تويتر وفيسبوك صنعا ترامب والآن يصفّيان حسابهما معه

خبراء يرون أن علامات التحذير وحدها لا تفعل شيئًا أكثر من كونها مجرد غطاء تحاول منصات التواصل الاجتماعي من خلاله تبرئة ذمّتها.
الخميس 2020/11/26
تغريداته غير موثوقة

واشنطن – تمتع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمكانته الخاصة كزعيم عالمي على منصتيْ  فيسبوك وتويتر، لكن عندما استخدم سلطاته لنشر المعلومات المضللة والإساءة إلى منتقديه بدأت المنصتان تضعان علامات التحذير من التضليل الذي يمارسه، خاصة بعد ادعاء فوزه بالانتخابات وما صدر عنه من سيل الاتهامات بالتزوير.

ومنذ أن خسر ترامب محاولة إعادة انتخابه، كان ينشر تصريحات متواترة حول تزوير الانتخابات المزعوم ويحاول نزع الشرعية عن فوز جو بايدن. إلا أن مَوقِعَيْ تويتر وفيسبوك حرصا -من خلال إضافة ما يشبه علامات التحذير إلى بياناته- على توجيه الأشخاص إلى معلومات موثوقة.

وتم تصنيف أكثر من مئة تغريدة من تغريدات ترامب في تويتر على أنها غير موثوقة بموجب هذه السياسة المتبعة من قبل المنصة منذ يوم الانتخابات. ووضعت إدارة تويتر تحت تغريدة “لقد فزت في الانتخابات!” التي نشرها ترامب في الخامس عشر من نوفمبر علامة تحذير نصها “مصادر متعددة تتناول هذه الانتخابات بشكل مختلف”.

جينيفر غريغيل: إجراءات شبكات التواصل الاجتماعي ضد ترامب خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنها لم تكن فعّالة
جينيفر غريغيل: إجراءات شبكات التواصل الاجتماعي ضد ترامب خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنها لم تكن فعّالة

وصُنِّفت التغريدات الكاذبة والمضللة الأخرى التي تدّعي تزوير أصوات الناخبين في خانة تصدّرتها عبارة “هذا الادعاء بشأن تزوير الانتخابات موضع نزاع”. وعند النقر عليها يتم نقل المستخدمين إلى مصادر موثوقة تقدّم معلومات عن نتائج الانتخابات وانتشار تزوير الناخبين، وهو أمر نادر للغاية.

كما وضع موقع فيسبوك أيضا علامات تحذير على العديد من منشورات ترامب حول نتائج الانتخابات. وفي النهاية نشر فيسبوك “جو بايدن هو الفائز المتوقع في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2020”.

كانت كلتا الشركتين أكثر جرأة في وضع علامات تحذير على تصريحات ترامب حول تزوير الانتخابات والادعاءات الكاذبة بالنصر مقارنةً بمسائل التضليل الأخرى خلال فترة رئاسته.

ويعبّر متابعون عن اعتقادهم في أن منصتي تويتر وفيسبوك قد تتحرران من الضغوط التي يفرضها الوضع الاعتباري لترامب بوصفه رئيسا سابقا، ولكن ذلك يقتصر على فترة محددة، بعدها سيتم التعاطي معه باعتباره مشتركا عاديّا، وربما يلجأ المَوْقعان إلى تصفية الحساب معه والتضييق على تغريداته وتدويناته المثيرة للجدل وتطبيق ضوابط النشرة بصرامة شديدة.

لكن نشطاء على مواقع التواصل وخبراء في الاتصال يقللون من فاعلية وضع العلامات التحذيرية ويعتقدون أن الأمر غير فعّال. وفي الوقت الذي يمكن أن يواجه فيه المستخدمون العاديون التعليق أو الحظر من المنصات بشكل نهائي، حظي ترامب بتساهل واضح وتحرك خلال الحملة الانتخابية -وحتى خلال إعلان النتائج- بأريحية.

وصنف موقع تويتر مئات الآلاف من المنشورات منذ أواخر أكتوبر بموجب سياسة “النزاهة المدنية” الخاصة به، حيث أشار إلى المنشورات المتنازع عليها أو التي يحتمل أن تكون مضللة حول الانتخابات وعملية التصويت والنتائج.

ويقول المنتقدون إن علامات التحذير وحدها لا تفعل شيئًا أكثر من كونها مجرد غطاء تحاول منصات التواصل الاجتماعي من خلاله تبرئة ذمّتها، متظاهرةً فقط بأن هذه العلامات تقف حائلاً دون انتشار المعلومات المضللة.

ويرى المنتقدون أنه إذا استمرت المنصات في السماح لترامب وآخرين بنشر معلومات مضللة دون اتخاذ إجراءات أخرى، إلى جانب وضع علامات التحذير، فلن يؤدي وضع علامات التحذير -حتى لو تم وضعها على كل منشور- إلى تحقيق الكثير.

Thumbnail

ولا توقف علامة التحذير انتشار التغريدات، وربما تغري المتابعين للمنصتين بالاطلاع على المحتوى وترويجه. ففي حالة تويتر، تأتي المخاطر من كونها منصة فورية يلجأ إليها المستخدمون للحصول على الأخبار الفورية. هذا يعني أن وضع علامة تحذير على تغريدة بعد 15 دقيقة فقط من نشرها يعتبر متأخر جداً بالفعل.

أما موقع فيسبوك فلا يواجه نفس الخطر. ولكن يتمثل الإشكال في سرعة الانتشار؛ فإذا تم وضع علامة تحذير على أحد المنشورات ومع ذلك استمرّ نشره، فهذا لن يكون حلا ناجعا. كما أنه إذا تم وضع علامات تحذير لكل منشور، فستفقد هذه العلامات بسرعة أي تأثير لها.

وقالت جينيفر غريغيل، الأستاذة في جامعة سيراكيوز بنيويورك والخبيرة في مجال وسائل التواصل الاجتماعي، إن إجراءات شبكات وسائل التواصل الاجتماعي هذه كانت خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنها لم تكن فعالة. وأضافت غريغيل لوكالة أسوشيتد برس “كل منصة لديها ملف إدارة مخاطر مختلف”.

ويتساءل خبراء مواقع التواصل عما إذا كانت هذه المواقع ستتراجع عن التعامل المتوجس مع ترامب بمجرد عودته مواطنا عاديا، بعد تنصيب خليفته في العشرين من يناير القادم، وما إذا كان سيخضع للقواعد الرسمية التي تسنها المنصات، مثل أي مستخدم آخر؟

ويستثني تويتر “قادة العالم” من بعض قواعده، مثل تلك التي تحظر تشجيع العنف والمضايقات.

وهذا يعني أنه حتى إذا انتهكوا قواعد الشركة، يمكن أن يتم وضع علامات تحذير فقط على تغريداتهم، وهناك بعض الاستثناءات المحظورة حتى بالنسبة إلى قادة العالم، مثل الترويج للإرهاب أو التهديد المباشر بالعنف ضد شخص ما. أما على فيسبوك، فستكون منشورات ترامب خاضعة لسياسة “التحقق من حقيقة المنشورات” من قبل مدققي الحقائق التابعين لجهات خارجية.

1