاذ مرشحه لمنصب المستشارية

في حملته الانتخابية يتعرض مرشح حزب أنجيلا ميركل أرمين لاشيت للانتقاد لافتقاره إلى الأفكار الجديدة.
الأحد 2021/09/19
مرشح ميركل أمام تحدي العودة في السباق

بريمن (ألمانيا) – دشن المحافظون الألمان حملة انتخابية لمرشحهم للمستشارية، وهو تقليد تخلوا عنه بشكل شبه كامل لأعوام في ظل شعبية أنجيلا ميركل الجارفة، لكنهم اضطروا للعودة إليه مع حلولهم في المرتبة الثانية في استطلاعات الرأي.

وفي ساحة سوق مدينة بريمن شمال البلاد صعد مرشح المعسكر المحافظ أرمين لاشيت إلى المنصة على أنغام الموسيقى التصويرية للجزء الثالث من فيلم “روكي”، في مسعى لاستلهام روح العودة والانتصار من بطل الفيلم.

وبعد أن تقدم عليه منافسه الاشتراكي الديمقراطي في استطلاعات الرأي، وضع أرمين لاشيت معسكره في موقف ضعيف لم يشهده منذ فترة طويلة بعد أربع ولايات متتالية للمستشارة أنجيلا ميركل.

ويقول الناشط في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في بريمن هانز جورج فريدريش “لم أكن أتوقع أن يكون التنافس حادا إلى هذه الدرجة”. ويضيف المحامي أن لاشيت “عليه أن يعرّف بنفسه”.

ومن جهتها تقول كرستين إيكاردت وهي رئيسة مكتب محلي للحزب “علينا أن نبدأ من الصفر، علينا أن نقنع”. وتضيف “إنها حملة حقيقية هذه المرة، لم يعد الأمر محسوما مثل السابق”.

ويرى الوزير السابق بيرند نيومان أن أرمين لاشيت لم يدرك بشكل كاف افتقاره إلى الشعبية.

وفي المقابل يعتبر نيومان أن مرشح الحزب الديمقراطي الاشتراكي أولاف شولتز “معروف ويمكنه تسخير خبرته في الحكومة”. ويشغل شولتز منصب وزير المالية في الائتلاف الحاكم منذ 2018.

أما لاشيت فهو يترأس حكومة ولاية شمال الراين وستفاليا منذ عام 2017، المنطقة الأكثر تعدادا للسكان في ألمانيا، لكنه لم يشغل قطّ منصبا في الحكومة الفيدرالية.

واُنتخب لاشيت رئيسا للاتحاد الديمقراطي المسيحي قبل أقل من عام، وقد رُشح للمستشارية بعد صراع مع حليفه زعيم حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي ماركوس سودر.

ويبرر هانز جورج فريدريش الأمر قائلا إنه “لو كان هناك مرشح واحد فقط لقيل لنا لا شيء يحدث في الحزب، لستم ديمقراطيين، ومع وجود اثنين من المرشحين تم انتقادنا لعدم توحدنا!”.

لكن نشطاء الحزب يقرون بأن هذا التنافس ترك بصمته، تماما مثل رحيل ميركل الذي سيخلف فراغا سياسيا يتطلب قوة دفع جديدة.

ويقر النائب في برلمان بريمن الإقليمي كلاس رومير “أتوقع أن يكون الأمر صعبا، لأننا وجدنا أنفسنا في المرتبة الثانية في استطلاعات الرأي، لم يحدث ذلك لنا منذ فترة طويلة”.

التنافس حاد

ويضيف رومير أن أكبر أحزاب ألمانيا الذي هيمن على الحياة السياسية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية “يتجه نحو تغيير كبير، وهو أمر طبيعي بعد 16 عاما” في الحكم. ويقارن هذه الصفحة الجديدة بنهاية حقبة هيلموت كول عراب أنجيلا ميركل الذي تولى المستشارية بين عامي 1982 و1998.

وتقول القيادية في الاتحاد الديمقراطي المسيحي تيريزا غرونينغر إن “الأحزاب الرئيسية تضعف، نرى الاتجاه نفسه في أنحاء أوروبا. لقد ولى زمن الاستقرار والأغلبية الكبيرة”.

ويحظى توجه ميركل الوسطي بتأييد أرمين لاشيت، وهو ليبرالي معتدل وداعم لأوروبا.

ولكن في حملة انتخابية تستمر فيها قضية المناخ في اكتساب الزخم، يتعرض المرشح للانتقاد لافتقاره إلى الطموح والأفكار الجديدة وذلك بعد مناظرتين تلفزيونيتين مع منافسيه من جملة ثلاث مناظرات. 

وقد اكتفى لاشيت بالتعهد بمعالجة العقبات البيروقراطية التي تعيق تنفيذ المشاريع المرتبطة بالتنمية المستدامة.

وقال في خطابه في بريمن، وسط صيحات استهجان أطلقتها مجموعة من النشطاء البيئيين الراديكاليين “في ما يتعلق بالقضايا الرئيسية، بما فيها سياسة المناخ، فإن الأولوية بالنسبة إلى ألمانيا هي استعادة قوتها الاقتصادية بعد الوباء”.

وأضاف السبت خلال حديثه عن مخطط لشن هجوم على معبد يهودي في ولايته أن “الإرهاب عاد خطرا حقيقيا مرة أخرى”.

وأضاف “علمنا قبل يومين في دوسلدورف (عاصمة الولاية) من خلال معلومات لأجهزة دولية، أن هناك هجوما يجري التخطيط لشنه على المعبد اليهودي في مدينة هاجن”، مشيرا إلى أن الشرطة تحركت على نحو سريع للغاية “وتم القبض في تلك الأثناء على شاب وإيداعه الحبس وهو ما يُظْهِر أن المسألة كانت أكثر من مجرد اشتباه”.

وتابع لاشيت أن الشرطة منعت “وقوع هجوم مجددا في يوم كيبور (يوم الغفران) على يهود في ألمانيا، وهذه المرة كان الهجوم من قبل إسلاميين يُحْتَمَل أنهم خططوا لذلك في إطار شبكة”.

وتعتقد السلطات الألمانية أن فتى سوريا (16 عاما) هو من خطط لشن الهجوم على المعبد في هاجن.

وكان قاضي تحقيقات أصدر قرارا مساء الجمعة بإيداع الفتى في الحبس الاحتياطي.

ويحقق الادعاء العام الألماني في دوسلدورف مع الفتى للاشتباه في إعداده لجريمة عنف خطيرة تهدد الدولة، ويُعْتَقَد أن الفتى الذي تم القبض عليه الخميس نفى خلال استجوابه التخطيط لشن هجوم على المعبد.

3