جدعون ساعر يتخلى عن الليكود في سبيل حلم خلافة نتنياهو

قرار الانفصال عن الليكود وتشكيل حزب سياسي يأتي في لحظة فارقة مع اقتراب الائتلاف الحكومي بقيادة نتنياهو الآن من الانهيار وتزايد احتمال التوجه نحو انتخابات ستكون في هذه الحالة الرابعة في أقل من عامين.
الخميس 2020/12/10
بين متمسك برئاسة الوزراء وطامح إليها

تل أبيب – أعلن منافس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو داخل حزب الليكود اليميني جدعون ساعر، عن استقالته من البرلمان (الكنيست) الأربعاء وإنشاء حزب جديد لخوض معركة الانتخابات التي قد تجرى في مارس المقبل.

وكان ساعر الأعلى صوتا في انتقاد نتنياهو داخل الليكود، وسبق أن تحداه في سباق على زعامة الحزب في ديسمبر الماضي لكنه خسر الانتخابات التمهيدية بشكل حاسم.

ولا يخفي ساعر (53 عاما) الذي سبق وتقلد مناصب وزارية في حكومات نتنياهو بين عامي 2009 و2014، طموحاته السياسية في تولي منصب رئاسة الوزراء في إسرائيل.

ويقول متابعون إن قرار الرجل بالانفصال عن الليكود وتشكيل حزب سياسي يأتي في لحظة فارقة مع اقتراب الائتلاف الحكومي بقيادة نتنياهو الآن من الانهيار وتزايد احتمال التوجه نحو انتخابات ستكون في هذه الحالة الرابعة في أقل من عامين.

وفي تصريح نقل مباشرة على التلفزيون مساء الثلاثاء، قال ساعر “أنشئ حركة جديدة هدفها استبدال نتنياهو”. وأعلن في بيان الأربعاء استقالته رسميا من الكنيست، مما يسمح له “بالترشح لرئاسة الوزراء”.

ولم يتضح بعد ما إذا كان الإسرائيليون سيتوجهون مرة أخرى إلى صناديق الاقتراع في العام 2021. وأيد الشريك الرئيسي لنتنياهو في الائتلاف، وزير الدفاع بيني غانتس، في تصويت أوّلي الأسبوع الماضي، اقتراح المعارضة حل الكنيست.

ساعر يهدف إلى إعادة تأسيس جناح يميني متجذر في المبادئ المحافظة، وليس حزبا هو مجرد “مهمة شخصية” لرئيس الوزراء الحالي

واقترحت لجنة الكنيست المكلفة بمراجعة هذا القانون أن يكون يوم 16 مارس موعدا للانتخابات القادمة إذا تم حل البرلمان في نهاية المطاف. لكن لا يزال يتعين أن يمر مشروع القانون عبر عدة خطوات تشريعية قبل الموافقة النهائية. وهناك مساحة لمجموعة واسعة من المناورات السياسية قبل أن يتم إجراء انتخابات.

وكان نتنياهو اضطر للدخول في ائتلاف هجين مع تحالف أزرق أبيض، لضمان استمراريته على رأس الحكومة، في ظل عدم امتلاكه لأغلبية مريحة تمكن حلفه اليميني من الحكم بمفرده.

وتعرض هذا الائتلاف منذ تشكله قبل أشهر قليلة إلى هزات عدة آخرها الخلاف حول الموازنة، ويتهم غانتس نتنياهو بأنه لا يتصرف إلا وفق مصلحته السياسية الخاصة ويضع التصدي لمحاكمته المستمرة بالفساد فوق احتياجات الإسرائيليين العاديين الذين يعانون من صعوبات اقتصادية غير مسبوقة بسبب وباء كوفيد – 19.

وبموجب اتفاق التحالف، من المقرر أن يتولى غانتس، وهو أيضا رئيس الوزراء بالتناوب، منصب رئيس الحكومة في نوفمبر 2021.

وقال غانتس إنه بإمكان نتنياهو تجنب انتخابات جديدة في حال تم إقرار موازنة العام 2021. ويرى معارضو نتنياهو أنه يرفض الموافقة على موازنة العام المقبل لضمان انهيار الحكومة قبل أن يضطر إلى التنازل عن المنصب لغانتس.

ومن غير الواضح مدى تأثير انفصال ساعر على أي انتخابات مقبلة محتملة. ويُنظر إلى ساعر على أنه مقرب من الأحزاب اليهودية الأرثوذكسية المتطرفة ومن الموالين السابقين لنتنياهو وخدم في حكوماته السابقة. وهو على يمين نتنياهو في العديد من القضايا الرئيسية الذي يتولى السلطة منذ 2009.

ساعر لا يملك الكاريزما، والقدرة السياسية التي تخول له خلق حاضنة شعبية ينافس من خلالها نتنياهو

وساعر من المؤيدين لضم إسرائيل للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وهي خطوة أعلن نتنياهو تجميدها عند توقيعه اتفاق تطبيع العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين.

وأشار الصحافي الإسرائيلي البارز بن كاسبيت في صحيفة معاريف الأربعاء إلى ذعر “مبرر تماما” لدى نتنياهو بشأن انفصال ساعر.

ويرى كاسبيت المعروف بقربه من الأحزاب اليهودية المتشددة، أن ساعر سيكون في وضع جيد لانتزاع أصوات من الليكود في الانتخابات المقبلة، مشيرا إلى أنه “يشكل لليمينيين الذين سئموا من نتنياهو، بديلا له سيصوتون له بسهولة”.

وقال المحلل السياسي اليميني إيمانويل نافون الذي يدعم ساعر إن الليكود أصبح “عبادة شخصية” في عهد نتنياهو. ورأى نافون أن هدف ساعر هو إعادة تأسيس جناح يميني متجذر في المبادئ المحافظة، وليس حزبا هو مجرد “مهمة شخصية” لرئيس الوزراء الحالي.

وفي المقابل يرى محللون آخرون أن ساعر لا يملك الكاريزما، والقدرة السياسية التي تخول له خلق حاضنة شعبية ينافس من خلالها نتنياهو، وبالتالي فإن قرار انسحابه من الليكود قد يعني بداية النهاية له.

وخضع نتنياهو للمحاكمة في مايو بتهمة الفساد واختلاس أموال وخيانة الأمانة في ثلاث قضايا، وهو بذلك رئيس الوزراء الوحيد في تاريخ إسرائيل الذي يتمّ اتّهامه خلال فترة ولايته. وتركزت الإجراءات حتى الآن على الجوانب الإجرائية ومن المقرر أن يمثل أمام المحكمة في بداية فبراير من العام المقبل.

2