جولة من المحادثات اليونانية – التركية في أجواء متوترة

مصدر دبلوماسي يوناني يؤكد إدراج ملف العقوبات على أنقرة ضمن جدول أعمال القمة الأوروبية المرتقبة في نهاية مارس.
الأربعاء 2021/03/17
محادثات لا تبدد الخلافات

أنقرة - بدأ دبلوماسيون يونانيون وأتراك في أثينا الثلاثاء جولة جديدة من المحادثات للبحث في العلاقات الحساسة بين البلدين الجارين الساعيين إلى تسوية خلافاتهما التاريخية التي أضيفت إليها الأطماع التركية الأخيرة في المتوسط.

وتأتي المحادثات غداة إرسال أنقرة مذكرة دبلوماسية إلى اليونان والاتحاد الأوروبي وإسرائيل تحضّها فيها على الحصول على موافقتها قبل الشروع في أي عمل في الجرف القاري التركي، على ما ذكرت وسائل إعلام تركية الاثنين.

وعبّرت أنقرة الاثنين من خلال وزير دفاعها عن أملها في أن تتخلى أثينا عن “سلوكها الاستفزازي والمتصلب في أسرع وقت ممكن”.

وتصاعدت الأزمة بين أثينا وأنقرة بعدما نشرت تركيا في أغسطس سفينة “عروج ريس” للمسح الجيولوجي والتنقيب في مناطق متنازع عليها، لاسيما قرب جزيرة كاستيلوريزو اليونانية الغنية بالمحروقات.

واجتماع الثلاثاء هو جزء من المرحلة الثانية للمحادثات “الاستكشافية”، وهي آلية أعيد تفعيلها في نهاية يناير بعد توقف استمر خمس سنوات، كما أنه الاجتماع الثاني والستون لهذه المحادثات الذي بدأت أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين لكنها لم تسفر عن أي نتائج ملموسة حتى الآن.

ينس ستولتنبرغ: لدينا مخاوف جدية بشأن سلوكيات تركيا
ينس ستولتنبرغ: لدينا مخاوف جدية بشأن سلوكيات تركيا

وكانت هذه الحال في الاجتماع الأخير في إسطنبول في 25 يناير، فأثينا أرادت فقط مناقشة ترسيم الجرف القاري لجزرها في بحر إيجة، بينما أصرت أنقرة على التحدث عن تعريف المناطق الاقتصادية الخالصة والمجال الجوي للبلدين.

وتعتمد أثينا على شركائها الأوروبيين الذين حذروا أنقرة خلال قمتهم الأخيرة في ديسمبر من عقوبات محتملة. وقال مصدر دبلوماسي يوناني إن القمة الأوروبية المقرر عقدها في نهاية مارس ستتطرق إلى هذه القضية مرة أخرى.

وتأمل اليونان أيضا في الحصول على دعم الإدارة الأميركية الجديدة، وهو أمر يعول عليه الاتحاد الأوروبي أيضا من أجل خفض التوترات مع أنقرة.

والاثنين أقر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ بأن لديه “مخاوف جدية” بشأن سلوكيات تركيا، لكنه أكد أن التحالف يمثل منصة مهمة لحلّ النزاعات المتعلقة بأنقرة.

وقال ستولتنبرغ أمام نواب البرلمان الأوروبي “أعربت عن مخاوفي الجدية وكلنا ندرك أن ثمة خلافات جدية وبعض القضايا في شرق المتوسط وبشأن القرار التركي شراء منظمة صواريخ أس – 400 أو المرتبطة بالحقوق الديمقراطية في تركيا”.

وحذر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار خلال مؤتمر افتراضي مع مسؤولين عسكريين من أن “اليونان تريد تحويل القضايا اليونانية – التركية إلى مشكلة بين تركيا والاتحاد الأوروبي وبين تركيا والولايات المتحدة (…) لكن لن نقبل بهذا الأمر، وهو لن يؤدي إلى أي نتيجة”.

وشدد أيضا على “أهمية المحادثات الاستكشافية” وتلك التي ستجرى هذا الأسبوع بين الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، مشيرا إلى أن أنقرة مستعدة “لمناقشة أي موضوع”.

وانتقد أكار مشتريات الأسلحة الأخيرة من قبل أثينا. فبدعم من فرنسا خصوصا خلال الأزمة التي اندلعت الصيف الماضي بين البلدين، اشترت أثينا 18 مقاتلة فرنسية من طراز “رافال” في يناير.

ويفاقم تحذير أنقرة الاثنين الأجواء المتوترة. وبحسب الصحافة التركية فإن تحرك أنقرة جاء ردا على اتفاق وقّع في 8 مارس بين قبرص واليونان وإسرائيل لتنفيذ أطول خط كهربائي بحري في العالم يزيد طوله عن ألف كيلومتر ويمر تحت الجرف القاري الذي تطالب به تركيا.

وتأتي هذه المناقشات أيضا قبل أيام قليلة من الذكرى الخامسة للإعلان المثير للجدل بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة الموقع في 19 مارس 2016 والذي أجبر تركيا على تقليص عدد المهاجرين الذين يمرون عبرها إلى أوروبا.

وغالبا ما تستخدم أنقرة قضية الهجرة كأداة ضغط على الاتحاد الأوروبي الذي يضم اليونان من أجل المطالبة بمزيد من المساعدات المالية للتعامل مع 3.5 مليون لاجئ غالبيتهم من السوريين على أراضيها.

5