جائحة كورونا روجت لـ"الكتاب الإلكتروني" بسوريا

دمشق – أرخت جائحة كورونا بظلالها على معظم القطاعات والعادات الاجتماعية والثقافية ومنها ظاهرة قراءة “الكتاب الورقي” التي شهدت تراجعاً لحساب تنامي قراءة “الكتاب الإلكتروني” وخصوصاً مع فترة الحجر المنزلي الطويلة جراء انتشار فايروس كورونا.
وعلى غرار الناشرين في مختلف الدول، فضل الناشرون السوريون مؤخراً العمل الرقمي وفق تصريح رئيس اتحاد الناشرين السوريين هيثم الحافظ، لأن “جائحة كورونا أثرت بشكل مباشر في إقبال الناس على المكتبات والكتب الورقية ما تطلب إيجاد حلول لهذه المشكلة كتوصيل الكتاب إلى القارئ مباشرة مع الالتزام بالإجراءات الوقائية أو بثه إلكترونياً”.وقال “لذلك فإن معظم الناشرين اليوم قاموا بالنشر الرقمي سواء كان صوتياً أو فيلمياً أو ‘بي.دي.أف’ للكتب والروايات”.
وبالرغم من تأثر صناعة وترويج النشر بفعل ظروف الحرب ووباء كورونا في سوريا إلا أن ذلك لم يمنع الناشرين السوريين من التواجد خلال السنوات الماضية بالمحافل الثقافية ومعارض الكتاب العربية رغم قلتها، حيث قال الحافظ “إقامة المعارض هي السبيل للترويج للكتاب ولذا فإن قلة عدد القراء في الوطن العربي تعود لقلة عدد المعارض”.
الاحتفاظ بشعور النكهة الخاصة عند القراءة من أوراق الكتاب مباشرة لم يمنع الكتاب الإلكتروني من فرض نفسه بقوة وفق ناديا سليم مترجمة لغة إنجليزية، حيث قالت “الظروف الخاصة التي فرضتها جائحة كورونا اضطرتني لقراءة الكتب عن طريق الإنترنت” فيما أصر بشار الزعوري مدير شركة على أن الكتب الورقية تمتلك حساً خاصاً يدفعه لمتابعة القراءة دون ملل رغم قراءته بعض الكتب الإلكترونية خلال الأيام الحالية.
الاحتفاظ بشعور النكهة الخاصة عند القراءة من أوراق الكتاب مباشرة لم يمنع الكتاب الإلكتروني من فرض نفسه
ومع كثرة ميزات الكتاب الإلكتروني ما تزال المتعة التي يحققها الكتاب الورقي تظهر في أحاديث قرائه ومنهم منتجب الدين الخطيب، موظف إداري، الذي قال “رائحة الورق وصوت تقليب الصفحات يشكلان جزءاً من متعتي عند القراءة.. للكتاب الورقي سحر وملمس لا تمتلكه الكتب الإلكترونية” مبيناً أن عزوف الكثير عن القراءة في الوقت الحالي يعود إلى وجود أولويات أخرى يسعى المواطن السوري لتأمينها وأن ميزة الكتب الإلكترونية هي سهولة الحصول عليها وقراءتها في أي مكان كما أنها لا تحتاج لمكتبة ضمن المنزل.
الصعوبات التي واجهت دور النشر على مدى السنوات الماضية لعبت دوراً أيضاً في ترجيح كفة الكتاب الإلكتروني وفق الدكتور أحمد شقير، المدير العلمي لدار القدس للعلوم الطبية والترجمة، مبيناً أن الحرب السورية أدت إلى توقف العديد من دور النشر بسبب قلة المبيعات وزيادة الضغط على المطابع المتبقية وبالتالي اللجوء للكتب الإلكترونية.
بعض الآثار السلبية رافقت انتشار الكتاب الإلكتروني حسب رأي ابتسام حلال، أمينة سر في دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر، معتبرة أهمها ضياع حق المؤلف ودار النشر التي أنفقت الكثير من الأموال في طباعة الكتاب مبينة أن إلغاء الكثير من المعارض المحلية والعربية هذا العام أيضاً بسبب انتشار فايروس كورونا أثر سلباً على المبيعات وألحق خسائر بدور النشر.