#جريمة_الزرقاء.. البشاعة ترند عالمي

التوظيف المنحرف للتكنولوجيا يساهم في إنشاء عالم غاضب لما يسببه من رهاب ورعب اجتماعي.
الخميس 2020/10/15
من يحفظ أمن الأردنيين

استفاق مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي، على دماء فتى أردني تعرض لاعتداء وحشي بمحافظة الزرقاء (وسط)، ما استدعى تدخل عاهل البلاد الملك عبدالله الثاني، وسط حالة من الصدمة والغضب.

 عمان - هزت جريمة بشعة مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي، بعد قيام عشر أشخاص في محافظة الزرقاء الأردنية باختطاف طفل (16 عاما)، وبتر يديه وفقء عينيه الاثنتين، في محافظة الزرقاء على خلفية ثأر مع والد المجني عليه.

وتصدر هاشتاغ #جريمة_الزرقاء الترند على تويتر في عدة دول عربية كما تصدر لبضع ساعات عالميا يوم الأربعاء.

وتداول مغردون مقطعا مصورا للطفل، بعد عثور أحد الأشخاص عليه وهو يستغيث للحصول على إسعاف.

ودفع انتشار المقطع في مواقع التواصل الاجتماعي بالجهات الأمنية لإصدار بيان بمنع تداوله، لبشاعة المشاهد فيه، مشيرة إلى أن البحث عن الفاعلين بدأ، وأجريت عملية أمنية، أفضت إلى القبض على مرتكبيها.

وقالت مواقع أردنية إن العملية كانت تحت متابعة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. وغرد حساب قوات الدرك الأردنية على تويتر:

DarakJo@

حذر الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام الجميع من تداول أو نشر أو إعادة نشر الفيديو الذي ظهر خلاله ضحية الاعتداء في جريمة الزرقاء، مؤكدا أن نشر وتداول هذا الفيديو يوجب المساءلة القانونية لانتهاكه كافة القوانين والأعراف. #الأمن_العام #مع_الأردن #مع_الوطن #الأردن_أولا.

وقال باحثون في علم الاجتماعي إن نشر مقطع مصور للحادث على منصات التواصل، يعد "توظيفا منحرفا للتكنولوجيا لما يسببه من رهاب ورعب اجتماعي" في البلاد.

وعند مشاهدة المقاطع التي تحوي قسوةً أو أفعالًا همجية وإجرامية، يتعاطف المشاهدون مع الضحية مما قد يسبب لهم نوع من الصدمة بالنيابة عن الضحايا الحقيقيين.

كما تبعث مشاهدة هذا النوع من المقاطع المنتشرة على مواقع التواصل، على الشعور بالعجز والحزن والاعتقاد الدائم بأن العالم مكان غير عادل ومخيف، كما تحفز مشاعر القلق والإحباط والاكتئاب.

وفي يوليو الماضي، أعلن تقرير لمديرية الأمن العام الأردنية، ارتفاع معدل الجرائم بنسبة 7.6 في المئة في عام 2019، لتسجل 26 ألفا و521، بزيادة قدرها 1867 جريمة مقارنة بعام 2018 في البلاد.

ووجدت دراسة أن إحساس العامة حيال انتشار الجرائم زاد خلال هذه المدة، متوهمين بأن معدل الجرائم يزداد وأن هناك حاجة ضرورية لاقتناء السلاح للدفاع عن النفس بحالة الخطر، وذلك بسبب البروباغندا الإعلامية.

وفي دراسة جرت عام 2017، أجرى عالِم النفس ويليام برادي وزملاؤه تحليلًا لأكثر من 500 ألف تغريدة لمعرفة السبب في انتشارها. فوجدوا أنه كلما كان المنشور مشحونًا بقدر أكبر من "العاطفة الأخلاقية" -مثل الغضب- زاد معدل إعادة التغريد. وإعادة التغريد هو تأكيد بسيط وإدماني يُعزِّز الغضب. وبعد أن يُثاب الناس على تغريداتهم بالمزيد من الاهتمام، فإن استجابتهم التالية هي أنهم يجعلون تغريداتهم اللاحقة مشحونةً بغضب أكثر من سابقاتها.

