"حرب" أول ألبوم تونسي ينجز كاملا أثناء الحجر

تونس- أصدر الموسيقي التونسي كريم الثليبي ألبوم “حرب” الذي حاول من خلاله تناول مفهوم “الصراع” من خلال وجهات نظر موسيقية أخرى، صراع الأضداد عبر رؤية نفسية للعديد من المفاهيم الصوتية واللحنية.
ويقدّم الألبوم موسيقى من وجهة نظر درامية ونفسية انفعالية، إذ ينقل “اللّحظة” والفضاء للوضعية الدرامية من خلال الأصوات والآلات المتقمّصة للشخصيات والمحوّلة لانفعالاتهم وتفاعلاتهم.
18 مقطوعة موسيقية هي حصيلة ألبوم “حرب” الذي أتت جل عناوينه باللهجة التونسي على غرار “حرب” عنوان الألبوم، و”مش نادم” (لست نادما) و”محبّة صغر” و”متملّح” (غير مبال) و”مع بعضنا” و”ماحجتيش” (لا أريد) وغيرها.
ويقول كريم الثليبي عن الألبوم “حاولت في ألبوم ‘حرب’ إيجاد خطاب موسيقي ناقل لجماليات الذّاكرة الشعبية بتوظيف المجهول والمبهم فيها، لتكون الرمزّية حاضرة دون الكلمة المنطوقة، لتبتعد تلك الأصوات التونسية عن التاريخ وتتجلّى شحناتها وطاقتها التعبيرية الموجّهة من جديد”.
ويندرج هذا الألبوم في إطار البحث في جماليات موسيقى الموروث الشعبي التونسي من وجهة نظر درامية ونفسية، وينفذّه الأوركسترا السيمفوني صحبة الكورال وجملة من الفنانين العازفين على آلة البيانو والقصبة (آلة نفخ تقليدية شبيهة بالناي) والكمان مع الأصوات الفردية والجماعية.
ويؤكّد الثليبي أن الإصدار يبحث في زوايا أخرى للموسيقى التونسية الغنية بالتعابير المشحونة بالمعنى والإحساس، ويقول “هي محاولة لاستحضار جملة من الشّجن المتّصل بالطاقة النفسية الجارفة لهذا الموروث في إطار تصويري درامي من خلال وضعيات موسيقية محددة
ومدروسة”.
وتمّ إنجاز ألبوم “حرب” في الحجر الصحي، وهو الألبوم الوحيد الذّي استطاع أن يرى النور، وساهم فيه ثلة من الأصوات والعازفين التونسيين وهم زهرة لجنف، وزياد الزواري، ومهدي العياشي، وحسين ميلود، وأحمد أمين زايري، وأنيس واجه، وسيرين هرّابي، وصابر رضواني، ومنير لطيفي، وخليفة لطيفي، وسامي بن ضو ومبروك سنيني.
وأثنى كريم الثليبي على جهود العازفين والفنانين الذين ساهموا في هذا الإصدار، مثمنا جهدهم الاستثنائي في ظروف صحية صعبة، آخذين بكل أسباب الحيطة والوقاية اللاّزمة، قائلا “أشكر كل من ساهم في ألبوم ‘حرب’، أولئك الفنانون المناضلون الذين لم يثنهم شيء على تنفيذه، لتبقى عجلة الإنتاج الموسيقي في تونس قائمة، رغم الجائحة”.
وسبق للفنان كريم الثليبي أن تعامل مع العديد من الفنانين التونسيين في جل الاختصاصات سواء منها الغنائية أو المسرحية أو الموسيقى التصويرية (سينما وتلفزيون) على غرار لطفي بوشناق وسنیة مبارك ومنیر الطرودي وجعفر القاسمي ومحسن بن نفيسة ومحمد
دريس.