توقف غالبية وسائل الإعلام الأفغانية رغم التطمينات

كابول- تدحض الوقائع الإعلامية في أفغانستان مزاعم طالبان بالسماح لوسائل الإعلام بالعمل في البلاد وتهيئة الأجواء الملائمة، فقد أعلن اتحاد الصحافيين الأفغان أن 70 في المئة من وسائل الإعلام توقفت عن العمل بسبب التغيرات والوضع الاقتصادي والأمني في البلاد مع تولي حركة طالبان السلطة في الخامس عشر من أغسطس الماضي.

وأجرى الاتحاد إحصائية شارك فيها 1500 إعلامي في جميع أنحاء البلاد، لمعرفة التحديات التي يواجهها الإعلاميون وتسليط الضوء على الوضع الحالي للمنابر الإعلامية في أفغانستان.

وقال المتحدث باسم الاتحاد مسرور لطيفي: ذكرت الإحصائية أن 40 في المئة من المشاركين أكدوا أنهم يواجهون مخاطر أمنية، وبعضهم واجهوا تهديدات، فيما البعض الآخر يخشى من وقوع هذه التهديدات.

70 في المئة من الصحافيين الأفغان فقدوا وظائفهم ما يمثل صفعة قوية لوسائل الإعلام المستقلة

وكشفت نتائج الاستطلاع أن نحو 70 في المئة من الصحافيين فقدوا وظائفهم منذ الخامس عشر من أغسطس ما يمثل “صفعة قوية لوسائل الإعلام الأفغانية المستقلة التي تعد أحد الإنجازات الرئيسية في الأعوام الـ20 الأخيرة في أفغانستان”، وفقا للطيفي.

وأوضح الاستطلاع أن “السيدات اللاتي كن يعملن في وسائل الإعلام كن أكثر عرضة للمخاطر وقلقات على أرواحهن ومهنتهن”. وأضاف أن عدم الأمان الوظيفي والتهديدات على الأمن والمشكلات الاقتصادية كانت من بين أسباب القلق الرئيسية للصحافيين الأفغان.

وأسفر تولي حركة طالبان السلطة عن إغلاق 153 وسيلة إعلام أفغانية على الأقل. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير لها إن سلطات طالبان في أفغانستان تفرض قيودا واسعة النطاق على وسائل الإعلام وحرية التعبير من فراغ، فالأخبار الواردة من هناك تدل على أن طالبان تعمل على خنق الإعلام والمعارضة وإسكات النقاد.

وخلال اجتماع مع صحافيين في أواخر سبتمبر الماضي في كابول، وزعت وزارة الإعلام والثقافة التابعة لطالبان منشورات لوسائل الإعلام تحظر فيها أي تغطية إعلامية انتقادية لطالبان.

وتمنع المنشورات وسائل الإعلام من طباعة أو بث تقارير “مخالفة للإسلام” أو “إهانة لشخصيات وطنية” أو “نشر محتوى إخباري يشوه طالبان”. ويُطلب من الصحافيين “التأكد من أن تقاريرهم متوازنة” و”عدم نشر الأخبار التي لم يؤكدها المسؤولون في طالبان” أو القضايا التي “يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على موقف الناس”.
ويتعين على وسائل الإعلام “إعداد تقارير مفصلة” مع الهيئة التنظيمية الحكومية الجديدة قبل نشرها.