ولا يعكس تويتر فقط عالمًا غاضبًا، بل يساعد في إنشاء هذا العالم.

وروى الطفل الضحية، في تسجيل لمواقع محلية، تفاصيل ما جرى له، وقال إن "نحو 10 أشخاص قاموا باعتراض طريقه وهو عائد من أحد الأفران وبيده الخبز للمنزل، ورغم محاولته الهروب، إلا أنهم لاحقوه، وقاموا بخطفه".

وأشار إلى أن الجريمة ارتكبت بحقه في أحد المنازل، بواسطه "بلطة"، وقاموا بفقء عينيه، ثم ألقوه في منطقة خالية. ووصل الطفل إلى المستشفى في حالة سيئة، لكن الأطباء قالوا إن إحدى عينيه لم تتضرر، ولا تزال سلمية، رغم محاولة عطبها.

وصمم رواد منصات التواصل، صورة تعبيرية للفتى الأردني محني الرأس ومبتور اليدين.

وتداول مغردون مقاطع فيديو وبعض الصور من الجريمة المروعة وسط مطالبات بتنفيذ عقوبة الإعدام بحق الجناة وإنزال أشد العقوبات بهم، وأن تقطع أيديهم وتفقأ أعينهم كما فعلوا بالشاب، وهو ما يتنافى مع قانون العقوبات الأردني، الذي يرتب عقوبة قصوى على جريمة إحداث عاهة مستديمة وخطف حدث بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة لا تزيد عن 10 سنوات، بحسب محامين.

فيما كتب الصحافي خيرالدين الجابري "عاجز منذ ساعات عن الكلام أو وصف مشاعري، والله، كعجز ذاك الطفل الجالس على الرصيف مفقوء العينين ودامي الساعدين المبتورين.. عاجزون، لا حول لنا ولا قوة والله، في هذه الغابة الضائعة التي يأكل القوي فيها الضعيف دون رادع".

وقالت مغردة:

nadinenimri@

المادة 335 عقوبات "إذا أدى الفعل إلى قطع أو استئصال عضو أو بتر أحد الأطراف أو إلى تعطيلها أو تعطيل إحدى الحواس عن العمل، أو تسبب في إحداث تشويه جسيم أو أي عاهة أخرى دائمة أو لها مظهر العاهة الدائمة، عوقب الفاعل بالأشغال المؤقتة مدة لا تزيد على عشر سنوات". #جريمة_الزرقاء

وأضافت:

nadinenimri@

المطلوب تغليظ العقوبات في كافة الجرائم الواقعة على الأطفال بما فيها الإيذاء والقتل. ما حصل في #جريمة_الزرقاء استغلال لضعف الضحية وسهولة استدراجه #تعديل_قانون_العقوبات #العدالة_لطفل_الزرقاء.

وطالبت أخرى:

HDaaja@

الإعدام الإعدام الإعدام للمجرم #جريمة_الزرقاء.

وأكد مغردون أن الجناة هم من أصحاب السوابق الذين شملهم العفو العام مؤخرا، وهو ما يفتح ملف آليات تطبيق العفو والفئات التي يشملها.

وكتب مغرد:

Mohdkhamaiseh@

ولدت وعشت في الزرقاء -الغويرية- أكثر من 22 سنة، حوادث القتل والاعتداءات من «الزعران» هي حدث روتيني يومي. وهؤلاء ليسوا خفيين أو غير معروفين؛ طفل صغير بإمكانه أن يرشدك لبيوتهم وتصادفهم في الشوارع دائما. فاعفونا من خطابات التحليل، من يريد الحل فليُنفذ القانون. #جريمة_الزرقاء.

19