تينسنت في سباق مع إنفيديا لحجز مقعد في نادي التريليون دولار

لندن - دفع صعود تسلا المتخصصة في ابتكار السيارات الصديقة للبيئة إلى نادي الشركات الأكثر قوة في السوق والذي يضم مؤسسات يتخطى رأسمالها التريليون دولار، المستثمرين إلى التخمين حول الشركة التالية التي ستدخل هذه الدائرة التي كانت حصرا على 5 شركات من وادي السيليكون.
ويضم نادي الشركات ذات رأس المال الأكبر من تريليون دولار خمس شركات أعضاء من قطاع التكنولوجيا، هي مايكروسوفت وفيسبوك وأمازون وألفابيت الشركة الأم لغوغل وكذلك أبل.
ويبدو أن هذه الصناعة قد تكون الأرض الخصبة لنمو الشركة التالية، لكن هناك منافسة قوية قد تظهر في الخفاء حيث يمكن لدورة السلع الأساسية والدفع العالمي لتطوير الطاقة النظيفة والتكنولوجيا الحيوية أن تنتج مرشحين جددا.
ويقول محللون إنها قضية مهمة، إذ أن عضوية هذا النادي لا تكسب فقط حقوق المفاخرة لأمثال إيلون ماسك مؤسس تسلا وجيف بيزوس مؤسس شركة أبل فحسب، بل إنها تجعل من الصعب أيضاً على المستثمرين خارج وول ستريت تجاهلها. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى بعض الاستقرار المرحب به لأسهم مثل تسلا، مما يزيد من جاذبيتها.

بيتر غارنري: البيئة التنظيمية لتينسنت غير واضحة لكنها ستستمر في النمو
وتحتدم المنافسة الآن على المقعد التالي بين شركتي إنفيديا الأميركية لتصنيع الرقائق التي تعتبر بأنها الرابح الأكبر في مستقبل الألعاب والتعلم الآلي بفضل بطاقة رسومات الكمبيوتر الرائدة في السوق، وتينسنت هولدينغز الصينية التي تراهن كثيرا على الاقتصاد الرقمي عالي النمو في الصين.
وعلى الرغم من أن سهمَي الشركتين يحتاجان إلى الصعود بنحو 60 في المئة لدخول النادي، إلا أن إنفيديا تبدو أكثر حظوظا بعد أن ارتفعت أسهمها بأكثر من 75 في المئة في أربع من السنوات الخمس الماضية، بينما كانت تينسنت أقل نجاحا.
ونسبت وكالة بلومبرغ إلى بيتر غارنري رئيس استراتيجية الأسهم في ساكسو بنك قوله إن “البيئة التنظيمية بالنسبة إلى تينسنت غير واضحة لكن الاقتصاد الرقمي الصيني سيستمر في النمو، وستكون الشركة الصينية جزءا منه”.
وفي خضم التكهنات بشأن هاتين الشركتين تبرز حظوظ شركات باي بال وأي.أس.أم.أل هولدينغ وتي.أس.أم.سي، والتي يرى خبراء أنها من المرشحين المحتملين في السنوات المقبلة للدخول في نادي التريليون دولار.
وكانت تينسنت على وشك تحقيق إنجاز في يناير الماضي، لكن منذ أن ضربتها حملة بكين التنظيمية الصارمة على شركات الألعاب والشركات الرقمية، سيطر التراجع على مصير مالكة وي تشات.
وشهدت شركة فيسبوك مصيراً مشابها، حيث فقد عملاق وسائل التواصل الاجتماعي مكانه في النادي وسط تباطؤ الإعلانات الرقمية وتزايد الأخبار السلبية حول المنصة رغم الأرباح القياسية التي حققتها في الربع الثالث من العالم الجاري والاستراتيجية التي أعلن عنها مارك زوكربيرغ الأسبوع الماضي.
ويمكن أن تقود تي.أس.أم.سي أكبر شركة مُصنعة لمعدات صناعة أشباه الموصلات دخول أوروبا في مجموعة النخبة في السنوات القليلة المقبلة.
كما قد يؤدي توجه المنطقة إلى الطاقة النظيفة إلى ظهور مرشحين آخرين، مع استفادة الصناعة من الدفع نحو الاستثمارات البيئية والاجتماعية والحوكمة.
صعود تسلا دفع المستثمرين إلى التساؤل حول الشركة التالية التي ستدخل هذه الدائرة التي كانت حصرا على 5 شركات من وادي السيليكون
ويؤكد غارنري أن التكنولوجيا النظيفة ستكون هائلة، حيث يعد تغير المناخ وعالم أنظف هدفين سياسيين محددين، وستحل الصناعة بعضاً من أكبر المشكلات التي يواجهها هذا العالم.
وتتضح هذه الإشارات مع صعود تسلا. وكتب آدم جوناس المحلل في مورغان ستانلي يقول “قد يساهم تراكب العوامل المهمة المتعلقة بالحوكمة البيئية والاجتماعية والحوكمة في علاقة بالمناخ في التأثير، حيث ينظر الكثيرون إلى تسلا على أنها الحدث الرئيسي في مصادر الطاقة المتجددة”.
أما المستثمر التكنولوجي ريان جاكوب من شركة جاكوب أسيت مانجمنت فيرى أنه من الممكن أن تنبثق الشركة التريليونية التالية من الشركات الضخمة المتواجدة حالياً.
ورغم عدم إظهار أي من شركات النخبة في التكنولوجيا مثل هذه النوايا حتى الآن، إلا أنه قال إن “موقع يوتيوب التابع لشركة ألفابايت وأي.دبليو.أس قد يكون الطفل المستقبلي الذي تبلغ قيمته تريليون دولار”.
وأضاف “لقد فعلت إيباي ذلك مع باي بال ومضت الأخيرة لتتفوق على إيباي من حيث الحجم والنمو”.
ومع ذلك قد تستغرق السوق العالمية بعض الوقت قبل أن تحتفل من جديد بسهم آخر من العيار الثقيل.
ويرى محللون أن احتمالية ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة في وقت مبكر من 2022 قد تؤدي إلى إضعاف الطلب على أسهم التكنولوجيا، حيث يحسب المستثمرون أن الأرباح المستقبلية ستكون أقل قيمة وسط تكاليف الاقتراض المرتفعة.