جوخة الحارثي لا تزال تثير الأقلام النقدية

مجموعة من الباحثين يتناولون بالدراسة والنقد والتحليل تجربة الروائية العمانية جوخة الحارثي في روايتها “سيدات القمر”.
السبت 2020/04/18
أول شخصية عربية تفوز بجائزة مان بوكر الدولية

مسقط – يتناول كتاب “تفكيك مركزية السرد العربي“ بالدراسة والنقد والتحليل تجربة الروائية العمانية جوخة الحارثي في روايتها “سيدات القمر” التي فازت بجائزة المان بوكر العالمية للعام 2019، وهي جائزة على درجة عالية من الأهمية، وسبق أن مُنحت لكتاب عالميين، من بينهم فائزون بجائزة نوبل للآداب.

نقد تجربة الروائية العمانية جوخة الحارثي في روايتها “سيدات القمر”
نقد تجربة الروائية العمانية جوخة الحارثي في روايتها “سيدات القمر” 

وجاء الكتاب الذي أعدّه وقدّم له الشاعر المصري سمير درويش، وصدر عن الجمعية العمانية للكُتّاب والأدباء بالتعاون مع “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن، في مئة واثنتين وتسعين صفحة من القطع المتوسط. وهو خلاصة ملفّ نشرَتْه مجلّة “ميريت” الثّقافيّة التي تصدر عن دار ميريت للنّشر في القاهرة ويرأس تحريرها درويش.

وتناول الملفّ بحوثا ودراسات عن “سيّدات القمر” كتَبها باحثون وكتّاب عرَب وأجانب، وارْتأَت الجمعيّة أنْ تُعيد نَشْرها في كتاب، هو هذا العمل، بالاتّفاق مع المجلّة، كي يكون مَرجعا للباحثين في رواية “سيّدات القمر“ والأدب العُمانيّ بشكل عام، وتوثيقا للحراك النّقديّ الذي رافق فوز هذه الرّواية بجائزة المان بوكر العالميّة.

ومن النقاد المشاركين في الكتاب نذكر سمير درويش، بهاءالدين محمد مزيد، د.محمد سمير عبدالسلام، د.ممدوح فراج النابي، والنقاد إكرامي فتحي، غادة كمال سويلم، رشا الفوال، هاني حجاج، عزيزة الطائي، آسية البوعلي، فريدة مقلاتي، ثاني جمعة الحمداني، سعيد الصلتي، أسماء بوخميس، رحمن خضير عباس، شوقي عبدالحميد يحيى، ويل هاريس (وقد ترجم دراستها طارق فراج)، وعاطف عبدالعزيز الحناوي.

وكانت رواية “سيدات القمر” قد فازت قبل ذلك بجائزة الجمعيّة العُمانيّة للكتّاب والأدباء عام 2010 لأفضل الإصدارات عن فرع الرّواية.

وقد أثارتْ اهتماما أدبيّا كبيرا، وتناولها العديد بالـمُراجَعات النّقديّة في صُحف ومجلّات عالميّة وعربيّة. كما أصدرتْ بعض المجلّات ملفّات خاصّة عنها. وصدرت “سيدات القمر” بالعربية في 2010 وترجمتها إلى الإنجليزية لاحقا المؤلفة والأكاديمية الأميركية مارلين بوث بعنوان “أجرام سماوية” (سيلستال باديز).

“سيدات القمر” هي الرواية الثانية للكاتبة العمانية جوخة الحارثي، حيث تغوص بنا من خلال أحداثها إلى أغوار المجتمع العـُماني وطقوسه وعاداته، وتـرسم شخصيات ذات حـمولة واقعية ورمزية، منغرسة في صلب الأحداث المنطوية على مواجهة حيوية بين قوى متطلعة إلى تغيير بنيات الماضي وتقاليد موروثة تجثم بقوة على كاهل الناس لتعوق تحولات يفرضها العصر وقانون الحركة.

رواية فازت بجائزة المان بوكر العالمية للعام 2019
رواية فازت بجائزة المان بوكر العالمية للعام 2019

تروي “سيدات القمر” قصة مجتمع وما طرأ عليه من تغيرات تاريخية واجتماعية، كما تحاول أن تقول الكثير عن تحولات الواقع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وصراعاته السياسية، وعلاقة المرأة بالمرأة، والمرأة بالرجل، والمرأة بذاتها مع التحولات التي يشهدها جسدها في مرحلة البلوغ، وكذلك علاقة الآباء بالأبناء، وحكايات العشق المتحقق أو الموءود، وعلاقة الجميع بما يطرأ على الواقع من تغيرات وتبدلات، حيث تتداخل حالات الخيبة والشوق والشعور بالغربة والتشبث بالأحلام أو خسارتها، وتناسخ الأدوار التي يقوم بها الآباء مع الأبناء.

وتكتب جوخة الحارثي بعمق وسهولة نفاذة وغوص في النفوس وبسرد مقنع وبجمال لا يتخلى عن أجواء شعرية ترفد عملية القص وتجملها ولا تجرها إلى عالمها ليتحول الأمر إلى شعر فحسب.

وللكاتبة العمانية (41 عاما) الحاصلة على درجة الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة أدنبره نحو 10 مؤلفات منها ثلاث روايات، وسبق لها الفوز بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في مجال الرواية عام 2016.

15